20-فبراير-2018

جي آر/ فرنسا

هؤلاء الرجال المجتمعون على حافّة الطريق

ليسوا بشرًا..

بل أشجار تستعدّ لتلقي الطعنات

من فأس حطاب سأم عمله.

 

ذلك الفتى الهزيل

الذي يرتدي بزّة ضيّقة ويحمل طبقًا ليس نادلًا

بل ضحيّة وطن قيّده وسجنه.

 

هذه الرائحة المنبعثة من المخابز

هي في الحقيقة رائحة جلودنا التي تُشوى

لتوضع في أباريق ماء بارد.

 

الحزن المتجذّر في الوجوه

لوحة علّقتها السلطة 

لتتباهى بها في متاحف البؤس العالميّة.

 

تلك الخطوات الناعسة

تكتم أنينًا مزّق الحواجز

ولم يسمعه أحد.

 

الخطوط الممتدّة في كلّ المباني

ليست سوى أمنيات السكارى

الذين تبوّلوا على الحائط.

 

الرضيع الذي يبتسم

يخفّف عن أمّه حمل المرض.

 

(ليس عدلًا ما يحدث حولنا) 

 

نحن..

نُساق إلى حتفنا كلّ يوم

ننقسم فرقًا

نعيّن حَكَمًا

نذرف دموعًا

ونتأبّط كراسي بلاستيكيّة

نضعها ونستعدّ للجلوس

قبالة جسر المهانة..

 

نحن..

في كلّ مرّة نعجز عن حفظ الدرس

لا نتمالك أنفسنا

نضحك

نطلق أصابعنا

كرماح في قلب المارّة

ولا نعلم أننا سنكون بعدهم.

ماذا لو استعدّ كلّ واحد منا؟

سيكون بجانب كلّ فرد فراش من الحصى والتراب

بأثواب معفّرة

سنطلّ من مخابئنا

ونرجم من يصدر فيه حكمنا

كنا سنتمنى الموت بدلًا من هذه المهمّة المضنية..

 

سيلتفت إلينا

آخر من في الصفّ

سيلملم حطام جسده

ويحمل ذراعه المشوّهة في جيبه

ويحشر ما تبقى من أصابعه في منديل مقرف

يحمل دموعه في حقيبة يضعها على كتفه المصاب

ويتوعّدنا..

كسكين يسحب من قلب ينزف

ينسحب من المكان جذلًا

رغم الإصابات يلوّح بيده

ويأخذ مكانه أمام ذلك الجسر الهرم

ليشاهد الأجساد الطريّة 

التي ستعبر ذلك المكان المقفر.

 

اقرأ/ي أيضًا:

جثة في ثلاجة

قبل العاصفة الشمسية