26-أكتوبر-2016

وزير الخارجية المصري أثناء لقائه برئيس الوزراء الإسرائيلي(غالي تيبون/أ.ف.ب)

"استثمارات إسرائيلية لإنعاش الاقتصاد المصري".. الخبر ليس سرًا، فقد نشرته "يديعوت أحرونوت" العبريّة، وأذاعته "الحرة" الأمريكية، ونقلته عنهما صحف القاهرة. وكشفت "يديعوت أحرونوت" عن استعداد حكومة "تل أبيب" لبدء سلسلة من المشاريع الاقتصادية في مصر بعد انقطاع التعاون بين البلدين قبل سنوات، وذلك بسبب "تقارير أمريكية إسرائيلية مشتركة حذّرت من احتمالية انهيار الاقتصاد المصري، وهو ما يبشّر باحتجاجات تهزّ استقرار الأوضاع السياسية في القاهرة إذا لم يحدث تحسّن جوهري".

يرجع مد الأيادي بين مصر وإسرائيل والسعودية وإسرائيل، إلى رغبة الأخيرة تطويق حدودها بتحالفات مع دول تملك جيوشًا قوية لحفظ أمنها

بالنسبة لإسرائيل، فإن خطوط التعاون والاتصال الممدودة مع النظام المصري، خلال الآونة الأخيرة، وكان بطلها سامح شكري، وزير الخارجية المصري، الذي زار إسرائيل مرتين، التقى خلال الزيارة الأولى نتنياهو، رئيس الوزراء، وفي الثانية، حضر عزاء شيمون بيريز. ويرجع مدّ الأيادي بين مصر وإسرائيل، وإسرائيل والسعودية، إلى رغبة "تل أبيب" في تطويق حدودها الغربية والجنوبية بتحالفات سياسية مع دول تملك جيوشًا قوية لحفظ وضعها الأمني.

اقرأ/ي أيضًا: صورهم مع الصهاينة

1. تحلية مياه البحر

بدأ التعاون المصري الإسرائيلي، وفقًا للتقرير العبري، بمشاريع لتحلية مياه البحر، لحلّ أزمة إنشاء سد النهضة، التي تهدد بعجز مائي شديد خلال الفترة المقبلة.

ولدى "تل أبيب" خبرة ضخمة في بناء الخزانات، وإنشاء محطات تحلية المياه، حيث تضخّ إلى محطات الكيان الصهيونيّ مياه البحر المتوسط من بعد ميل لتتحوّل إلى مياه عذبة ونقية، ما مكن إسرائيل، أكثر دول العالم المعرّضة للجفاف، من امتلاك مياه أكثر من حاجتها.

2. الزراعة

المجال الثاني الذي بشّر تقرير "يديعوت أحرونوت" بالتعاون فيه هو الزراعة، وتستعدّ إسرائيل لتوسيع دائرة تصدير سلع زراعية ومعدات كالمبيدات الحشرية، والأسمدة والبذور، وسماد اليوريا وآلات الري، والدواجن وبعض الخضروات والفواكه إلى القاهرة، ليس تصديرًا لتجّار مصريين، إنما بإدارة مشروعات لتوزيعها في مصر. وبلغ حجم الصادرات المصرية لإسرائيل 58 مليون دولار عام 2014 بينما كانت الصادرات الإسرائيلية تقترب من ثلاثة أضعاف ذلك، ووصلت 147 مليون دولار أمريكي.

اقرأ/ي أيضًا: كيف يساهم "مناهضو التطبيع" في تفتيت الإجماع ضده؟

3. الطاقة الشمسية

تستعد مصر لدفع حركة إنشاء المحطات الشمسيّة بإشراف خبراء إسرائيليين، وأبحاث علمية حاصلة على براءات اختراع من "تل أبيب"

المجال الثالث هو الطاقة الشمسيّة، حيث تستعد مصر لدفع حركة إنشاء المحطات الشمسيّة بإشراف خبراء إسرائيليين، وأبحاث علمية حاصلة على براءات اختراع من "تل أبيب".

وتدعم مصر مشروعات إمداد أسطح المنازل الشعبية بمحطات طاقة شمسية لإنتاج الكهرباء طوال عشر سنوات لتحقيق اكتفاء تام من "التيار الكهربائي" منعًا لانقطاعه مجدّدًا حتى لا تعود مصر لـ"هجوم الظلام" الذي خلّف غضبًا شعبيًا قبل ثلاثة أعوام في عهد محمد مرسي.

4. السياحة

لتعويض خروج السياح الروس من شرم الشيخ "دون عودة" على خلفية الطائرة المنكوبة، لا بدّ من بديل آخر. وهنا، على الحدود، تستعد إسرائيل لتعويض النقص بأفواج سياحية لن تكتفي بتأشيرة محصورة على منطقة سيناء فقط، كما الحال الآن. إنما سيسمح لها بالخروج إلى كافة مناطق ومحافظات مصر، شرقًا وغربًا، من الإسكندرية إلى أسوان، وفق مشروع سياحي، تستعد "تل أبيب" لتشجيعه ليرتفع عدد السياح الإسرائيليين من 184 ألف سائح سنويًا، وهو الرقم المسجل سنة 2015، إلى نصف مليون سائح في 2017.

5. الغاز

وفق مصادر، فإن شركات تنقيب تستعدّ لتتبّع الغاز في البحر الأحمر بالاتفاق مع الجانب المصري، وذلك امتدادًا لسلسلة من اتفاقيات الغاز التي تجريها مصر. وكانت الاتفاقية الأهم، التي يحاكم علي خلفيتها حسين سالم، رجل الأعمال المصري، الملقّب بملك سيناء، بين القاهرة وتل أبيب، وكانت بموجبها تصدّر مصر الغاز لإسرائيل بأسعار مخفّضة.

اقرأ/ي أيضًا:

إسرائيل وعضوية الاتحاد الأفريقي: احتمالات وتداعيات

نتنياهو يفتح إفريقيا.. سر الزائر والزيارة