25-ديسمبر-2015

من احتجاجات للمعطلين عن العمل في المغرب(الأناضول)

لم يكذب عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة المغربي، عندما صرح في أحد لقاءاته الصحافية أن "الدبلوم" أو الشهادة لا يعني أبدًا الحصول على وظيفة. في ذلك الوقت، أثار هذا التصريح الكثير من اللغط من طرف الشباب حاملي الشهادات العليا، متسائلين كيف يعقل لرئيس الحكومة أن يصدر مثل هذا الكلام؟.

 يعتبر الحاملون لشهادات التعليم العالي الأكثر تضررًا من البطالة مغربيًا

والآن، تقريبًا مرت سنة على هذه الواقعة، وفي الحقيقة يتبين أن بنكيران كان على صواب، إذ أصدرت المندوبية السامية للتخطيط، المكلفة بإعداد الأبحاث الحكومية والإحصاء بالمغرب، منذ أيام، تقريرًا يتعرض لوضعية سوق الشغل ما بين عامي 2000 و2014، لتثبت ما قاله بنكيران، فقد أكد التقرير أن النسبة الأكبر للذين يعانون من البطالة هم حاملو شهادات التعليم العالي.

حسب نفس التقرير، يعتبر معدل البطالة الأكثر ارتفاعّا في صفوف حاملي الشهادات الجامعية، فالأكثر تضررًا هم حاملو شهادات التعليم العالي المسلمة من قبل الكليات 24.1% ثم حاملو شهادات التكوين المهني صنف التخصص 22.4% وحاملو شهادات التكوين المهني صنف التأهيل المهني بـ22.1%، والتقنيون بما في ذلك التقنيون المتخصصون 21.8%.

"هذه الأرقام ليست جديدة"، هذا ما قالته مريم، خريجة كلية الحقوق بمدينة المحمدية، وهي لم توفق في الحصول على عمل، تتابع حديثها لـ"ألترا صوت" قائلة: "سئمت البحث عن عمل، وأصابني اليأس ولكي أكون صريحة، خلال دراستي في الجامعة، كان يتناهى إلى سمعي ما يؤكد أنني لن أجد وظيفة وأن نسب البطالة لدى الجامعيين في ارتفاع".

مريم البالغة من العمر 38 سنة، ربة بيت، وأم لطفلين، استسلمت للواقع وانقطعت عن البحث عن عمل منذ سنوات. حسب رأيها، السبب يكمن في "السياسة التي تتبعها الدولة في مجال التعليم"، والحل في نظرها هو "إصلاح هذه المنظومة لأن الجامعات لا تنتج إلا العاطلين عن العمل، خاصة الذين لا يتقنون لغات أجنبية، فهي المفتاح السري لولوج سوق الشغل".

وألفت العاصمة المغربية الرباط، احتجاجات تكاد تكون يومية للعاطلين عن العمل والحاملين لشهادات جامعية عالية. في كل يوم يعبرون عن احتجاجاتهم بأفكار مختلفة، ففي يوم الأربعاء الثالث والعشرين من كانون الأول/ديسمبر مثلًا، ركب عدد من العاطلين قوارب بشاطىء في الرباط، كهجرة رمزية حاملين أعلام بعض الدول الأوروبية والأمريكية في إشارة منهم إلى نفاذ صبرهم جراء ما تعرضوا له من "معاناة وتهميش وإقصاء ممنهج"، حسب تعبيرهم، وكما في كل مرة تقوم الشرطة بتفريقهم، مما ينتج إصابات في صفوفهم.

عبد المنعم، أحد هؤلاء، وهو متحصل على شهادة الإجازة ولكنه لم يفلح في الحصول على العمل، يقول لـ"ألترا صوت": "لا نملك حلًا آخر سوى النزول إلى الشارع للاحتجاج، فهذه بالنسبة لنا قضية مصيرية، يجب على الحكومة إيجاد حلول لنا، نحن صامدون".

ولا تنته الاصطدامات بين الحكومة والمعطلين. في حادثة أخرى، هذه المرة مع لحسن الداودي، وزير التعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، كان الجدل حادًّا عندما صرح أن "مصير خريجي الجامعات من الحقوق والآداب خاصة هو البطالة، على عكس خريجي معاهد التكوين المهني، الذين يملكون حظوظًا أكبر في الحصول على فرص شغل"، حسب قوله.

عندئذ، لم يتقبل العديد من طلبة الجامعات المغربية هذا التصريح، خاصة وهو صادر عن وزير التعليم العالي، وأطلق عدد من النشطاء على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" حملات ضد تصريحات لحسن الداودي.

اقرأ/ي أيضًا:

الجامعات المغربية.. فجوة بين التعليم وسوق العمل

الجامعات الخاصة في المغرب.. قنبلة الغلاء