24-سبتمبر-2021

تنبؤات بعلاقات أوسع بين النظام المصري وإسرائيل (Getty)

الترا صوت - فريق التحرير

على الرغم من مضي أكثر من أسبوع على الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت إلى القاهرة ما تزال تلك الزيارة محط تحليلات كثيرة في الصحف ومراكز الدراسات الإسرائيلية، حيث يرى محللون إسرائيليون أنها ستسهم في إحداث تحوّل كبير في العلاقات بين مصر ودولة الاحتلال.

على الرغم من مضي أكثر من أسبوع على الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت إلى القاهرة ما تزال تلك الزيارة محط تحليلات كثيرة في الصحف ومراكز الدراسات الإسرائيلية

وفي هذا الصدد نشر موقع القناة الثانية عشر العبرية عدة تحليلات لزيارة بينينت إلى القاهرة ولقائه الرئيس المصري في شرم الشيخ. وجمعت التحليلات التي نشرها الموقع العبري قراءات متعددة لعدد من المحللين الإسرائيليين بينهم  الباحثة الرئيسة في "المركز الإسرائيلي للدراسات الخارجية والإقليمية" (ميتيفيم)، العضو السابق في لجنة الأمن والخارجية التابعة للكنيست كيسنيا سفتلوفا، ورئيس "معهد يروشليم للاستراتيجية والأمن"، إفرايم عنبار.

اقرأ/ي أيضًا: السيسي يلتقي برئيس الوزراء الإسرائيلي في شرم الشيخ

القاهرة في مركز العلاقات الإسرائيلية إقليميًا

اعتبرت الباحثة الإسرائيية كيسنيا سفتلوفا أن العلاقة مع مصر مهمة لإسرائيل أكثر من العلاقات الدافئة مع الدول العربية التي لا تشاركها الحدود، في إشارة إلى العلاقات مع الإمارات والبحرين التي توصف بالتحالفية، وأثنت الباحثة الإسرائيلية على حكومة بينيت التي تستثمر الكثير من الوقت والجهد في تحسين العلاقة مع القاهرة، على حد زعمها.

كما اعتبرت الباحثة الإسرائيلية أن اتفاقات التطبيع الأخيرة التي وقّعتها إسرائيل مع أربع دول عربية، كان لها دور كبير في دفع السيسي إلى تطوير العلاقة مع إسرائيل، مشيرة إلى أنه لم يكن من قبيل الصدفة أن يعقد لقاءه مع بينت في شرم الشيخ، وتحديدًا في اليوم الذي صادف مرور عام على التوقيع على اتفاقات التطبيع تلك.

وقالت الباحثة الإسرائيلية إن من وصفتهم بكبار الموظفين في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي "يفضّلون التعاون الأمني مع الجيش المصري على الانفتاح بين المجتمعين المصري والإسرائيلي، من منطلق أنّ النفوذ الكبير الذي يحظى به الجيش المصري يسمح لإسرائيل بتحقيق الكثير من مصالحها عبر هذا التعاون".

وفي هذا الصدد أشارت إلى الخطوات التي قام بها نظام السيسي وصبّت في صالح إسرائيل، وعلى رأسها: "تعزيز التعاون الأمني مع إسرائيل، ووضع حد لحكم الإخوان المسلمين" في مصر، ناقلة عن مسؤول إسرائيلي كبير كان يلتقي الرئيس المصري قوله إنّ صعود السيسي للحكم مثّل "معجزة لإسرائيل" لأنه "يزدري الإخوان المسلمين".

فضلًا عن ذلك عددت الكاتبة الإسرائيلية ما وصفتها ببوادر حسن النية التي أبداها نظام السيسي تجاه إسرائيل، والتي من بينها: "إحداث تحول على مناهج التعليم المصرية، بحيث إنها باتت تتناول الديانة اليهودية وتاريخ الجالية اليهودية في مصر"، فضلًا عن استثمار النظام موارد "ليست قليلة في ترميم الكنس اليهودية، سيما في منطقة الإسكندرية".

أما المحلل السياسي إفرايم عنبار فاعتبر أن طابع استقبال بينت من طرف السيسي يشي، حسب وصفه، بحرص نظام السيسي على محاولة تغيير موقف الرأي العام المصري تجاه إسرائيل. وذهب عنبار بعيدًا إلى اعتبار أن هنالك تطابقًا كبيرًا بين السياسة الخارجية الإسرائيلية ونظيرتها المصرية، مدّعيًا أنهما تتقاسمان مصالح ومخاوف مشتركة، منها تبعات الخوف من الانسحاب الأمريكي من المنطقة، ونفوذ كل من إيران وتركيا، والنظر إلى حماس بوصفها تحديًا، مضيفًا أن مصالح إسرائيل ونظام السيسي تلتقي في ليبيا، عبر دعم خليفة حفتر ومناوئة حكومة طرابلس التي تحظى بدعم تركيا، مشيرًا إلى أن أهداف تل أبيب والقاهرة في ليبيا تمثل أهدافًا للإمارات، التي وصفها بـ"حليف إسرائيل"، وأكثر من ذلك اعتبر المحلل الإسرائيلي أنّ مصالح مصر وإسرائيل تلتقي أيضًا في سوريا، من منطلق أنّ للطرفين مصلحة في بقاء نظام الأسد.

من هذا المنطلق دعا عنبار إسرائيل إلى العمل من أجل الحيلولة دون توقف الدعم الأمريكي المصري بسبب سجلّ نظام السيسي في مجال حقوق الإنسان، علمًا وأن إدارة بايدن قررت الأسبوع الماضي حجب جزء من المساعدات العسكرية لمصر بسبب واقع حقوق الإنسان.

حفاوة ولكن..

بالرغم من الحفاوة الإعلامية الإسرائيلية بزيارة بينيت إلى القاهرة والتفاؤل الكبير الذي ساد معظم التحليلات الإسرائيلية للزيارة، إلا أن ذات المحللين أقروا بأنه على الرغم من قوة التعاون الأمني بين الجانبين، ما يزال الرفض الشعبي لإسرائيل في مصر كبيرًا جدًا. وفي هذا الصدد قالت الباحثة الإسرائيلية كيسنيا سفتلوفا بأن المجتمع والنخبة الثقافية والإعلامية والأكاديمية المصرية تتبنى موقفًا معاديًا إزاء إسرائيل، وترفض الاعتراف بها، مشيرة إلى أنّ السفراء الإسرائيليين الذين خدموا في القاهرة أكدوا أنهم كانوا يشعرون دومًا أنهم "شخصيات غير مرغوبة" في نظر المجتمع والنخبة المصرية.

على الرغم من قوة التعاون الأمني بين النظام المصري وتل أبيب، ما يزال الرفض الشعبي لإسرائيل في مصر كبيرًا جدًا

كما اعترفت بأن تطور العلاقات مع مصر لا يجب أن يقلّص من قلق تل أبيب إزاء حرص مصر حاليًا على استثمار موارد كبيرة في شراء السلاح والمنظومات القتالية، من منطلق أنّ تطوير القدرات العسكرية المصرية قد يمسّ مستقبلًا بالتفوق النوعي الإسرائيلي.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

إسرائيل وعضوية الاتحاد الأفريقي: احتمالات وتداعيات