14-مايو-2017

بمجرد التعريج على موضوع الفساد انفجر الصراع بين حلفاء محور الممانعة "أمل والجديد"

فعلتها قناة "الجديد" مرةً أخرى وصبّت الزيت على نار "معركتها الإعلامية" مع "حركة أمل"، فاستعرت الأجواء مجدّداً. هذه المرّة ليس بسبب "سكيتش كوميدي" لم يستسغه جمهور الحركة، بل بسبب ما اعتبروه أكاذيب تمسّها وتضمنها تقرير بثته "الجديد" وتجاوز في مدته الأربع دقائق انتقدت فيه القناة "أمل" ورئيسها نبيه بري على خلفية إعفاءات من التصريح المصرفي بقيمة 9 ملايين دولار. فاشتعلت بنتيجته جبهتا الطرفين، حلفاء الأمس القريب، الإعلامية بشقيها الواقعي والافتراضي تارةً بالتقارير وتارةً أخرى بالتغريد، في حين أقدم مجهولون على الاعتداء على القناة ليس بقنابل المولوتوف هذه المرّة، بل بإحراق سيارة البث المباشر الخاصة بها.

كيف تحوّلت قناة الجديد من منبر خاص لمحور الممانعة إلى واحدة من المحطات التي يحظر بثها بين الحين والآخر في المناطق ذات الغالبية الشيعية؟

كيف تحوّلت القناة من منبر خاص لمحور الممانعة إلى واحدة من المحطات التي يحظر بثها بين الحين والآخر في المناطق ذات الغالبية الشيعية من قبل موزّعي الكابلات ومن خلفهم سكان هذه المناطق، لا سيما في الجنوب والضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت؟ تكثر التحليلات في إطار الردّ على هذا السؤال وخلفياته، لكن الثابت الذي يظهر للعيان وتسمعه الآذان هو في تلك المقدّمات النارية التي تكتبها مديرة الأخبار مريم البسام وفي ما يعدّ من تقارير المراسلين "الملغومة، والتي تجاوزت في مضمونها الهجومي خصوم المحطة التقليديين في الحلف المعادي للمحور الذي تتبنى خياراته، لتوجّه سهام فريقها الإخباري أيضاً على رموز الجمهور الذي لطالما تابعها واعتبرها الناطقة بلسان حاله من خلال مطوّلاتها الإستبسالية في تمجيد "المقاومة"، إلا أنه انقلب اليوم على اعتباراته السابقة واتخذ موقفاً "دفاعياً" مفاده بأن لا مكان لشاشة "الجديد" في بيوته.

اقرأ/ي أيضًا: صراع "أمل" - "الجديد".. تناقضات عصابة الممانعة

التقرير الذي بثته القناة قبل أيام متناولاً شؤونًا مالية تخصّ الحركة نبشتها "الجديد" في سياق ما تعتبره إضاءة على "الفساد". وقد استدعى في حينه تجديد "مقاطعتها" من قبل جمهور "الممانعة" في مناطقه. كما ردّت محطة الـ NBN التابعة لزعيم حركة أمل نبيه بري على التقاير بالتقارير، وتضافر محازبو وأنصار أمل على شبكات التواصل الإجتماعي للرد بعنف على القناة ومالكها تحسين الخياط.

إلا أن الأمر خرج عن المعهود بعد أن أقدم مجهولون ـ بحسب مقاطع فيديو عرضتها القناة ـ على التسلل إلى مرآبها وإلقاء ـ وفق رواية القناة ـ مواد سريعة الاشتعال على سيارة النقل المباشر ومن ثم إضرام النار فيها.

سنوات طويلة أنفقتها شاشة الجديد في الترويج والتبرير لنببه بري ومجمل محور الممانعة للتحول اليوم إلى خصم قضائي لدى أول انتقاد لهم

وفي أعقاب تحميل كرمى خياط عناصر تابعة لرئيس مجلس النواب نبيه بري مسؤولية هذا الاعتداء، ردّ المكتب الإعلامي لبري بالإشارة إلى أن كرمى خياط ـ ابنة تحسين خياط ونائب مدير مجلس الإدارة "طالعتنا بافتراءات وأكاذيب درجت عليها مطلقة الاتهامات في شأن حادثة احتراق احدى السيارات التابعة لمحطة العائلة"، مؤكداً ان "مثل هذه الاكاذيب والاضاليل لم تعد تنطلي على احد". وتمنى على القضاء ان "يأخذ هذا الكلام بعين الاعتبار للقيام بمسؤولياته، قبل ان تسافر خياط في اليومين المقبلين الى مونتي كارلو للاحتفال بعقد قرانها.

اقرأ/ي أيضًا: نشرات أخبار "الجديد" اللبنانية.. السقوط المدّوي؟

وتقدم نبيه بري بواسطة وكيله المحامي علي رحال بشكوى جزائية أمام النيابة العامة التمييزية بوجه كل من تحسين وكرمى الخياط وتلفزيون الجديد ومريم البسام "بجرائم الافتراء الجنائي وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية والقدح والذم والتحقير على خلفية ما تم بثه والتصريح به". ومن جانبها تقدّمت "الجديد" بشكوى جزائية أمام النيابة العامة التمييزية بوجه حزب "أفواج المقاومة اللبنانية" ممثلاً برئيسه نبيه بري "بجرائم التعدّي على الحرية وإيذاء عن قصد وتهديد وتوعد بالقتل".

أفق تطوّرات المعركة الإعلامية التي أضحت قضائية بين الطرفين رهن الأيام المقبلة، وهي ليست مستغربة مع تتالي فصولها كل بضعة أشهر. المفارقة هي في الوقوع ـ أثناء البحث على موقع يوتيوب عن التقرير الذي أعاد إشعال الجبهة على تقرير آخر سبق أن غازلت به القناة نبيه بري قبل عدة أعوام ورأت فيه أن رئيس المجلس "أضفى على السياسة نكهة ورونق".

 

اقرأ/ي أيضًا: 

"حرب النجوم" على "الجديد"... العنف بصيغة الغناء

"خدع" تمام بليق "المحروقة".. في "بلا تشفير"