04-أغسطس-2021

صورة تعبيرية (Getty)

توصلت دراسة جديدة إلى أن ارتفاع عدد الأطفال الذين يعانون من ضعف النظر/ myopia قد يكون مرتبطًا بزيادة وقت مكوثهم أمام شاشات الكومبيوتر والهاتف والأجهزة التكنولوجية المحمولة، في مقابل الوقت القليل الذي يقضونه في الهواء الطلق واللعب خارج المنزل ومشاركة الآخرين الأنشطة بفعل ما فرضته جائحة كوفيد-19 من قيود صارمة حرمت الأطفال من الذهاب إلى المدرسة وزادت من الاعتماد على المنصات الرقمية لمواصلة التعلم عن بعد.

نصحت جمعية "Fight for Sight" الخيرية لصحة العيون بتعلم قاعدة "20-20-20"، أي النظر إلى شيء على بعد 20 قدمًا لمدة 20 ثانية كل 20 دقيقة تنظر فيها إلى الشاشة، لتجنب تفاقم ضعف النظر

وقال المؤلف الرئيسي للدراسة الدكتور جيسون يام "تظهر نتائجنا الأولية تقدمًا مقلقًا في ضعف النظر يستدعي اتخاذ إجراء علاجي مناسب"، وتابع بالقول "هذا يعرضهم لخطر الإصابة بمضاعفات تزيد من خطر ضعف البصر أو العمى الذي لا يمكن علاجه في وقت لاحق من الحياة"، بحسب ما نقل موقع msn News.

اقرأ/ي أيضًا: كيف علق اللبنانيون في الذكرى الأولى لانفجار مرفأ بيروت؟

وقد نشرت الدراسة الجديدة في المجلة البريطانية لطب العيون، وأعدها علماء من جامعة هونغ كونغ، وفحصت حدوث ضعف النظر بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و8 سنوات. وتم تضمين مجموعتين منفصلتين من الأطفال في التحليل، مجموعة تم إعدادها في بداية الوباء، ومجموعة كانت تشارك بالفعل في دراسة منفصلة قبل الوباء. وقد درس العلماء 1793 طفلًا من أطفال المدارس في هونغ كونغ، ووجدوا أن هناك نسبة أعلى من ضعف النظر بين أولئك الذين تم إعدادهم في بداية الوباء (19%)، مقارنة مع أولئك الذين تم فحصهم سابقًا (13%). وخلصت الدراسة أيضًا إلى حصول ارتفاع حاد في مقدار الوقت الذي يصرفه الأطفال وراء الشاشات، مقابل وقت أقل في اللعب في الهواء الطلق. ويذكر بأن جميع الأطفال خضعوا لفحوصات بصرية قبل وبعد الدراسة، وأجابوا على استبيان موحد يتعلق بنمط حياتهم، بما في ذلك الوقت الذي يقضونه في الأنشطة الخارجية، وكذلك متابعة مستمرة من قبل العاملين على الدراسة، بحسب ما نقلت صحيفة الإندبندنت البريطانية.

كتب المؤلفون: "هناك نتيجة أخرى مثيرة للقلق في تقريرنا تتمثل في التغيرات الكبيرة في نمط حياة الأطفال أثناء جائحة كوفيد -19، حيث انخفض الوقت الخارجي بنسبة 68%، وترافق مع زيادة تمضية الوقت أمام الشاشة بمقدار 2.8"، وأضاف المؤلفون "تشير الدلائل إلى أنه عندما يكون الأطفال خارج المدرسة، فإنهم يكونون أقل نشاطًا جسديًا ولديهم وقت أطول أمام الشاشات، من بين جميع عوامل الخطر البيئية التي تمت دراستها، فقد ثبت باستمرار أن زيادة الوقت في الهواء الطلق يلعب دورًا وقائيًا ضد تفاقم حالات ضعف النظر عند الأطفال"، بحسب ما جاء في موقع إيفنينغ ستاندارد.

تخدم نتائج الدراسة في تحذير أخصائيي العناية بالعيون والنظر، وكذلك صانعي السياسات والمعلمين ومدراء المدارس وأولياء الأمور، وتشير إلى أن الجهود الجماعية ضرورية لمنع ضعف النظر لدى الأطفال، خاصة وأنها تصنف بكونها من الأزمات الصحية التي فاقمها انتشار فيروس كورونا. وتعليقًا على الدراسة، قال أستاذ علم النفس الفخري بجامعة أكسفورد، أوليفر براديك، في تصريح نقله موقع كرونيكل "لقد وفرت جائحة كوفيد -19 فرصة مثيرة للاهتمام لفحص ما إذا كانت التغييرات المفروضة في نمط الحياة قد غيرت عمليات البصر لدى الأطفال في سن المرحلة الابتدائية"، وأَضاف "من المؤسف أن هذه الدراسة لم تتمكن من إجراء مقارنة مباشرة بين تطور ضعف النظر في مجموعات متجانسة ما قبل جائحة كورونا وبين مرحلة انتشار الوباء".

 وهناك دليل آخر من دراسة أجريت في العاصمة الأسترالية سيدني في عام 2013، خلصت إلى أن النشاط الخارجي للأطفال في ضوء النهار له تأثير وقائي بخصوص ضعف النظر، وهو ما يتوافق مع نتائج هذه الدراسة. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الدراسة أجريت على سكان مدن شرق آسيا، حيث مستويات ضعف النظر بينهم أعلى بشكل عام من مجموعات أخرى في مناطق أخرى من العالم.

وفي وقت سابق من هذا العام، وجدت دراسة استقصائية أن  4  من كل 10 بريطانيين يعتقدون أن بصرهم ساء أثناء انتشار وباء كورونا. ونصحت جمعية Fight for Sight الخيرية لصحة العيون الناس بتعلم قاعدة "20-20-20" أي النظر إلى شيء على بعد 20 قدمًا لمدة 20 ثانية كل 20 دقيقة تنظر فيها إلى الشاشة. وقالت الرئيسة التنفيذية للجمعية، شيرين كراوس "أكثر من نصف حالات فقدان البصر يمكن تفاديها من خلال طرق الكشف المبكر والوقاية" بحسب ما نقل موقع msn News .

 

اقرأ/ي أيضًا: 

تفاعل مصري نشط عبر وسم "نصنع ثورتنا مش نستناها" ودعوات للثورة ضد النظام

حرائق الغابات حول العالم تزيد من تعطيل السياحة في ظل استمرار جائحة كوفيد -19