05-مارس-2024
يوسف سلامة

الكاتب والباحث السوري الراحل يوسف سلامة (فيسبوك)

غيّب الموت الكاتب والباحث الفلسطيني السوري يوسف سلامة، الذي توفي مساء أمس الإثنين، 4 آذار/مارس الجاري، عن عمر ناهز 78 عامًا في مدينة مالمو السويدية.

يُعد سلامة من أبرز الباحثين الفلسطينيين والسوريين. عمل أستاذًا للفلسفة الغربية المعاصرة في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة دمشق خلال الفترة بين 1998 – 2011، وأشرف على العديد من الرسائل والأطروحات الجامعية.

وترك الراحل خلفه عددًا كبيرًا من الدراسات والأبحاث والمؤلفات المنشورة، منها: "الإصلاح السياسي في سورية: معناه وحدوده"، و"الاعتراف المتبادل: مدخل إلى مدنية الدولة وعلمانية الحياة"، وكانت اهتماماته البحثية تتمحور حول الفلسفة والسياسة والعلمانية والديمقراطية والفكر العربي وما يرتبط بها. وتقديرًا لإسهاماته، منحت الحكومة الفرنسية يوسف سلامة وسام السعفة الأكاديمية من مرتبة فارس في عام 2007.

ترك سلامة خلفه إرثًا فكريًا عميقًا يعبّر عن التزامه بالعدالة والمساواة والحرية، والتطلّع نحو مستقبل سوريا الجديدة

وشارك سلامة في العديد من المؤتمرات الأكاديمية والعلمية المهمة، بينها "المؤتمر السنوي للعلوم الاجتماعية والإنسانية" الذي ينظمه "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، حيث قدّم في دورته السادسة ورقة بعنوان "دراسة لمفهوم المتوحّد بين الفارابي وابن باجة: الصراع بين الواقعي والمثال".

وشغل منصب رئيس تحرير مجلة "قلمون: المجلة السورية للعلوم الإنسانية"، التي تصدر عن "مركز حرمون للدراسات المعاصرة" منذ تأسيسها، عام 2017، وحتى وفاته.

وفي نعيه له، كتب المركز: "يُعدّ الدكتور سلامة أحد أعمدة مركز حرمون، حيث بذل جهودًا كبيرة في تطوير مجلة قلمون، وجعلها رائدة في البحث بقضايا الاجتماع والسياسة والاقتصاد والثقافة، وشكّل رحيله خسارة للمركز والشعبين السوري والفلسطيني".

وأضاف أن سلامة تميّز بمسيرته الأكاديمية الحافلة، وترك: "إرثًا فكريًا عميقًا يعبّر عن التزامه بالعدالة والمساواة والحرية، والتطلّع نحو مستقبل سوريا الجديدة (...) وبصمة عميقة في مسيرة الفكر العربي المعاصر".

ونعت رابطة الكتّاب السوريين الراحل في بيان جاء فيه: "عرفت أجيال من السوريين الراحل من خلال عمله في كلية الآداب قسم الفلسفة، حيث حضر مع مجموعة من الأساتذة في لحظات مهمة، واجهوا فيها التسلط الأسدي على الوسط الأكاديمي، والسعي الحثيث لتفريغ الجامعات السورية من النخبة التنويرية".

وتابع البيان: "ظل الراحل وبما عرف عنه من الصلابة في المواقف المترافقة مع الدماثة واللطف على ما عهده عنه تلامذته من الدأب، أميناً على الغايات النبيلة للمهنة، والعمق الفكري للمادة الفلسفية".

ولفت البيان إلى أنه كان، منذ انطلاق الثورة السورية، صاحب موقف واضح: "غير مهادن، في مواجهة عسف النظام وجوره وإجرامه، فكان أن اضطر إلى مغادرة البلاد مع ملايين السوريين إلى المنفى في السويد".