15-سبتمبر-2016

(Getty) محمد ديب

أعلنت "جمعية الدار الكبيرة" في مدينة تلمسان، والتي تعنى بالاحتفاء بالإرث الأدبي للروائي محمد ديب (1920-2003) والحفاظ عليه، عن القائمة الطويلة للجائزة التي تحمل اسمه، في القصة القصيرة والرواية، باللغات الثلاث، العربية والأمازيغية والفرنسية، وضمت القائمة ثمانية عشر اسمًا شابًّا. 

يعدّ محمد ديب من مؤسّسيي الرواية الجزائرية باللغة الفرنسية، وقد حافظ على الروح الجزائرية

الفائزون باللغة العربية هم: عبد القادر بوضربة وآمال بوشارب ومحمد جعفر ومحمد فلتينة وعبد الخالق قادري ومحمد الصالح قارف، فيما فاز باللغة الفرنسية كل من: نصيرة بلولة ومصطفى بوشارب وقمرة بوقرة وفرياني أمزيان ورياض حاضر وفريدة حمودي ومحمد حوات ومحمد مغاني وجمال ماتي وموسى بوجمعة صافي، بينما لم يفز باللغة الأمازيغية إلا إبراهيم تازاغارات ولويزة أوزلاق. 

اقرأ/ي أيضًا: ملتقى الأنوار.. فضاء للسؤال الحر في الجزائر

وفي تصريح لـ"الترا صوت"، يقول عضو من لجنة التحكيم، يلزمه قانون الجائزة بعدم ذكر اسمه، إن تفوق عدد الفائزين باللغة الفرنسية، بالمقارنة مع اللغتين الأخريين، يعود إلى عامل معنوي هو أن الجائزة تحمل اسم كاتب باللغة الفرنسية أصلًا، وأن قلة الفائزين باللغة الأمازيغية تعود إلى أن هذه اللغة حديثة عهد بالنشر، "فقد كانت رواية "نوجة وسلاس" لإبراهيم تازاغارات عام 2010 هي الرواية الأولى من حيث النشر". 

محدّثنا قال إنه سيتمّ الإعلان عن القائمة القصيرة أسبوعًا قبل الحفل الختامي يوم 22 تشرين الأول/أكتوبر في مدينة تلمسان، من طرف لجنة التحكيم التي تضمّ كتّابا ونقادًا وباحثين جامعيين، مذكرًا بـ"أننا تلقّينا 72 مشاركة أولية منها 51 باللغة الفرنسية". 

ونوّه الروائي عبد القادر بوضربة، الذي ضمّت القائمة الطويلة لـ"جائزة محمد ديب" في دورتها الخامسة، روايته "رقصة القمر"، بالتعدّد اللغوي الذي تتميّز به الجائزة: "الجزائريون يكتبون ويقرؤون باللغات الثلاث، وآن لهم أن يعترفوا بهذه الحقيقة اللغوية، ويجتمعوا تحت مظلة جائزة واحدة، لا يراعي محكّموها إلا المعاييرَ الجمالية". 

يضيف بوضربة لـ"الترا صوت" أن "جائزة محمد ديب" باتت من الجوائز القليلة في الجزائر، "ولا أرى أن هناك مبررًا لهذه الندرة في الجوائز، التي تحتفي بالإبداع والمبدعين، في بلد رائد أدبيًا مثل الجزائر، بحيث أصبح معظم كتابه يستنجدون بالخارج ليثبتوا ذواتهم". 

يُشار إلى أن محمد ديب يعدّ من الآباء المؤسّسين للرواية الجزائرية المكتوبة باللغة الفرنسية، وقد حافظ في متونه الكثيرة، منها ثلاثيته الشهيرة، "الدار الكبيرة"، 1952، و"الحريق"، 1954، و"النول"، 1957، على الروح الجزائرية، وتطلعات الإنسان الجزائري إلى الحرية والانعتاق، فكان بذلك القلم الذي عبّر عن ضمير الشعب بشروط الفن، رغم أنه عاش سنواته الأخيرة ودفن في الخارج، وكان يقول: "إن أخيلتي وتصوراتي نابعة من اللغة العربية، فهي لغتي الأم، إلا أنها مع ذلك تعتبر موروثًا ينتمي إلى العمق المشترك. أما اللغة الفرنسية فتعتبر لغة أجنبية مع أني تعلمت القراءة بواسطتها، وقد خلقت منها لغتي الكتابية". 
 
اقرأ/ي أيضًا:

الدورة الأولى من "المهرجان السينمائي الاسكندنافي"

معرض مكتبة الأسد.. رسائل النظام السوري الهزلية