29-مارس-2022
مصر والسنغال

"Getty"

بلغت السنغال نهائيات كأس العالم 2022، بفوزها على مصر بركلات الترجيح، في لقاء انتهى وقتيه الأصلي والإضافي بنتيجة 1-0 لأسود التيرانغا.

مثّلت مواجهة السنغال مع مصر أهم مباراة للكرتين السنغالية والمصرية في السنوات القليلة الماضية، ستؤثّر نتيجتها لسنوات قادمة على واقع البلدين الكروي، نتيجتها ستحدّد الفريق الواصل إلى كأس العالم قطر 2022، فالقرعة وضعت بطل أفريقيا ووصيفه وجهًا لوجه، ومصر أنجزت المهمّة في لقاء الذهاب بالقاهرة، حينما تفوّقت بهدف وحيد، وعلى السنغال الفوز دون غيره، من أجل الإطاحة بأحلام الفراعنة بعيدًا.

وبما أنّها مباراة "حياة أو موت" بالنسبة للمنتخب السنغالي، حشدت الجماهير السنغالية طاقتها، وملأت استاد ديامينيديادو عن آخره قبل انطلاق المباراة بساعات، بل زادت سعته الاستيعابيّة المقاربة لخمسين ألفًا بخمسة آلاف، علّها تحفّز أسود التيرانغا على الانقضاض، وزادت من الضغوطات على الفراعنة بإطلاق الصافرات مع عزف النشيد الوطني المصري، ظروف كهذه اعتاد عليها الكثير من نجوم المستديرة، وخبرة أغلب لاعبي الفراعنة قد تحسم الموقف.

بداية المباراة كانت حماسيّة للغاية من أصحاب الأرض، ثوان فقط على إطلاق صافرة الجزائري مصطفى غربال، وتحصل السنغال على ركلة ثابتة، نفّذها إدريسا غاي تجاه منطقة الجزاء، شتّتها الدفاع المصري بطريقة خاطئة، فتهادت الكرة إلى بولاي يدياي الذي أكملها في الشباك.

زادت الحساسية بين لاعبي الفريقين ومدرّبهما، ولجأ أصحاب الأرض للخشونة غير مرّة، ومع ذلك نجح الضيوف في تهدئة نسق المباراة بشكل نسبي، مع محاولات خجولة أبرزها تسديدة محمد النني التي علت العارضة، ردّ عليه نامبليس ميندي بتسديدة قويّة من خارج منطقة الجزاء، أبعدها الحارس الشنّاوي عن مرماه ببعض من الارتباك، لكنّه أمسك بسهولة بعد ذلك بكرة سدّدها اسماعيلا سار.

أفضليّة السنغال تواصلت في المباراة، صعُب على المصريين إنجاز تمريرات صحيحة، وسرعان ما استعاد أصحاب الأرض الكرة، واستحوذوا عليها في معظم مجريات الشوط الأوّل، وسط عجز هجومي واضح من الفراعنة، تزامن ذلك مع خسارة خيارات تكتيكية للمدرّب كيروش بسبب خشونة السنغاليين الزائدة، حيث تم تبديل المدافعين عمر جابر ورامي ربيعة بإمام عاشور وأيمن أشرف، بسبب تعرّضهما للإصابة، لينتهي الشوط الأوّل بتفوّق السنغال بنتيجة 1-0.

تحسّن الأداء المصري مع بداية الشوط الثاني، فتصدّى الحارس السنغالي لكرة تريزيغيه، وساد الحذر الشديد بين الفريقين بعد ذلك، وزادت الالتحامات البدنيّة، تزامنًا مع ارتفاع نسق العصبيّة بين لاعبي الفراعنة وأسود التيرانغا، ثمّ لجأت السنغال للكرات الثابتة، نظرًا لتماسك الدفاع المصري، ففرّط إدريسا غاي بركلة حرّة مباشرة فوق العارضة.

ومن أجل تعديل مجريات اللقاء، استنفذ المدرّب كيروش تبديلاته بإشراك ثلاثة لاعبين دفعة واحدة، هم مصطفى محمد ونبيل عماد دونغا وأحمد السيد زيزو، الأخير كاد أن يسجّل هدف التعديل فور دخوله، بكرة على المقاس رفعها محمد صلاح، ارتقى لها زيزو ومرّت جوار القائم، تبديلات كيروش غيّرت مقاييس القوى في أرض الملعب، تحرّرت مصر هجوميًا، وامتلكت زمام المبادرة، وكاد زيزو أن يضيف هدف التعادل، بعدما تلاعب بأسود التيرانغا وواجه الحارس ميندي، لكن   تسديدته جاورت المرمى من جديد.

سيطرت مصر على وسط الملعب، وبسط الفراعنة أفضليّتهم على منافسيهم، وسبّب ذلك ارتباك الدفاع السنغالي في أكثر من مناسبة، ورغم ذلك كادت السنغال أن تضيف هدفًا ثانيًا بعكس مجريات المباراة، من هجمة مرتدّة واجه فيها اسماعيلا سار الحارس الشنّاوي، لكنّ الكرة مرّت بسلام جوار القائم، لينتهي الشوط الثاني بفوز السنغال 1-0، نتيجة تطابق انتصار مصر ذهابًا، ليتمّ اللجوء إلى وقتين إضافيين.

حاولت السنغال أن تكرر ما فعلته بداية المباراة، بهدف سريع يقرّبها من المونديال، فراوغ ماني دفاعات الفراعنة وأرسل كرة عرضيّة، لكنّ الشنّاوي تصدّى لرأسيّة سار، الشنّاوي واصل تألّقه وأنقذ مرماه ببراعة من رأسيّة سيسيه، ثمّ أرسل ماني عرضيّة أخرى ووجد اسماعيلا سار نفسه أمام المرمى، الشنّاوي أنقذ الموقف بأعجوبة، وكاد بابو أبي سيسيه أن يستثمر سوء تفاهم بين قلبي دفاع مصر، لكنّ الشنّاوي مجدّدًا تصدّى للكرة، والتي ارتدّت إلى سيسيه، فصوّبها تجاه المرمى، الحارس المصري كان بالمرصاد، لينتهي الوقت الإضافي الأوّل كما بدأ.

واصلت السنغال محاولاتها في الوقت الإضافي الثاني، فصوّب لوم نداي كرة قويّة من خارج منطقة الجزاء، مرّت بمحاذاة القائم الأيمن لمرمى الشنّاوي، مصر أطبقت دفاعاتها علّها تصل إلى ركلات الترجيح، وتترك مهمّة الوصول للمونديال إلى عاملي الحظّ والتوفيق، وهو ما حدث بالفعل، وصل اللقاء لركلات الترجيح، في تكرار لنهائي كأس أمم أفريقيا الذي جمع الفريقين، وحسمته السنغال بركلات الترجيح.

ركلات الترجيح في هذه المواجهة كانت دراميّة للغاية، أهدرت السنغال أوّل ركلة من كوليبالي، كذلك فعل محمد صلاح، ثم تصدّى الشنّاوي لكرة سيسي، أتبعه اللاعب المصري أحمد السيد زيزو بإهدار آخر، الفريقان أهدرا أربع ركلات ترجيحية مناصفة، ثمّ نجح اسماعيلا سار بافتتاح الركلات الترجيحية الناجحة، ردّ عليه السوليّة بتسديدة دخلت المرمى، ثمّ أتى الدور على بامبا ديانغ الذي نجح في تسجيل ركلته، بعد ذلك تصدّى إدوارد ميندي لتسديدة مصطفى محمد، وهنا أتى ساديو ماني وصوّب الركلة الأخيرة بنجاح، معلنًا تأهّل السنغال بركلات الترجيح، تفوّقت على مصر بواقع 3-1.