12-يوليو-2022
استهدف الهجوم مسؤولًا بارزًأ في الحرس الثوري الإيراني (تويتر)

تصعيد إيراني أمريكي قبيل زيارة بايدن (Getty)

بلغت الحرب الكلامية بين واشنطن وطهران أوجها  قُبيل ساعات من زيارة بايدن للمنطقة. فبعد حديث بايدن عن تعهده بمواصلة الضغط على إيران، اتهمت الأخيرة البيت الأبيض بمواصلة شيطنتها والعمل على تشكيل تحالف إقليمي ضدها في الشرق الأوسط وإفشال مساعي إحياء الاتفاق النووي، معتبرة أن واشنطن تكرر خطأها في أوكرانيا، وأنها لن تتردّد في الدفاع عن مصالحها في المنطقة.

بعد حديث بايدن عن تعهده بمواصلة الضغط على إيران، اتهمت الأخيرة البيت الأبيض بمواصلة شيطنتها والعمل على تشكيل تحالف إقليمي ضدها

وفي التفاصيل، استبق رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر جولة بايدن بتصريحات حادة قال فيها "إن واشنطن ترتكب في الشرق الأوسط والخليج الخطأ نفسه الذي ارتكبته في أوكرانيا، عبر توسيع حلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO) رغم التحذيرات الروسية. كما أضاف رئيس البرلمان الإيراني قائلا إن إيران "لن تتردد في الدفاع عن مصالح المنطقة لمواجهة أي مؤامرات تهدف لزعزعة استقرارها"، ودعا محمد باقر دول المنطقة للحذر من أي مخططات أمريكية إسرائيلية ترمي لزعزعة الأمن والاستقرار، على حد وصفه.

وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن نشر مقالًا في صحيفة واشنطن بوست قال فيه إن إدارته "ستواصل زيادة الضغط الدبلوماسي والاقتصادي حتى تعود إيران إلى الامتثال للاتفاق النووي لعام 2015". فيما ردت لخارجية الإيرانية بدورها، على لسان المتحدث باسمها ناصر كنعاني، قائلة إن الموقف الذي أعلن عنه بايدن في مقاله "يتناقض مع إعلان واشنطن رغبتها في إحياء الاتفاق النووي"، معتبرًا أن مواقف بايدن في المقال "استكمال لمسار سياسة الضغوط القصوى التي انتهجها سلفه دونالد ترامب"، وأنها تتعارض كذلك "مع مزاعم بايدن في المقال لإيجاد شرق أوسط مستقر وآمن".

كما اعتبر الناطق باسم الخارجية الإيرانية أن "الأمن الإقليمي في الشرق الأوسط يتحقق عبر إنهاء واشنطن لسياسة الانقسام بين دول المنطقة، وإيقاف ضخ السلاح إليها، واحترام سيادة ووحدة أراضي الدول، والتخلي عن سياسة دعم إسرائيل، وإنهاء سياسة شيطنة إيران". كما حمل الولايات المتحدة مسؤولية زعزعة استقرار الإقليم بسبب ما وصفه بسياسات واشنطن الخاطئة.

وتابع كنعاني القول: "في حال أرادت واشنطن الأمن والاستقرار للمنطقة فيتعين عليها إدراك الوقائع والكف عن فرض القيم الأمريكية على الدول الأخرى، وأن تسمح لدول المنطقة بالعمل على ضمان الأمن وتحقيق مصالحها الجماعية بناء على قيمها الذاتية وفي إطار التعاون الإقليمي" حسب تعبيره. كما حمّل كنعاني إسرائيل مسؤولية توتير المنطقة ونشر الإرهاب المنظّم فيها معتبرًا أن دعم واشنطن لها غير المشروط يتعارض مع مزاعمها في نشر السلام.

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس قد أعلن الإثنين  أنه سيعرض على جو بايدن لدى وصوله لإسرائيل إنشاء قوة مشتركة يسعى لتطويرها مع شركاء في المنطقة لمواجهة إيران، مضيفا القول إن "هذه القوة ستكون أداة رئيسية لكبح سلوك إيران العدواني" على حد تعبيره. كما قال مسؤول إسرائيلي كبير إن "بيانًا تاريخيًا" سيتم التوقيع عليه بين "إسرائيل" والولايات المتحدة خلال زيارة جو بايدن إلى المنطقة، سيحمل اسم "إعلان القدس"، كما "سيعبر عن الالتزام الأمريكي بأمن إسرائيل وازدهارها والعلاقات بين البلدين" وفقًا لما نقلت القناة الرسمية الإسرائيلية "كان"، مساء الثلاثاء.

قال مسؤول إسرائيلي كبير إن "بيانًا تاريخيًا" سيتم التوقيع عليه بين "إسرائيل" والولايات المتحدة خلال زيارة جو بايدن إلى المنطقة، سيحمل اسم "إعلان القدس"

وأوضح، أن الإعلان سيتضمن رسالة موحدة بشأن إيران وبرنامجها النووي وأنشطتها الإقليمية، والتزامًا بعدم السماح لإيران بامتلاك أسلحة نووية، والسماح لـ"إسرائيل" بأن تقوم "بالدفاع عن نفسها بنفسها" على حد قوله. وبيَن المسؤول، أن الإعلان سيتضمن إشارة إلى الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، وتعزيز التطبيع وتوسيع دول السلام، وتوسيع البرامج المشتركة بين الدول في مجالات التكنولوجيا، وأهمية الولايات المتحدة "كمرساة للاستقرار" في المنطقة.