13-أكتوبر-2023
علم فلسطيني ورجل شرطة ألماني

مظاهرة مؤيدة لفلسطين في ألمانيا (Getty)

في خضمّ الحرب المعلنة على قطاع غزّة المحاصر من قبل دولة الاحتلال الإسرائيلي، والتي راح ضحيتها حتى وقت متأخر من يوم أمس الخميس، زهاء 1400 شهيد، تواصل دول غربية، في مقدمتهم الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة، تأكيد "التضامن المطلق" مع الاحتلال، وتقديم مختلف أشكال الدعم العسكري والدبلوماسي والدعائي، لمساعدة الحكومة الإسرائيلية على تحقيق أهدافها.

وإضافة إلى الانحياز الكامل والمطلق للاحتلال الإسرائيلي، والذي أثار موجة غضب وانتقادات واسعة في الشارع العربي، باشرت دول غربية عدة، من بينها ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، بالتضييق على المتظاهرين والناشطين المناصرين للقضية الفلسطينية، لمنعهم من التعبير عن تضامنهم مع الفلسطينيين، أو تسليط الضوء على الجرائم الإسرائيلية التي يجري ارتكابها بحقهم. 

الترا فلسطين

ففي فرنسا التي شهدت يوم الثلاثاء مسيرات داعمة لإسرائيل بدعوة من “المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية” في فرنسا، قررت الحكومة منع أية تظاهرة لشجب العدوان الإسرائيلي والمطالبة بالتدخل لوضع حدّ له. 

وقد أعلن وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان، أمس الخميس، إن فرنسا ستعمل على حظر الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين، وذلك بحجة "عرقلة النظام". على إثر ذلك، فرقت الشرطة الفرنسية بالقوة عشرات الناشطين الذين تظاهروا في مدن متعددة، تنديدًا بالعدوان. 

أما في بريطانيا، فقد أصدرت وزيرة الداخلية سويلا برافرمان تعليمات تعتبر مجرد االتلويح بالعلم الفلسطيني أو ترديد هتافات مؤيدة للفلسطينيين "قد يمثّل جناية يحاسب عليها القانون". كما حثت ربافرمان الأجهزة الأمنية على قمع أي محاولات لاستخدام الأعلام أو الأغاني لمضايقة أو ترهيب أفراد الجالية اليهودية، وفق ما كشفت صحيفة “الغارديان”.

وقالت في رسالة: “ليست الرموز والهتافات الصريحة المؤيدة لحماس فقط هي التي تثير القلق. أود أن أشجع الشرطة على النظر فيما إذا كانت هتافات مثل: “من النهر إلى البحر، فلسطين ستتحرر” تعبر عن رغبة عنيفة في محو إسرائيل من العالم، وما إذا كان استخدامها في سياقات معينة قد يكون مقبولاً أو يرقى إلى مستوى العنصرية المشددة”.

أما في ألمانيا، فقد عمدت الشرطة إلى حظر مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في العاصمة برلين كان مزمعًا تنظيمها أمس الخميس، 12 تشرين الأول/أكتوبر، وذلك بدعوى تشكيلها "خطرا على النظام العام". كما تعرضت قوات الأمن لمتظاهرين في مناطق أخرى واعتقلت عددًا منهم، لمجرد الهتاف لفلسطين، أو ارتداء كوفية فلسطينية، بحسب ما تداولت تقارير صحفية، وأفاد شهود عيان على حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي. 

سياق: 

يتواصل لليوم السابع على التوالي قصف الاحتلال الإسرائيلي المكثّف على قطاع غزة، ليصل عدد الشهداء جراء ذلك إلى أكثر من 1400 شهيد، من بينهم عائلات عديدة بجميع أفرادها. 

وقد أعلن الاحتلال رسميًا إسقاط 6000 قنبلة على القطاع منذ بدء عمليّته المسمّاة "السيوف الحديدية"،والتي يشنّها بما يصفه مراقبون بأنه تفويض كامل من الدول الغربيّة التي أعلنت مساندتها المطلقة لإسرائيل في حربها على الفلسطينيين، الأمر الذي تمثل بزيارة وزير خارجية الولايات المتحدة أنتوني بلينكن إليها، إضافة إلى زيارة وزير الدفاع الأمريكي إلى إسرائيل، اليوم الجمعة.