04-مارس-2016

مقاتلين أكراد (Getty)

فجر السفير الإسرائيلي في واشنطن رون درامر، يوم أمس قنبلةً سياسية من العيار الثقيل، عندما أعلن عن دعم إسرائيل للأكراد في قيامة دولتهم في سوريا، معبرًا عن تقديره لقدراتهم القتالية، ووقوف إسرائيل إلى "جانبهم في نضالهم من أجل الاستقلال".

 الأكراد باتوا مهيئين لفكرة التقسيم، ويعملون على تقوية نفوذهم في مناطق سيطرتهم، بمساعدة جوية روسية، هم يسيطرون على مساحة لا بأس بها أبدًا

تصريحات السفير الإسرائيلي، جاءت بالتزامن مع التصريحات الدولية المتسارعة، والتي كان أولها تهديد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بالانتقال إلى خطة "ب" في حال فشل قرار وقف إطلاق النار، وتأكيد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، على إمكانية إنشاء نظام فيدرالي في سوريا، يكون مركزه دمشق، ويضم ثلاثة أو أربعة أقاليم.

اقرأ/ي أيضًا: مصر..أبرز فضائح إعلام السيسي

وفي حال قامت الدول الكبرى بالاتفاق على صيغة النظام الفيدرالي لسوريا، فإننا غالبًا ما نشهد عدة خيارات في عملية التقسيم، يأتي على رأسها خيار أن تكون دمشق المركز، ويتبع لها إقليم كردستان شمال سوريا، وفي المنتصف إقليم حمص وحماة الذي يصل بالساحل السوري، وإقليم الجنوب الذي يضم السويداء ودرعا، فيما يبدو أن الإقليم الرابع هو الأكثر تعقيدًا لوجود تنظيم "الدولة الإسلامية" ومعظم فصائل المعارضة السورية.

وتشير الأحداث الأخيرة إلى أن الأكراد باتوا مهيئين لفكرة التقسيم، ويعملون على تقوية نفوذهم في مناطق سيطرتهم، بمساعدة جوية روسية، فهم يسيطرون حاليًا على مساحة لا بأس بها من مناطق سيطرة المعارضة السورية، امتدادًا من عفرين وعين العرب وتل أبيض التي ضمتها منذ أشهر لإدارة الحكم الذاتي، ووصولًا بالقامشلي والحسكة، إضافة لتقدمهم في ريف حلب الشمالي اتجاه مدينة إعزاز، والذي قابلته الحكومة التركية، باستهداف مناطق نفوذهم بالمدفعية الثقيلة.

اقرأ/ي أيضًا: طرد عكاشة من البرلمان وألعاب مقاومة التطبيع

وبالإضافة إلى ما ذكر، بدأت قوات الحماية الشعبية الكردية، تمارس سلطتها كدولة مستقلة في مناطق نفوذها، في إصدارها مجموعة قرارات تشبه إلى حدٍ قريب ممارسات النظام السوري في أماكن سيطرته، والتي كان من ضمنها قانون "قانون واجب الدفاع الذاتي عن مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية"، الذي يفرض على "كل أسرة من مواطني المقاطعة أن تقدم فرداً من أفرادها للمشاركة في أداء واجب الدفاع الذاتي".

كما اشترطت على السوريين اللاجئين من القصف الروسي إلى مناطق نفوذها، أن يكون لديهم كفيل مقيم داخل إدارة الحكم الذاتي، أو أن يكون لديهم عقد إيجار قديم في حال قرروا البقاء في المناطق التي يسيطرون عليها، وفرضها غرامات مالية، ويمكن تسميتها ضريبة جمركية نقل البضائع من داخل مناطق نفوذها إلى ريف حلب الغربي.

الأكراد ينتظرون بطاقات الدعوة لمؤتمر جنيف

كما شهد اليوم تصريحًا لرئيس ممثلية أكراد سوريا في موسكو رودي عثمان، طالب فيه الدول التي تعمل على تنظيم المفاوضات السورية في جنيف، بالسماح للأكراد المشاركة في المؤتمر، وإشراك جميع مكونات الشعب السوري في المفاوضات.

وقال عثمان في تصريحه لوكالة الأنباء الروسية "نوفوستي"، إن "الدول المعنية بتنظيم المفاوضات السورية في جنيف، تعهدت بإشراك الأكراد في التفاوض، إلا أنه لم تُوجه دعوة رسمية لهم بعد"، رغم حصول الأكراد على وعودٍ روسية بإشراكهم في المرحلة الثانية من المفاوضات السورية، بعد استثنائهم منها في مرحلتها الأولى.

تجمع "فاستقم" يهدد الأكراد

وفي ذات السياق، أصدر اليوم تجمع "فاستقم كما أمرت"، أحد فصائل المعارضة السورية في حلب بيانًا، يتحدث عن انتهاكات "قوات سوريا الديموقراطية" والتي يقودها "قوات حماية الشعب الكردية"، لطريق الكاستيلو، الطريق الذي يصل بين حلب المدينة والريف، وسقوط العديد من المدنيين خلال اليومين الماضيين، بعد استهداف القوات الكردية للطريق بالرشاشات الثقيلة، في نطاق سعيهم للسيطرة على حي الأشرفية، وحي السكن الشبابي الاستراتيجيين.

وختم تجمع فاستقم بيانه، بتوجيه تحذير للقوات الكردية، بأنهم في حال لم يتوقفوا عن الانتهاكات، واستهداف طريق الكاسيتلو، فإن ردهم "لن يقتصر على حالة الدفاع فقط وسيجاوزها لضرب أصل الاعتداء".

اقرأ/ي أيضًا: 

سوريا..هدنة الحوادث الفردية

ليبيا على مفترق طرق تأخر اعتماد الحكومة