05-أغسطس-2021

صورة أرشيفية لفيضانات في سمرسيت في المملكة المتحدة (Getty)

ألترا صوت - فريق التحرير

أظهرت دراسة جديدة أن النسبة المئوية لسكان العالم المعرضين لخطر الفيضانات قد ارتفعت بمقدار الربع تقريبًا منذ عام 2000. وتم استخدام صور الأقمار الاصطناعية لتوثيق الارتفاع الحاصل، وهو أكبر بكثير مما كان متوقعًا. وبحلول عام 2030، سيواجه ملايين من البشر والمناطق المأهولة حول العالم خطر فيضانات متزايدة بسبب تغير المناخ والتغير الديموغرافي، بحسب ما يشير المؤلفون في دراستهم المنشورة بتاريخ 4 آب/أغسطس 2021، والتي جاءت بحدود 21 صفحة مرفقة بصور وبيانات وأرقام تحليلية. ويضيف مؤلفو الدراسة بأن الفيضانات هي كارثة بيئية تؤثر على الناس أكثر من أي كارثة أخرى، وقد تردد صدى هذا الرأي في جميع أنحاء العالم في الأسابيع الأخيرة، بعد الفيضانات الهائلة التي دمرت الأرواح والممتلكات في العديد من دول العالم، بحسب تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية - بي بي سي.

تعد الفيضانات، خاصة في المناطق المأهولة حول مجاري الأنهار، من أبرز التهديدات البيئية لطبيعة الحياة ولمستويات التنمية التي يمكن تحقيقها

وقد شهدت الأسابيع الأخيرة في ألمانيا والصين والمملكة المتحدة غمر الأمطار الغزيرة الدفاعات والسدود التي كان من المفترض بها تأمين عدم تدفق المياه إلى المناطق المأهولة. كما يقوم العلماء باستخدام صور الأقمار الاصطناعية اليومية بدقة 250 مترًا لتقدير مدى الفيضانات، ونقلت هذه الأقمار صورًا لـ913 حدثًا كبيرًا للفيضانات من عام 2000 إلى عام 2018. وكانت قد حددت منطقة إجمالية قدرها 2.23 مليون كيلومتر مربع بهدف تبيان مدى غمر المياه لها، وجاءت النتيجة لتشير إلى تأثر 255-290 مليون شخص بشكل مباشر بالفيضانات حول العالم، بحسب ما نقل موقع msn News.

اقرأ/ي أيضًا: سعر الخبز يتصدر حديث السوشيال ميديا في مصر بعد تصريحات السيسي

وبحسب مجلة nature فالفيضانات تؤثر على البشر أكثر من أي خطر بيئي آخر وتعيق التنمية المستدامة. فالاستثمار في استراتيجيات التكيف مع الفيضانات قد يقلل من الخسائر في الأرواح ويحافظ على الرفاه المعيشي للبشر. وقدرت الدراسة التحليلية أن إجمالي عدد السكان في المواقع التي شهدت غمرًا قد نما بمقدار 58-86 مليونًا من عام 2000 إلى عام 2015 وفق التقديرات. وتمثل زيادة بنسبة 20% إلى 24% في نسبة سكان العالم المعرضين للفيضانات، أعلى بعشر مرات من التقديرات السابقة. 

على سبيل المثال عندما ضرب إعصار هارفي ولاية تكساس الأمريكية في عام 2017، غمرت المياه حوالي 80 ألف منزل لم تكن موجودة ضمن المناطق المصنفة خطرة من قبل السلطات الرسمية. إلا أن الدراسة الجديدة، ستسمح للباحثين بالنظر في صور الأقمار الاصطناعية اليومية لتقدير مدى الفيضانات وعدد الأشخاص الذين تعرضوا لأكثر من 900 حدث فيضان كبير بين عامي 2000 و 2018. وعلى الصعيد الجغرافي، لم تكن الزيادة موزعة بالتساوي في جميع أنحاء العالم. فقد كانت البلدان التي تعرضت بشكل متزايد للفيضانات تقع في آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

من جانبها قالت الدكتورة والباحثة في جامعة أريزونا، بيث تيلمان "لقد تمكنا من التقاط الكثير من الفيضانات في جنوب شرق آسيا أكثر من الأماكن الأخرى، لأن حركة الغيوم بطيئة مما يخولنا الحصول على صور واضحة للفيضانات"، وأضافت "هناك أيضًا عدد كبير من السكان الذين استقروا بالقرب من الأنهار لأسباب مهمة مثل الزراعة، لكن ذلك يعرضهم لكثير من الفيضانات للأسف".

وتبقى أحد الجوانب التي تطلب تقديم تفسيرات في البحث هي مسألة انتقال الناس في العديد من البلدان إلى المناطق المعرضة للفيضانات بدلاً من الابتعاد عنها. ضمن هذا الإطار علقت تيلمان على هذه النقطة بالإشارة إلى أن أحد جوانب هذا النمو مرتبط بتغير المناخ  وهو سبب يؤدي إلى تغيير مواقع السهول الفيضية باستمرار لتشمل تهديد المزيد من الناس. وتابعت تيلمان حديثها بالقول "الاقتصاد يلعب أيضًا دورًا مهمًا. فالأماكن التي غمرتها الفيضانات غالبًا ما تكون أراضٍ رخيصة الثمن حقًا للتنمية غير الرسمية، لذلك في جواهاتي بالهند ودكا في بنغلاديش، نرى الناس ينتقلون إليها، وبذلك يستقر الناس في المناطق المهددة بالفيضان".



 

اقرأ/ي أيضًا: 

دراسة تتناول أثر جائحة كوفيد -19 وزيادة الوقت أمام الشاشات على ضعف نظر الأطفال

تغطيات صحفية متنوعة في الذكرى السنوية الأولى لانفجار مرفأ بيروت