25-فبراير-2024
الفنان الفلسطيني فتحي غبن

الفنان الفلسطيني فتحي غبن (1947 – 2024)

غيّب الموت الفنان التشكيلي الفلسطيني فتحي غبن (1947 - 2024) الذي توفي صباح اليوم الأحد عن 77 عامًا في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة. 

ونعت وزارة الثقافة الفلسطينية غبن الذي فارق الحياة بعد صراع مع المرض إثر عدم سماح سلطات الاحتلال له بمغادرة قطاع غزة لتلقي العلاج في الخارج. 

وأوضحت الوزارة، في بيان نُشر على صفحتها في فيسبوك، أن غبن كان يعاني من مشاكل حادة في الصدر والرئتين، وكان بحاجة لمغادرة قطاع غزة لاستكمال علاجه بسبب نقص الأدوية والأوكسجين في مستشفيات القطاع الذي تمنع عنه قوات الاحتلال الغذاء والدواء بينما تواصل إسقاط قنابلها وصواريخها عليه

كانت فلسطين دائمًا حاضرة في أعمال فتحي غبن الذي حمل معه حياة القرية الفلسطينية والمخيم واللجوء إلى العالم عبر ريشته

وقال البيان إن غبن كان يتلقى، خلال أيامه الأخيرة، العلاج في مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح، وسط القطاع، في انتظار الخروج إلى مصر لمواصلة العلاج، لكن سلطات الاحتلال لم تسمح له بالمغادرة رغم استكماله لجميع الإجراءات والتقارير المطلوبة. 

ولفت إلى أن المئات من المرضى يعانون من عدم تلقي العلاج اللازم بسبب منع قوات الاحتلال إدخال الدواء والمعدات الطبية إلى قطاع غزة، الذي دخلت حرب الإبادة الجماعية التي تشنّها "إسرائيل" عليه يومها الـ142. 

ولد فتحي غبن في قرية هربيا التي كانت تتبع لقضاء غزة قبل وقوع نكبة عام 1948، التي حملته أمه خلالها ونزحت قهرًا إلى غزة، حيث نشأ وعاش حياته في مخيم جباليا في محافظة شمال قطاع غزة. 

وبحسب وزارة الثقافة الفلسطينية، فقد احترف غبن الفن مبكرًا، وحاز على العديد من الأوسمة الدولية خلال مسيرته الفنية، التي أنجز خلالها أعمالًا فنية مكرّسة لحياة المخيم بكل تفاصيلها، إضافةً إلى حياة القرية الفلسطينية التي أرادت النكبة محوها وخلّدها الراحل في لوحاته وفق وزير الثقافة الفلسطيني عاطف أبو سيف. 

وقال أبو سيف إن غبن رسم الحقل والبيدر والعرس والحصاد والميلاد والبيوت والوجوه والطرقات مستذكرًا قريته هربيا. وأضاف: "كانت فلسطين دائمًا حاضرة بكل تفاصيلها في أعمال غبن الذي حمل معه حياة القرية الفلسطينية والمخيم واللجوء إلى العالم عبر ريشته البارعة".

وأكمل أبو سيف قائلًا إن: "فتحي الذي عاش سنته الأولى بعد أن تنفس الحياة في خيمة على رمال شمال غزة في مخيم جباليا، قُدّر له أن يرحل بسبب منع الاحتلال لسفره إلى مصر"، وأردف: "عاش فتحي حياته في خيمة ومات في خيمة. إن الخيمة ليست قدر الفلسطيني لكنها تعني أن الاحتلال أيضًا سيزول مثلما ستزول الخيمة".