26-يناير-2023
gettyimages

تسعى روسيا إلى إعلان تثبيت وترسيخ تواجدها شرقي حلب (Getty)

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، عن الانتهاء من ترميمها مطار الجراح العسكري شرقي حلب، وذلك بعد خروجه عن الخدمة منذ سنوات، وبعد إعادة تأهيل المطار، أكملت القوات الروسية التي ترافقها قوات النظام السوري تمركزها في المطار الواقع بمنطقة منبج في ريف حلب الشرقي، والذي يبعد 75 كم عن الحدود السورية التركية، ويقع بالقرب من خطوط التماس مع قوات المعارضة السورية، وقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، ونتيجة موقعه يمنح المطار القدرة على السيطرة على المجال الجوي في منطقة منبج ومناطق المعارضة السورية شمال غرب سوريا.

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، عن الانتهاء من ترميمها مطار الجراح العسكري شرقي حلب، وذلك بعد خروجه عن الخدمة منذ سنوات

ويُعد مطار الجراح قاعدةً جويةً تدريبيةً، ويحتوي على مدرج طائرات واحد، ويتبع الكلية الجوية التابعة للنظام السوري، وقد نشرت وزارة الدفاع الروسية، بيانًا جاء فيه: "العسكريون الروس والسوريون رمموا مطار الجراح الذي دمر خلال الأعمال القتالية في الجزء الشمالي من سوريا"، مشيرًا إلى بداية استخدام المطار من قبل القوات الجوية الروسية وقوات النظام السوري.

وأضاف البيان "جرى نصب معدات للإضاءة، وأكثر من 9 كيلومترات من التحصينات، وساحة لاستقبال جميع أنواع وسائل النقل العسكري والطيران التكتيكي التابع للجيش في المطار"، واستمر البيان في عرض التجهيزات العسكرية التي تم نشرها في المطار، بالإشارة إلى أنه "تم تجهيز برج القيادة والتحكم بوسائل الاتصالات والدعم الفني اللاسلكي للرحلات الجوية، مما يسمح بالرحلات بشكلٍ متواصل، وتم تنظيم الحراسة والدفاع الأرضي حول المطار، ونشر أنظمة الدفاع الجوي الروسية والسورية"، وأشار البيان إلى أن هذا التمركز الجوي المشترك يتيح السيطرة على الحدود في المناطق الشمالية والشمالية الشرقية. وحضر حفل افتتاح المطار، قائد القوات المسلحة الروسية في سوريا أندريه سيرديوكوف، ووزير دفاع النظام السوري علي محمود عباس.

ويعتبر مطار الجراح، من أكبر المطارات في شمال سوريا، كما يمتلك موقعًا استراتيجيًا في منطقة تقاطع هامة في الشمال السوري، ويمنح إمكانية التحكم بطريق حلب- الرقة الدولي الذي يقطع ريف حلب الشرقي.

من جهتها، أشارت مصادر إعلامية مرتبطة بالنظام السوري إلى أن القوات الروسية نشرت منظومات الدفاع الجوي من طراز "بوك إم 2 إي"، و"بانتسير إس 1"، في محيط المطار.

روسيًا، ينظر للتواجد في هذه المنطقة باعتباره تثبيتًا للنفوذ العسكري في الشمال السوري، خاصةً لقربه من مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد" المدعومة من قبل التحالف الدولي بقيادة أمريكا، بالإضافة إلى قربه من الحدود التركية. ومن ناحية عسكرية، فالمطار قريب نسبيًا من مطار القامشلي، الذي تنشر فيه القوات الروسية طائراتها ومجموعاتها العسكرية، والذي يعتبر نقطة انطلاق لعملياتها العسكرية في الشمال السوري، وسيكون مطار الجراح نقطة وصل بين مطار القامشلي، وقاعدة حميميم بمحافظة اللاذقية.

وتشير التقديرات إلى أن التحرك الروسي في المنطقة يأتي ردًا على التحركات الأمريكية في منطقة شرق الفرات التي عززت تواجدها فيها، بالإضافة إلى إمكانية أن يكون المطار قاعدةً لتخزين الأسلحة، ويمكن أن يكون مركزًا لوجيستيًا لنقل الأسلحة تجاه روسيا، التي تتعزز شراكتها العسكرية مع إيران تقوم بتزويد روسيا بالأسلحة، خلال حربها في أوكرانيا.

.

وتتحدث التحليلات عن أن تفعيل المطار يهدف إلى إرسال رسالة إلى تركيا، التي تنفذ حاليًا عملية "المخلب- السيف" شمال سوريا ضد قوات "قسد" وكانت تسعى إلى تطوير العملية الجوية إلى برية، حيث أن نشر المضادات الجوية، يقلل من قدرة عمل طائراتها المُسيّرة في الشمال السوري، ويمكن أن يساهم ذلك بتسريع مفاوضات التطبيع مع النظام السوري، نظرًا لكون روسيا تعارض العملية التركية في الشمال السوري، كما أنها قامت والنظام السوري بإرسال قوات عسكرية إلى مناطق سيطرة "قسد"، وتحديدًا إلى مطار منغ وبالتنسيق مع "قسد" منتصف العام الماضي.

ومن ناحية الولايات المتحدة الأمريكية، قد يشكل المطار تهديدًا لمناطق شرق الفرات، باعتباره قاعدة انطلاق متقدمة قريبة من مناطق التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، وتعتبر إعادة تفعيله رسالةً روسية، لإعلان تواجدها بالمنطقة، مقابل تعزيز الوجود الأمريكي.

من ناحية إسرائيلية، فإن نشر روسيا للمضادات الجوية قد يحد من "حرية عملها في تلك المنطقة"، وبحسب القناة الـ12 الإسرائيلية، فإن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تنظر بقلق إلى هذه الخطوة، باعتبار أن جيش الاحتلال قد يجد صعوبةً في العمل بالمنطقة، نظرًا لإمكانية إلحاق الضرر بالمعدات والقوات الروسية، بالإضافة إلى نشر المضادات الجوية. وتعتبر المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أن روسيا تقدم "المزايا لإيران مقابل مساعدتها في الحرب الروسية على أوكرانيا". والتخوف الإسرائيلي يدور حول إمكانية أن يسهل التواجد الروسي، نقل الأسلحة الإيرانية بحرية أكبر.

من ناحية إسرائيلية، فإن نشر روسيا للمضادات الجوية قد يحد من "حرية عملها في تلك المنطقة"، وبحسب القناة الـ12 الإسرائيلية، فإن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تنظر بقلق إلى هذه الخطوة، باعتبار أن جيش الاحتلال قد يجد صعوبةً في العمل بالمنطقة

وتتواجد إيران في المنطقة بشكلٍ مكثف، حيث تنتشر القوات الإيرانية والمليشيات التابعة لها من حدود مدينة البوكمال حتى مدينة حلب، وتعزز الوجود الإيراني في المنطقة، حيث تحول مطار النيرب القريب، إلى قاعدة للمليشيات الإيرانية، ونشر فيها أسراب من الطائرات المُسيّرة "أبابيل 3"، وسط حديث عن كونه نقطة تخزين للأسلحة.