21-مارس-2017

مقطع من لوحة لـ شيماء كامل/ مصر

في حالة طبية نادرة
يفتح فجأة ثقب أسود في رأسي
يبتلع اللحظة الجوهرية ومتعلقاتها.

كأن أنسى وأنا أدخل بابًا ما أنني متزوج ولدي أطفال 
مستغربًا من الطفل الذي يتسلق ساقي مناديًا: بابا بابا.

كأن أنسى وأنا أقود في طريق عام 
أنني السائق 
وأجلس بانتظار المركبة أن تتحرك
مستغربًا من سيل الأبواق المسعورة
وفوهة الشتائم التي انفتحت حولي.

كأن أنسى وأنا في لحظة حب مع زوجتي
ماذا يتعين عليّ أن أفعل
فأوليها ظهري وأغرق 
مستغربًا من تربع الذعر بعينيها.

كأن أنسى وأنا في أرض معركة
ما الذي أفعله هنا بالضبط 
فأرهف السمع لانفجارات قريبة
مستغربًا من جندي يشد بدلتي العسكرية صائحًا:
سيدي انزل.

كأن أنسى وأنا ممدد على سرير حديدي 
أنظر إلى قلبي المثقوب برصاصتين
أنني قد متّ حقًا
مستغربًا من كم الخواء بداخلي! 

 

اقرأ/ي أيضًا:

رحلة إلى مركز الأرض

الحزن الذي دون سبب