27-يونيو-2016

سحور من تظيم رجل أعمال مصري في جامعة القاهرة(فيسبوك)

كان من المتوقع أن يكون السحور المعد في جامعة القاهرة لعشرين ألف طالب وطالبة، لكن عدد الحضور زاد عن ثلاثين ألف، لم تسجل حالة تحرش واحدة، قيل إنه تحوَّل إلى حفل رقص شعبي، لكن الحقيقة أن فقراته احتوت على "تنورة ومطربين"، وهو ما اعتبره البعض إهانة لهيبة جامعة القاهرة، لكن القصة الحقيقية مختلفة، والمعركة التي لا تزال جارية الآن بطلها المال السياسي.

استنكر اتحاد طلاب جامعة القاهرة حفل السحور في الجامعة الممول من رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة واعتبروه تسويقًا سياسيًا له

وقد حضر السحور إلى جانب أحمد أبو هشيمة، رجل الأعمال والمموّل، وجابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، عمرو موسى، المرشح الأسبق لرئاسة الجمهورية، ومحمد أنور السادات، عضو مجلس النواب، ومجموعة من عمداء الكليات.

اقرأ/ي أيضًا: التسريبات تؤجل امتحانات الثانوية العامة المصرية

ثورة اتحاد الطلاب

في أول تعليق لاتحاد طلاب جامعة القاهرة على حفل السحور، الذي لم يشارك في الدعوة إليه أو تنظيمه، أصدر بيانًا قال فيه: "يستنكر اتحاد طلاب جامعة القاهرة ما قامت به إدارة الجامعة من خلال عدة فعاليات استهدفت بشكل مباشر وغير مباشر الدعاية والتسويق السياسي لرجل الأعمال أحمد أبو هشيمة، مستخدمة بذلك أحد الكيانات الطلابية المموَّلة والبعيدة عن الحركة الطلابية والنشاط الطلابي".

وأكد "طلاب القاهرة"، الذي يرأسه عبد الله أنور، رئيس اتحاد طلاب مصر "المعطَّل" أن بعض رجال الأعمال حاولوا استقطاب الاتحادات الطلابية إلى ساحات المال السياسي، وهو الطلب الذي قوبل بالرفض منعًا لاستخدام الجامعة لتضليل عقول الطلاب.

ودعا طالب "طلاب القاهرة" إدارة الجامعة إلى أن تنأى بنفسها عن القيام بالدعاية والتسويق السياسي لرجال الأعمال.. "لأن ذلك يمثل عودة إلى عصور الظلام وزواج المال بالسلطة مما ينتج عنه تنظيمات وكيانات غير شرعية في محاولة لبسط السيطرة على الجامعات".

لفت البيان إلى التعسف الذي تعرض له طلاب "التربية العسكرية"، الذين بلغت أعدادهم 700 طالب، حيث تمّ استدعاؤهم للعمل بالسخرة في تنظيم "سحور الجامعة"، الذي تحمَّل تكاليفه أبو هشيمة، رجل الأعمال المقرَّب من أجهزة الأمن المصرية. والتربية العسكرية هي فترة "خدمة" يقضيها طلاب الجامعات تحت إشراف عقيد بالقوات المسلحة شرطًا للحصول على شهادة التخرج.

طالب "التربية العسكرية" يتحدث

ويروي أحد طلاب التربية العسكرية، الذين شاركوا في تنظيم الحفل، لـ"الترا صوت" ما جرى، يقول: "أمرنا العقيد المسؤول عن فترة الخدمة بالتواجد في تمام الساعة الثامنة والنصف بعد الإفطار مباشرة بجوار قبة جامعة القاهرة بالزي العسكري لمساعدة منظمي الحفل".

ويضيف: "فوجئنا بتقسيمنا إلى مجموعات، الأولى مسؤولة عن تأمين المسرح، والثانية عن تأمين الشخصيات المهمة، والثالثة عن تأمين المكان بشكل عام، وبعضنا كان مسؤولاً عن ترتيب موائد السحور، ومجموعة أخيرة تمركزت عند عربات الفول لغرف الطعام، وجلبه إلى الموائد".

ويصف ما جرى بـ"السخرة" موضحًا: "تمّ التعامل معنا بطريقة مهينة، خدمنا طلاب جامعات مثلنا، وبعضهم تجاوز وتعامل معنا كعمَّال، وضربونا، وتأمَّروا علينا، وحين شكونا للرائد المسؤول عن المجموعة.. قال: عرفتم قيمة ضبط النفس الذي نتحلّى به في الشارع؟". واعترف رئيس جامعة القاهرة جابر نصًار في أول رد فعل له بحدوث تجاوزات ومشاكل وسوء تنظيم خلال الحفل، ووصف الحديث الدائر عن أبعاد سياسية للحفل بـ"الإفك".

اقرأ/ي أيضًا: الثانوية العامة.. الحكومة هي المجرم

جبهة طلاب "أبو هشيمة"

اعترف رئيس جامعة القاهرة إثر سحور الجامعة بحدوث تجاوزات ومشاكل وسوء تنظيم خلال الحفل، لكنه وصف الحديث عن أبعاد سياسية للحفل بالكذب

وحول فريق "How To Be"، منظم الحفل، الذي ثارت حوله شكوك نظرًا لتمويل "أبو هشيمة" له باعتباره ظهيرًا سياسيًا لأعماله داخل الجامعة، قال "نصار": "الفريق من طلاب جامعة القاهرة واقترح تنظيم السحور كأي فريق آخر وله الحق في ذلك، ولقد وافقت منذ عدة أيام على قيام مجموعتين طلابيتين بتنظيم إفطار بالجامعة بكلياتهم، ولذلك نحن لا نميز أبدًا بين الطلاب، وأتحدى من يثبت غير ذلك".

فيما تردَّدت أنباء عن محاولات أجنحة داخل النظام تلميع "أبو هشيمة"، ودفعه إلى مناسبات عامة سواء بالتواجد أو التنظيم أو التمويل والرعاية لتجهيزه لدور أكبر في الفترة المقبلة، وهو ما رفضه "نصار" في وقت مبكر.

كان "نصار" رافضًا لأي شبهة نشاط سياسي داخل جامعة القاهرة، إلا أن ضغوطًا أجبرته على تنظيم ندوة تحمل اسم رجل الأعمال داخل الجامعة مجانًا، وجاء الحفل السحور ليؤكد سقوط الجامعة في أحضان "المال السياسي"، وفقًا لوصف اتحاد طلاب جامعة القاهرة، الذي اختتم بيانه الخاص بجملة "المال السياسي يخترق الجامعات في محاولة جهنمية للسيطرة على عقول الطلاب".

اقرأ/ي أيضًا:

"شاومينج" لا يموت.. تسريبات "ثانوية مصر" مستمرة

مصر.. "شاومينج" في مهمة إنقاذ طلبة الثانوية العامة