26-مارس-2021

زاهر الغافري وحياة واحدة سلالم كثيرة

ألترا صوت – فريق التحرير

صدرت المجموعة الشعرية "حياة واحدة سلالم كثيرة" للشاعر العماني زاهر الغافري عام 2017، وأما القصيدة المختارة هنا "مصائر لا تنتهي" والمهداة للشاعر العراقي جليل حيدر فهي نشيد هادئ يتأمل المنفى.

يذكر أن الغافري شاعر عماني من مواليد 1956، له العديد من المجموعات الشعرية، نذكر منها: أظلاف بيضاء" (1983)، "الصمت يأتي للاعتراف" (1991)، "عزلة تفيض عن الليل" (1993)، "أزهار في بئر" (2000)، "ظلال بلون المياه" (2006)، و"كلما ظهر ملاك في قلعة" (2008)، حجرة النوم (2020).


  • إلى جليل حيدر

 

الثانية عشرة زوالًا، في ظهيرة

صيفية، سماؤها

متوجة بالغيوم، في حانة سكوير سايد،

هنا في مدينة مالمو.

عندما تضيع الأحجار الثمينة

بين أقدام المهاجرين

وتعبر الصيحة أليمة فوق ذُرى الغابات

عندما تزمجر الريحُ أمام عري العالم.

هنا تنفتح نافذة الكلام، حنفية

صدئة صوتها

يتردد بين الأروقة.

هناك شخص ينصت إلى بلد بعيد،

مريض يسمع

ارتطام الخشب بحافة النهر، ظلال

وإشارات من

رجلٍ يدخّن غليونًا كأنه أضاع البوصلة

في الطريق

إلى الفردوس.

شلال يتدفق من عين الساحر، الحياة مركب

لمرثيّات الوداع، هذا ما يظهر

في المرآة المقوّسة

لن تمضي اللحظة حتى يطير الحمامُ

بأبهة ملكيّة

في ساحة المعجزة، حيث الوجوه حائرة

أو مضاءة

بقناديل الغضب.

يتجمّع الألم فوق منحنى الأفق

ساحبًا فجر الوليمة إلى أرضٍ أُخرى

هنا دائمًا هنا

في أبدّية تحبسُ النظرة أنفاسَها

بحثًا عن أختها العمياء.

هنا في حانة سكوير سايد، يحدث أحيانًا

أن يشرّف المكان عدد قليل من الزبائن

بجمال يُشبه الموت:

المغنية الصلعاء مثلًا، أو غودو

الذي انتظرناه

طويلًا ولم يأت، لكنه أتى في هذه

الظهيرة ليخبرنا

أنه في حياة سابقة كان عتّالًا في مَعمل

البراءة وقد تجلى

الآن في هيئة الملاك الحارس، الشقراء

باربرا تفتح ساقيها

للنادل، مشيرة إلى زهرة الآلهة: قطفها اللعين ابن فضلان.

وهناك رجل يفكر بالعودة لكن إلى أين؟

أين طرف السلسلة، أين مقبض الباب؟

ورغم أن الضّفاف ليست بعيدة لمن يرغب في موجة أو عُشبة

في آخر الليل، فإن صوت القدر هو ذاتُه

يتكرر مثل بندول الساعة ليجمع الأضواء والرغبات

والمصائر التي لا تنتهي.

 

اقرأ/ي أيضًا:

خالد مطاوع: تاريخ وجهي

محمد عفيفي مطر: جريمة في غرناطة