22-سبتمبر-2023
لوحة لـ بول غيراغوسيان

لوحة لـ بول غيراغوسيان/ فلسطين

في حياةٍ تمر كالحلم

كأنني لست جزءًا منها

صرت الشيء الذي أخشاه.

بدأت من مكان واحد

وانتهيت في كل ما أعرفه

لكن بالأعماق المهيبة المظلمة

حيث الأيام البعيدة عالقة

ومتقيحة

وجدت في الأجزاء المبتذلة

الهناءة التي تداوي.

*

 

لصالح ما هو طارئ

حصلت على لحظات أخيرة مشوشة

في أعوامي الماضية

غادرت أماكن قليلة

دون أن أتمكن من الالتفات

عانقت بضعة أشخاص

وأنا منشغلة بتفقد حقيبتي

أنهيت مكالمة حميمة

بينما أتجهز للنوم

لك أن تتخيل

كم تبدو القصص التي أحملها ناقصة

إذا رويتها متوخية الدقة

أريد أن أبدأ معك من هناك

من النهاية التي تعيدك لي

من حيث ترتفع كل الأيادي

ملوّحة لك بوداعي.

*

 

أحب الجزء الذي يقتضي مراضاتك

عندما لا تكون غاضبًا حقًا

ذلك يجعلني أتودد بحب يخلو من الأسف والندم

ربما الخلل أنك لا تتظاهر

أو تعرف كيف تظل بخير دائمًا

تفضل أن تبتسم وتغادر

على أن تظل محايدًا برفقتي

إننا في مدينتك يا حبيبي

 اصطحبك بثقة حيثما أريد

مدركة في كل مرة

 أنك تقودني.

*

 

خللٌ بمجرى الدمع

يمنعني من البكاء

يعطي انطباعًا مزيفًا

بأنني امرأة قوية!

تحت الأسقف العالية

أشعر أنني بمفردي

تلك الحرية المخادعة

تشبه الطمأنينة التي تختبئ بهدوء

داخل الأيام المتشابهة

شيئًا فشيئًا

تجرّني إليها

فتجعلني عدوانية أحيانًا

وغالبًا منهارة.

*

 

من خلف ستارة الدانتيل

أتابع سورًا اسمنتيًا

يفصل منزل جارتي عن الطريق

بينما أنشغل بغسل الأطباق

أو بدراما تقطيع الخضراوات

يفعل هو ذلك

وعندما أقف أمام النافذة لأتذكر ما نسيت

أو أمرّ صدفة من هناك

أجده ماثلًا بحياد تام

رماديًا منذ أعوام

وبصمت مطبق

يتداعى.

*

 

أتبع الضوء

مثل نبتة (بوتس)

حتى لو كان كهرباء

فأنمو

ومثل الشمس

أرمي ظلالا على الأرض

لكل ما هو معتم

وأرحل

ومثل النجوم البعيدة

أحتاج وقتا أطول من عمري

كي يصل شعاعي

لكنني بالحقيقة ورقة بنية يابسة

سقطت في حوض القرنفل

ذي الأزهار الذابلة

كل يوم

بينما تحاول الشمس عبوري

أملأ الحوض بالضياء.

*

 

أشير إليك منذ ألف عام

أدل على صمتك، بسبابتي

على مواقع الفقد في وجهك، بنظراتي

على بقية ما هو حي...

تكبر مثل أغنية في الجراح

من يملك التغاضي عن مجيئك!

خذ من يدي كل لحظة في جسدك

خذ ما تريده من مصافاة وتصديق

وأغمض عينيك عندما تقبّلني

ستجدني في ذهابك هذا أرتب عتمتك الصغيرة

وتوقن أن شيئًا لن يخلصك

من رؤيتي أرتوي.