19-فبراير-2017

غرافيتي في مدينة أزمور

استطاعت مدينة أزمّور المغربية، التي تقع بين نهر أمّ الربيع والمحيط الأطلسي جنوب الدار البيضاء، أن تفرض نفسها في صدارة المدن المغاربية التي تحتفي بالقصيدة المحكية ووجوهها المجدّدين في الفضاء العربي، من خلال "المهرجان العربي للزجل" الذي سيشهد دورته السابعة يوم 23 فيفري/شباط الجاري.

تفرض مدينة أزمّور نفسها في صدارة المدن المغاربية التي تحتفي بالقصيدة المحكية

يقول عزيز كمال رئيس "المرصد الوطني للشباب والتنمية" المشرف على تنظيم المهرجان لـ"ألترا صوت" إن القصيدة المحكية التي تعرف في المشهد المغربي بالزجل، قد عرفت تراكمات عميقة وفتوحات جمالية كبيرة، "وهو المعطى الذي دفعنا إلى التفكير في إطلاق مهرجان يرصد ذلك ويحتفي به". يضيف: "لأسباب موضوعية كثيرة، تأتي في مقدمتها الرغبة في حماية اللغة العربية القومية، تمّ النظر إلى الشعر المحكي نظرة دونية، وهو ما أثمر عدم الاهتمام بوجوهه واتجاهاته في المنابر المختلفة، فتطور بمعزل عن الانتباه إليه".

اقرأ/ي أيضًا: كاثي أونيل: الرياضيات ستربتيز مجاني

ويقول عزيز إن مهرجان أزمّور تخصّص في الاشتغال على الأصوات الحداثية في هذا النوع من الشعر، في الفضاء المغربي خصوصًا والعربي عمومًا، انطلاقًا من رغبة القائمين عليه في رفع الغبن عن هذه الحساسية التي تكتب القصيدة المحكية بروح كونية. "ليس معقولًا أن يكون سبب تهميشك كونك تنتصر للحداثة، من هنا كانت الثيمة التي ستشتغل عليها مداخلات هذه الدورة هي الأصوات الحداثية في الزجل".

في السياق، يقول الباحث المغربي محمد رمصيص إن المكابدات التي خاضها الجيل الأوّل من الزجالين في المغرب، منهم أحمد لمسيّح وإدريس أمغار المسناوي، من أجل فرض القصيدة الزجلية، قد بدأت تؤتي أكلها، من خلال تعدد الملتقيات والمهرجانات التي تحتفي بها، ومن خلال تفتح الجامعة على دراستها ودراسة منجزها الإبداعي. "من ذلك كتابنا الذي خصّصناه للمدونة الزجلة المغربية، في تحولاتها المختلفة، من خلال أجيالها التي راهنت على تحديث الخطاب الزجلي".

وستشهد الدورة السابعة التي سيشارك فيها زجالون من الجزائر والمغرب وتونس ولبنان ومصر والعراق والأردن واليمن والإمارات، مداخلات للباحثين محمد رمصيص وعبد الإله الرابحي وهاجر أوكنيز، وقراءات على القوارب في نهر أمّ الربيع ذي الحضور التاريخي في المخيال الشعري للمغاربة، وبيعًا بالتوقيع لجديد الدواوين الزجلية، منها "زينها لبها" لإدريس بلمرابط و"برية في كم الريح" لاحميدة بلبالي، مع مقاربات نقدية لها لنخبة من الزجالين والنقاد، مثل بوعزة الصنعاوي والحبيب الدايم ربي.

 

اقرأ/ي أيضًا:

جائزة للرّواية القصيرة في الجزائر

مسرحية تونسية تطيح بوزير كويتي