14-أكتوبر-2023
(رويترز) المصور عصام عبد الله

(رويترز) المصور عصام عبد الله

ودّعت بلدة الخيام الجنوبية، المحاذية للشريط الحدودي الفاصل بين لبنان وفلسطين المحتلة، شهيد الصحافة عصام عبد الله الذي يعمل كمصور لوكالة رويترز، بعدما قضى بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة تقلّ صحافيين وتحمل شعار الصحافة، في قرية علما الشعب الحدودية، ما أدّى أيضًا إلى إصابة ستة صحفيين آخرين، يعملون في قناة الجزيرة ووكالة الأنباء الفرنسية ورويترز.

وقد انضمت حادثة اغتيال عبد الله إلى لائحة طويلة من الجرائم التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الجسمين الصحفي والإعلامي منذ نشأة الكيان، من بينهم ثمانية صحفيين وإعلاميين على الأقل استشهدوا خلال تغطيتهم الأحداث في غزة منذ بدء العدوان على المدينة قبل أيام.

المؤسسات الإعلامية والنقابات والجمعيات العاملة في مجالي الصحافة والإعلام أدانت العملية وطالبت بمحاسبة الاحتلال الإسرائيلي، ودعت إلى المشاركة في تشييع عبد الله، في وقت توقّف الناشطون في لبنان وأصدقاء عصام عبد الله عند ما وصفوه بالـ"البيان المخزي" لوكالة رويترز، التي اكتفت بالإشارة إلى موت عصام عبدالله بدون أن تشير إلى الجهة الفاعلة، لتعود لاحقًا وتعدّل الخبر تحت الضغط الكبير الذي تعرّضت له، وتشير إلى أن استهداف السيارة أتى من الجانب الإسرائيلي دون تفاصيل إضافية، مع العلم أن عبد الله (37 سنة) يعمل كمصور مع رويترز منذ أكثر من 15 سنة.

 

الصحفي المصري سلامة عبد الحميد غرّد منتقدًا وكالة رويترز: "قتل الاحتلال الإسرائيلي مصور رويترز في جنوب لبنان #عصام_عبدالله. رويترز أكدت مقتله في بيان، لكنها لم تقل من الذي قتله. لو أن المصور قتل في قصف للمقاومة لأقامت رويترز الدنيا. لكنهم كالعادة يدعمون الاحتلال ويكرهون المقاومة".

وقد ودّع أصدقاء عصام عبد الله من إعلاميين وناشطين عاملين في مجال الصحافة والحريات صديقهم، وأثنوا على مناقبيته وتفانيه في العمل، وإصراره على نقل الصورة كما هي مهما بلغت المخاطر.

وتداول الناشطون منشور لعصام عبد الله قبل أيام منذ استشهاده، وجّه من خلاله التحيّة إلى الإعلامية في قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة التي استشهدت ربيع العام 2022، أثناء تغطيتها لاقتحام قوات الاحتلال لمخيم جنين، فعلّفت الصحفية دينا أبو صعب العاملة في مقر الأمم المتحدة في جنيف بالقول: "قبل ستة أيام فقط أعاد الصحافي الشهيد #عصام_عبدالله نشر صورة #شيرين_أبوعاقلة، واليوم التحق بها وبقافلة شهداء الصحافة باستهداف مباشر من قبل الاحتلال الاسرائيلي لمجموعة صحافيين في جنوب #لبنان، في موقع بعيد عن القصف ظنوا أنه آمن، وبخوذ ودرع وشعار "صحافة" ظنوا أنها ستحميهم من القتلة".

 

وقد كان لافتًا موقف النجم العالمي جورج كلوني، الذي عبّر عن حزنه وأسفه لاستشهاد عصام عبد الله، حيث قال: "أنت تعلم أن زوجتي لبنانية ولبنان مكان للقصص الحزينة وأنتم الصحفيون دائمًا تكونون في الخطوط الأمامية، الوضع مفجع في المنطقة ولا أعتقد أنّ نهايته ستكون قريبة!".

 

وتجدر الإشارة إلى أن عصام عبد الله هو ثالث إعلامي تغتاله إسرائيل في جنوب لبنان منذ انسحابها من جنوب لبنان في العام 2000، بعد المصورة الصحافية ليال نجيب التي استشهدت أثناء تغطيتها حرب تموز صيف العام 2006، والصحفي عساف أبو رحال الذي استشهد في العام 2010 على الحدود، أثناء تغطيته لمواجهات بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي.