24-نوفمبر-2019

من اعتداء أنصار حركة أمل على مقر قناة الجديد في 2017 (أرشيفية/ صحف لبنانية)

الترا صوت - فريق التحرير

أعلن موزعو كابلات الستالايت في الضحاية الجنوبية وبعض مناطق بيروت الغربية، إضافة لبعض مناطق الجنوب والبقاع، حجب قناة "الجديد" عن البث، بسبب "بث الفتنة بين اللبنانيين"، كما قالوا، في إشارة إلى تغطياتها للانتفاضة اللبنانية.

أعلن موزعو الكابلات في المناطق ذات الأغلبية الشيعية في لبنان، حجب قناة الجديد، القرار الذي أرجعه اللبنانيون إلى حزب الله وأمل

وبينما حاول موزعو الكابلات الإيحاء بأن قرار الحجب جاء تلبية لمطالب الأهالي في المناطق المذكورة؛ كان الرأي العام اللبناني قد تيقن بدور الثنائي الشيعي (حزب الله وحركة أمل)، في هذا القرار مستغلًا نفوذه في المناطق المذكورة.

اقرأ/ي أيضًا: صراع "أمل" - "الجديد".. تناقضات عصابة الممانعة

وفي حين تأتي هذه الخطوة الآن على وقع الانتفاضة اللبنانية التي دخلت شهرها الثاني منذ نحو أسبوع، لم تكن هذه المرة الأولى التي تحجب فيها قناة الجديد وغيرها في المناطق ذات الأغلبية الشيعية بلبنان.

تلاقي الثنائي الشيعي ضد "الجديد"

إذا كانت العلاقة سيئة بين قناة الجديد وحركة أمل تاريخًيا، بما عرض القناة للعديد من المضايقات وصلت للاعتداء على مقرها من بعض أنصار الحركة بالمولوتوف؛ فإن الجديد تحيّد حزب الله في العادة أثناء توجيه سهام النقد للطبقة السياسية.

لكن يبدو أنّ الأمر اختلف بعد الانتفاضة اللبنانية، ويبدو أن مصالح الثنائي قد تلاقت حول أهمية منع بث الجديد، فمن جهته يخشى حزب الله من دور الجديد في تغذية الانتفاضة بالتغطية المستمرة وتخصيص ساعات للنقل المباشر لأحداث الانتفاضة، وتبني خطاب المنتفضين، فيما تعتبر حركة أن أمل حديث القناة عن ملفات الفساد بشكل مكثف في الأيام الأخيرة، يمثل تهديدًا كبيرًا لها أمام الرأي العام.

وبدأت حملة الثنائي الشيعي على قناة الجديد قبل أيام، عندما سُربت أرقام الهواتف الشخصية لمراسلي القناة، لتقوم "الجيوش الإلكترونية" بإرسال آلاف رسائل الإهانات والسباب والتهديد للمراسلين، ما استدعى ردًا من المحطة في مقدمة نشرة أخبارها انتقدت فيها حزب الله وحسن نصر الله بشكل مباشر.

وعلى إثر ذلك، تجمع مئات من أنصار الحزب أمام مبنى القناة، للاحتجاج بالإهانة والسباب للقناة والعاملين فيها، على انتقاد حزب الله، ليعقب ذلك قرار حجب القناة في مناطق نفوذ الثنائي الشيعي.

آراء سكان الضاحية الجنوبية

انقسمت آراء سكان الضاحية الجنوبية الذين لم يعودوا قادرين على التقاط بث القناة، فمنهم المؤيد لقرار حجب بث القناة انطلاقًا من مناهضة الانتفاضة التي رفعت شعار "كلن يعني كلن" بما يتضمنه اسمي حسن نصرالله ونبيه بري. وانعكس آراء هؤلاء على مواقع التواصل الاجتماعي، عبر الوسوم التي أطلقوها ضد القناة، مثل وسمي "#دكانة_الجديد" و"#قناة_الفتنة".

رأي ثانٍ تبناه البعض من المعارضين لتغطية الجديد للانتفاضة، لكنهم في نفس الوقت يرفضون حجبها من باب أننا في زمن "الريموت كنترول"، وأن للمشاهد حق الاختيار.

 

 

وأخيرًا، أعرب قسم ثالث عن رفضه التام حجب القناة، معلنًا تضامنه معها ضد قرار الحجب، انطلاقًا من "مَن يرى نفسه نزيهًا لا يخاف البث"، كما كتب وعلق البعض ممن تبنوا هذا الرأي، مع إطلاق وسم "#متضامن_مع_الجديد".

 

 

وإعرابًا عن التضامن مع القناة ضد قرار الحجب، قام مستخدمون بنشر صور لهم، وهم يشاهدون قناة الجديد من قلب الضاحية الجنوبية.

 

 

 

 

 

 

روابط بديلة

وفي مواجهة حجب القناة في مناطق نفوذ الثنائي الشيعي، نشر القائمون على قناة الجديد روابط تمكّن أهالي المناطق التي حجب فيها، من متابعتها عبر الإنترنت.

 

 

ومن جانبها علق نائب رئيس مجلس إدارة القناة، كرمى خياط، على قرار الحجب، بقولها: "نعيش في شريعة الغاب. وأصحاب الكابلات يقررون عن الشعب، ويمنعونه من مشاهدة المحطة التي يريدها. والسؤال: لماذا يخافون من مشاهدة الجديد؟"

 

اقرأ/ي أيضًا:

معركة جزائية بين حركة أمل وقناة الجديد.. الفساد يضرب حلفاء الممانعة من جديد!

الاستقالات الجماعية من "الأخبار".. كشف آخر ما تبقى من الستار