26-يونيو-2023
loj

رئيسة الهندوراس في زيارتها الأخيرة للصين. (GETTY)

هذا التقرير مترجم عن التقرير الأصلي المنشور في الإيكونوميست.


مهدت زيومارا كاسترو، رئيسة الهندوراس، الطريق لزيارة ناجحة لبيجين هذا الشهر، ففي آذار/ مارس قطعت بلادها علاقاتها مع تايوان بهدف التقارب مع الصين، والهندوراس أيضًا في طور انضمامها لبنك التنمية الجديد الذي يقع مقره في شنغهاي والذي يعد بمثابة نظير للبنك الدولي لكن الصين شاركت في إنشائه. ولكن ربما شعرت كاسترو أن هنالك شيئًا إضافيًا يجب فعله، لذلك عندما قابلت نظيرها، شي جين بينغ، ارتدت بدلة حمراء ومعها قميص أحمر ذو وشاح أحمر رفيف.

الرئيسة الهندوراسية ليست أول زعيم سياسي يبدي احترامه للصين من خلال اللباس، عبر ارتداء ألوان العلم الصيني، فلطالما وضع قادة في الماضي والحاضر، من روبرت موغابي وحتى فلاديمير بوتن، ربطات عنق حمراء أثناء إجراء محادثات مع الرئيس الصيني. كما أن رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، وضع في مناسبتين مختلفتين على الأقل منديلًا أحمر اللون في جيب سترة النيهرو الخاصة به أثناء تحيته لرئيس الصين.

الرئيسة الهندوراسية ليست أول زعيم سياسي يبدي احترامه للصين من خلال اللباس، عبر ارتداء ألوان العلم الصيني، فلطالما وضع قادة في الماضي والحاضر، من روبرت موغابي وحتى فلاديمير بوتن، ربطات عنق حمراء أثناء إجراء محادثات مع الرئيس الصيني.

أما السيدات الأوائل فعادة ما يبالغن في هذه الظاهرة، فمثلًا بات، زوجة ريتشارد نيكسون، بدأت هذا التقليد عندما ارتدت معطفًا أحمر أثناء إجرائها مع زوجها الرئيس زيارتهما التاريخية للصين عام 1972، كما ارتدت كل من ميشيل أوباما وابنتها فستانين باللون الأحمر القاني لمقابلة شي جين بينغ في بيجين عام 2014، وميلانيا ترامب فعلت الأمر ذاته عندما زار الرئيس الصيني فلوريدا عام 2017. كما أن السيدة الأولى لفرنسا، بريجيت ماكرون، في رحلة لها إلى الصين عام 2018 ارتدت معطفًا أحمر جريئًا خلال إحدى النزهات، وفستانًا أحمر طويلًا لحضور جولة في معرض للصور في بيجين.

بالنسبة للصينيين، يعد اللون الأحمر رمزًا للازدهار والحظ الجيد، وفي القرن الرابع عشر، أعلن الإمبراطور الأول في سلالة منغ ورئيس تمرد العمامات الحمراء، زو يانغ جانغ، أعلن أن اللون الأحمر هو "اللون الأكثر تميزًا". ومع مرور الزمن، أصبح اللون الأحمر يرتبط بالأزياء الشعبية، كما يتهادى الصينيون في الأعياد مغلفات حمراء مملوءة بالنقود، وعادة ما يتلقى الآباء الجدد بيضًا أحمر اللون للاحتفال بمولد أطفالهم.

kl

تروي الأساطير الصينية حكاية وحش اسمه نيان، كان يروع الأطفال في مطلع كل سنة قمرية، وأنه ظل كذلك إلى أن اكتشف الريفيون أن الوحش كان خائفًا، وأن طفلًا صغيرًا يرتدي ملابس باللون الأحمر كان يخيفه. من أجل ذلك، وفقًا للحكاية، بدأ الصينيون بتعليق مصابيح حمراء عند مطلع كل عام جديد وللاحتفال بكافة الأعياد.

أما المسؤولون الأجانب المكسوون باللون الأحمر فهم يأملون على الأرجح أن يلقوا حفاوة بالترحيب عوضًا عن أن يصدهم الرئيس الصيني، فالأحمر بات أيضًا منذ الثورة الفرنسية رمزًا لليسار، وقد اعتمده الحزب الشيوعي، ولطالما تعلم الأطفال الصينيون أن علم بلادهم، ونجومه الذهبية الخمسة المرسومة على أرضية حمراء، يرمز إلى "دماء الشهداء المتجددة."

kih

 

ولقد جلب اللون الأحمر الحظ بالفعل بالنسبة لبعض الزعماء الأجانب، إذ كانت زيارة نيكسون ناجحة وكانت بمثابة انطلاقة لحقبة جديدة في العلاقات الصينية- الأمريكية. كما غادرت كاسترو بيجين باتفاقيات تأمل أنها ستجلب الاستثمارات الصينية إلى بلادها. ولكن في أحيان كثيرة أيضًا يعود الزعماء الأجانب إلى بلدانهم بملابسهم الحمراء خالي الوفاض، إذ يتضح أن العلاقات مع الصين أكثر من مجرد ربطات عنق.