06-فبراير-2021

شخصيات بعيدة عن المشهد السياسي التقليدي تقود المرحلة الانتقالية في ليبيا (تويتر)

أسفرت أعمال ملتقى الحوار الليبي في جنيف عن اختيار تشكيلةٍ جديدة لقيادة المرحلة الانتقالية المقبلة في ليبيا، فبعد سباق انتخابي استمر لثلاثة أيام تمكّنت القائمة الثالثة من الفوز بالتصويت بحصولها على 39 صوتًا من أصل 73 هم مجموع أعضاء الملتقى. وتتكوّن القائمة الفائزة من 4 شخصيات ميزتها الأساسية أنها لم تكن في واجهة الصراع ولم تنخرط بشكل مباشر في الحروب والنزاعات التي عرفتها ليبيا منذ احتجاجات شباط/فبراير 2011، ويميل المتابعون للشأن الليبي لتصنيفها ضمن التكنوقراط.

أسفرت أعمال ملتقى الحوار الليبي في جنيف عن اختيار تشكيلةٍ جديدة لقيادة المرحلة الانتقالية المقبلة في ليبيا، بعد سباق انتخابي استمر لثلاثة أيام

دبلوماسي ورجل أعمال على رأس السلطة التنفيذية

بموجب نتائج التصويت أصبح محمد يونس المنفي رئيسًا للمجلس الرئاسي الجديد وعبد الحميد دبيبة رئيسًا للحكومة. وارتبط اسم رئيس الحكومة الجديد مؤخرًا بتزعم حزب تيار ليبيا المستقبل الذي مثّل بوّابة عبوره إلى الحياة السياسية الليبية والمشاركة في الملتقيات الحوارية التي قادت إلى التسوية السياسية الأخيرة. إلا أن النشاط الاقتصادي مثّل المجال الرئيسي لعمل رئيس الحكومة الجديد الذي ينحدر من مدينة مصراته غرب ليبيا، فهو يعد من رجال الأعمال الليبيين، وينحدر من أسرة معروفة بنشاطها الاقتصادي وفاعليتها السياسية في مدينة مصراته منذ شباط/فبراير  2011، وبالخصوص رجل الأعمال المعروف علي دبيبة. وتولى الأخير إدارة مجموعة من شركات البناء والتطوير، وكان يشغل قبيل فوزه بمنصب رئاسة الحكومة منصب رئيس مجلس إدارة الشركة الليبية للتنمية والاستثمار القابضة.

Image result for عبد الحميد دبيبة
عبد الحميد دبيبة (تويتر)

أمّا بشأن المعلومات الشخصية المتوفرة حول رئيس الحكومة الجديدة، فتشير المصادر إلى أنه يبلغ من العمر 62 عامًا وينحدر من مدينة مصراته، وتخرج مهندسًا من جامعة تورونتو بكندا، ويقدّم نفسَه منذ فترة على أنه صاحب رؤية إنمائية ومتحمس لتغيير ليبيا وملتزم بالخيار الديمقراطي كخيار من شأنه أن يُنقذ ليبيا من التشرذم، بحسب تصريحات أدلى بها سابقا لإذاعة مونتكارلو الدولية,

اقرأ/ي أيضًا: ملتقى الحوار الليبي بجنيف يختار دبيبة لرئاسة الحكومة والمنفي للمجلس الرئاسي

على الصعيد السياسي، وبالرغم من تصنيفه كشخصية تكنوقراط، فإن بعض الأطراف الليبية المعارضة تتحدث عن مناوءته سياسيًا لحفتر والأطراف السياسية المحسوبة عليه في شرق ليبيا، علمًا وأن برلمان طبرق أدرج دبيبه سنة 2017 في "لائحة تضم العناصر والكيانات المتهمة بالإرهاب".

وبالرغم من تلك التحرزات فإن جميع المرشحين لإدارة المرحلة الانتقالية الجديدة، بمن فيهم دبيبة، تعهدوا خطيًا بالالتزام بخارطة الطريق المتفق عليها في تونس، وإجراءِ انتخابات يوم الرابع والعشرين من كانون الأول/ديسمبر من العام الجاري. كما تعهّدوابالالتزام بنتائج التصويت التي سيجريها أعضاء ملتقى الحوار السياسي الليبي، ومراعاة تشكيل الحكومة وفق الكفاءة والجدارة والتنوع العادل للتمثيل السياسي والجغرافي، ومشاركة المكونات الثقافية والمرأة والشباب على أن لا يقل تمثيل النساء عن ثلاثين في المئة من المناصب القيادية في الحكومة.

أما بخصوص الرئيس الجديد للمجلس الرئاسي محمد يونس المنفي فيرتبط اسمه بالاتفاقية الليبية التركية، عندما كان سفيرًا لليبيا في اليونان، حيث طلبت منه أثينا مغادرة البلاد بعد زيارة عقيلة صالح لليونان اعتراضًا على الاتفاقية الليبية التركية الموقعة بين حكومة الوفاق الوطني وتركيا 2019.

وينتمي المنفي إلى قبيلة "المنفه" في مدينة طبرق شرقي ليبيا، وكان عضوًا سابقًا  في المؤتمر الوطني العام، وهو من المنشقين  عن حزب تحالف القوى الوطنية، كما يعد من المعارضين البارزين لعقيلة صالح وخليفة حفتر. وكان خلف ترشيحه للمجلس الرئاسي أعضاءٌ من مجلس الدولة من كتلة برقة شرقي ليبيا وأعضاء مستقلون في ملتقى الحوار.

Image result for محمد يونس المنفي
محمد يونس المنفي (تويتر)

وإلى جانب المنفي في المجلس الرئاسي يوجد نائب الرئيس موسى الكوني من الطوارق عن الجنوب، وهو نائب سابق في المجلس الرئاسي بحكومة الوفاق قبل أن ينسحب منه بسبب ما وصفه بعدم وفاء المجلس الرئاسي بقيادة السراج بالتزاماته، أما الشخص الثالث الذي نال عضوية المجلس الرئاسي فهو عبد الله اللافي عضو مجلس النواب عن مدينة الزاوية غربي ليبيا، ويوصف اللافي بكونه شخصية معتدلة لم يكن لها دور في الصراع العسكري.

بالرغم من تصنيفه كشخصية تكنوقراط، فإن بعض الأطراف الليبية المعارضة تتحدث عن مناوءة دبيبة سياسيًا لحفتر والأطراف السياسية المحسوبة عليه في شرق ليبيا

يُذكر أن القائمة التي حصلت على المرتبة الثانية نالت 34 صوتًا في تصويت أعضاء ملتقى الحوار السياسي، وضمت في عضويتها وزير الداخلية في حكومة الوفاق فتحي باشاغا مرشحًا لرئاسة الحكومة وعقيلة صالح رئيس مجلس نواب طبرق مرشحًا لرئاسة المجلس الرئاسي، وبعضوية كل من عبد المجيد سيف النصر من الجنوب وأسامة جويلي من الغرب، وكانت هذه اللائحة قد حققت نسبة التصويت الأعلى في الجولة الثانية، وهو مادفع بعض المراقبين إلى ترجيح احتمال فوزها في الجولة الثالثة من التصويت، إلا أن  النتائج كانت مفاجئة وفازت اللائحة الثالثة برئاسة محمد المنفي وعبد الحميد دبيبة التي توصف بلائحة التكنوقراط.

 

اقرأ/ي أيضًا:

 ملتقى الحوار الليبي ينهي الاستماع للمتنافسين على إدارة المرحلة الانتقالية