30-يوليو-2019

ريش، من أشهر مقاهي وسط القاهرة (مواقع التواصل الاجتماعي)

أثناء زيارته لباريس عام 1867، اتفق الخديوي إسماعيل مع المعماري الفرنسي جورج أوجين هوسمان، مهندس العاصمة الفرنسية، على بناء باريس أخرى، ولكن هذه المرة في وسط القاهرة، لتصبح لدينا "باريس الشرق" أو "القاهرة الخديوية".

أعيد كتابة تاريخ مصر بين جنبات شوارع منطقة وسط البلد في القاهرة، فمن ميدان التحرير قامت ثورة 25 يناير 2011

من يومها إلى يومنا، دائمََا ما كانت وسط البلد ملاذََا للكُتاب والشعراء والمثقفين والفنانين والنشطاء السياسيين، الأمر الذي جعلها مهد المظاهرات والإحتجاجات السياسية، بل إن تاريخ مصر أعيدت كتابته بين جنبات شوارعها، فمن ميدان التحرير قامت ثورة 25 يناير 2011، لتلفت الأنظار إلى وسط البلد بشكل أكبر.

اقرأ/ي أيضًا: تاريخ المقاهي الشعبية في مصر.. بأقلام الجواسيس!

تعتبر وسط البلد متنفسََا للتنزه والتجول في شوارعها، بين عمائرها المبنية على الطراز الأوروبي ومقاهيها القديمة، أروقتها وتماثيل ميادينها ومحلاتها التجارية، بل وحكاياتها التي لا تنتهي. فيما يلي نستعرض بعض المعالم التي لا بد من زيارتها بوسط البلد في زيارتك للقاهرة:

1. مقهى ريش

على بعد خطوات من ميدان التحرير، تحديدََا في شارع طلعت حرب، يقع مقهى ريش الشهير. دائمََا ما كان هذا المقهى وجهة المثقفين الأولى في القاهرة، وأبرزهم نجيب محفوظ ونجيب سرور.

مقهى ريش

 مكان هادئ، ما تستمع فيه إلى أغنيات محمد عبد الوهاب، بينما يجلس صاحبه ذو الأصول التركية على مقربة، ليشير للنادل بإخراج من لا تروق له هيأته.

غنى الشيخ إمام لمقهى ريش من كلمات أحمد فؤاد نجم، أغنيتهم الشهيرة: "يعيش أهل بلدي"، التي تقول كلماتها: "يعيش المثقف على مقهى ريش/ محفلط مزفلط كتير الكلام/ قليل الممارسة عدو الزحام".

2. زهرة البستان

حسنََا، لن نبتعد كثيرََا، ففي ظهر ريش يقع، مقهي زهرة البستان، أو "ملتقى المثقفين والأدباء" كما كتب على لافتته. 

جاء مقهى زهرة البستان كمرحلة ثانية بعد مقهى ريش، الذي تحول مع الوقت لمقهى باهظ الثمن صالح لمثقفي وأدباء الطبقة البرجوازية، ليكون زهرة البستان ملاذًا مجاورًا لريش أقل تكلفةً بكثير.

مقهى زهرة البستان

في مقهى زهرة البستان يجلس رواده في الهواء الطلق، في تقاطع شارعين صغيرين. وليس من المستغرب إن رأيت أحد مرتادي المقهى يغني أو يلقي شعرًا.

في السنوات الأخيرة، قلت التجمعات الثقافية على المقهى الأشهر خلال سنتي ثورة 25 يناير، بسبب الأحداث التي تلت 30 حزيران/يونيو 2013، من تضييق أمني.

3. جروبي

صانع الحلوى والقهوة الشهير في ميدان طلعت حرب، على بعد خطوات من ريش وزهرة البستان، حيث بإمكانك أثناء تناول الكعك، أن تطل على ميدان طلعت حرب من خلف الزجاج، تراقب المارة وتسترجع ذكريات المشاهير الذين مروا على جروبي.

مقهى جروبي

 من أشهر رواده السيدة أم كلثوم، والمطرب محمد عبد الوهاب، والفنانين أحمد مظهر وأحمد رمزي، وغيرهم الكثير. كذلك شهد تصوير العديد من الأفلام مثل دلع البنات والفانوس السحري.

4. الأمريكين

في شارعي عماد الدين وطلعت حرب، تقع فروع حلواني ومقهى الأمريكين، الذي ما زال يحتفظ بالطابع القديم في تقديم القهوة والحلوى والمثلجات.

مقهى الآمريكين

 يتميز المكان بالهدوء الذي قلما تجده الآن في وسط البلد الصاخبة. إن أردت أخذ استراحه لالتقاط الأنفاس من التجول في شوارع وسط البلد فالأمريكين اختيار موفق للغاية.

مثل كل شيء، تغيّر الكثير  في وسط البلد بالقاهرة، وتغيرت مراكز الجذب المكاني، وظهر جيل آخر باهتمامات أخرى ومقاهٍ أخرى

وبخلاف ما ذكرناه، تمتلئ منطقة وسط البلد في القاهرة، بالعديد من المقاهي القديمة والحديثة، التي لطالما ضمت مجموعات من جيل ثورة يناير، وأجيال سبقتها من مثقفين وكتابٍ وفنانين. غير أنه ككل شيء، تغيّر الكثير، وتغيرت مراكز الجذب المكاني في وسط البلد، وظهر جيل آخر، ومقاهٍ أخرى.

 

اقرأ/ي أيضًا:

مصر.. حكايات من قهوة "المعاشات"

سيرة مشوهة لمواطن مصري ندهته نداهة القاهرة