20-أبريل-2016

الشاعر الراحل محمد الصغير أولاد أحمد (1955- 2016)

انشغلت الساحة الثقافية التونسية بالقنبلة التي فجرها الروائي حسونة المصباحي، الذي اتهم الشاعر الراحل محمد الصغير أولاد أحمد (1955- 2016) بسرقة قصيدته الشهيرة "نحب البلاد" من الشاعر الراحل رضا الجلالي، ونشر نصًا غير معروف نسبه إلى الجلالي، جاء في مطلعه الأبيات الشهيرة من قصيدة أولاد أحمد.

اتهم حسونة المصباحي الراحل محمد الصغير أولاد أحمد بسرقة قصيدته الشهيرة "نحب البلاد" 

أزعج تصريح الكاتب التونسي حسونة المصباحي الأصدقاء المقربين من أولاد أحمد، واعتبروا صنيعه غير أخلاقي بالمرّة، فقد تجرّأ على الإساءة إلى الأموات الذين لا يملكون القدرة على الدفاع عن أنفسهم، بينما اتهمه آخرون بكرهه الشديد للشاعر الراحل، حيث انتظر موته ليهجوه، حسب تعبير أحدهم.

اقرأ/ي أيضًا: أولاد أحمد.. تونس التي تعلّم الثورة

في هذا السياق نشر الكاتب والإعلامي عادل حاج سالم، أحد المقربين من أولاد أحمد وعائلته ما يلي: "هل فاجأك الأمر؟؟ أعرف أنّك تبتسم هناك في الأبديّة وتقول لنا ألم أقل لكم؟ ألم أحذّركم منهم؟ ألم أنبّه إلى سقوطهم وسقوطيتهم؟ ألم أقل لكم إنّهم فقدوا ما يجعل منهم بشرًا؟؟ ألم أقل إنّهم سيغتالونني وإن عجزوا على الجسد سيعملون على اغتيال الروح، فإن لم ينجحوا سييجعلون الرمز هدفهم. لن أدافع عنك يا محمّد، فلك نصّ يحمي ذكراك، ويحصّنك روحًا ورمزًا، وأكتفي بجزء من نص قديم بعنوان "من يقف في ظلّ الشعراء" لنطرد عنك هذه "العبّيثة" التي تحاول اليوم الإساءة إلى ظلّك".

كذلك كتب كمال الزغباني دفاعًا عن الفقيد، والزغباني من بين النقادّ الأوائل الذين كتبوا عن التجربة الشعرية لأولاد أحمد في حياته قائلًا: "لن أدافع عن أولاد أحمد. مسيرته الشعرية والإنسانية الثرية والمتعدّدة بمختلف محطّاتها وإشراقاتها وكبواتها كافية وزيادة للشهادة له ولتخليد ذكره ولن أؤلّهه. كان إنسانًا "مفرطًا في إنسانيّته" إلى حدّ المضيّ نحو مجاوزتها، عبر مخاطبة العناصر واللامتناهيات، كما هو دأب كبار المبدعين، بعيدًا عن أقانيم اللاهوت والناسوت معًا، بلغني أنّ "كويتبًا" انتظر رحيل الشاعر وامتلاء الدنيا والناس بذكره ليدفع باسمه الخاصّ إلى ساحة الـ"بوز" عبر التهجّم على الراحل من خلال ادّعاءات سخيفة. هذا الشخص (لا يمكنني من فرط احتقاري له مجرّد ذكر اسمه على صفحتي) لا يملك، من الناحية الإيتيقيّة، ذرّة احترام لنفسه... وهو لعمري في ذلك محقّ!! كيف لا وهو لم يتقن في حياته سوى "فنًّا" واحدا تسيل "آثاره"، مثل الغنج، على نرجسيّته المتورّمة البائسة: فنّ السباب الوضيع والتهجّم الأشدّ وضاعة على الأحياء كما على الموتى".

اقرأ/ي أيضًا: عمر حمدي "مالفا".. ميراث من وهج الألوان

 كمال الزغباني: كان أولاد أحمد إنسانًا "مفرطًا في إنسانيّته"

فيما لاذ الكاتب التونسي حسونة المصباحي بالصمت ولم يصرّح عن الحملة الشرسة التي طالته، وترك الصحفي التونسي ساسي جبيل يجب بالنيابة عنه، في تدوينة نشرها على صفحته الشخصية على فيسبوك: "حسونة المصباحي يتحدث ويقول إنه انتصر وينتصر دائمًا لأولاد أحمد، لأنه ليس شاعر القصيدة الواحدة، وإنما شاعر عميق وحقيقي، من هنا فإن اتهامه بالسرقة يكون خارج الشعر.. والذين يلصقون به هذه التهمة، وهو شي لم يفعله المصباحي على الإطلاق، هم في الحقيقة يحطون من قيمته ولا ينتصرون له كما يزعمون. ويطالب المصباحي المتهجمين عليه ظلمًا بالعودة إلى المقالات الكثيرة التي كتبها عن الراحل وعن شعره، سواء في حياته أو بعد مماته قبل ان يطلقوا ما لا علاقة له لا بالشعر ولا بالصداقة في مفهومها الأصيل، ويكفي العودة كما يقول إلى الحوار المنشور السبت بجريدة الشروق. الحمامات في الساعة السابعة من مساء الأحد".

يذكر أن حسونة المصباحي متهم بسرقة رواية الكاتب العراقي صموئيل شمعون "عراقي في باريس"، والتي أعاد كتابتها في روايته "الآخرون"، كذلك كان المصباحي من بين المقربين من النظام القديم، والمتنفذين في المشهد الثقافي في العهد السابق، وقد نشر بعض الغاضبين منه بعض المقالات التي مدح فيها رأس النظام السابق. 

اقرأ/ي أيضًا: 

تونس تودّع أولاد أحمد

جبران خليل جبران.. حادي الأرواح المتمردة