18-سبتمبر-2022
هولندا

أثارت القصص المفبركة ذعرًا بين سكان البلدة (Getty)

رفعت بلدة هولندية صغيرة على منصة تويتر دعوى قضائية أمام المحكمة يوم الجمعة، وذلك لمطالبة عملاق وسائل التواصل الاجتماعي بإزالة جميع الرسائل المتعلقة بقصص متداولة مفبركة حول عصابة في البلدة، أفرادها "غلمانيون من عبدة الشيطان" وأنها جماعة ذات نشاط إجرامي قديم ومسؤولة عن سلسلة من الجرائم، بحسب الروايات المختلقة والمتداولة على نطاق واسع على تويتر. 

البلدة التي تقدمت بالدعوى هي بلدة صغيرة في وسط هولندا، يبلغ عدد سكانها 35،000 نسمة فقط، وقد كانت خلال الأعوام القليلة الماضية محور قصص مؤامراتية مفبركة عديدة

البلدة التي تقدمت بالدعوى هي بلدة بوديغرافن الصغيرة في وسط هولندا، يبلغ عدد سكانها 35،000 نسمة فقط، وقد كانت خلال الأعوام القليلة الماضية محور قصص مؤامراتية مفبركة عديدة، بدأت حين شرع ثلاثة أشخاص في نشر قصص لا أساس لها من الصحة حول "سرّ غامض" في البلدة يتعلق بجرائم متسلسلة راح ضحيتها أطفال في الثمانينات، وهو ما تنفيه السجلات والسلطات الرسمية. 

وبحسب أحد الأشخاص الذي يقفون وراء تلك المرويات المختلقة، فإنه قد كانت لديه ذكريات مفزعة من طفولته، وذلك عندما شاهد أشكالًا مختلفة من سوء المعاملة من قبل مجموعة من الأشخاص ضد الأطفال في بوديغرافن، وهي ادعاءات أثارت القلق على نطاق واسع بين سكان البلدة، ولاسيما بعد أن تفاعل بعض المهووسين مع القصص وبدأوا بزيارة بعض الأحياء فيها ووضع رسائل وأكاليل ورود على قبور أطفال فيها، يزعم أنهم ضحايا تلك العصابة "الشيطانية". 

إزاء ذلك، تحرك مسؤولون في البلدة لوضع حدّ لهذه الفبركات، وتم رفع قضية في محكمة لاهاي الابتدائية يوم الجمعة، دون أن يصدر عن شركة تويتر وفريقها القانوني أي تعليق رسمي حول ذلك، على حد ما جاء في تقرير لرويترز

وبحسب التقرير ذاته، كانت المحكمة نفسها قد أصدرت حكمًا في العام الماضي  يقضي بسجن ثلاثة أشخاص مسؤولين عن نشر هذه النظريات حول البلدة، وإلزامهم بحذف جميع تغريداتهم وتهديداتهم وجميع أشكال المحتوى لمتعلق بالقصة والتأكد من عدم ظهور أي منها وتداولها مرة أخرى. لكن ورغم هذا القرار، فإن القصص حول بلدة بوديغرافن (Bodegraven) ما تزال متداولة بين رواد وسائل التواصل الاجتماعي، ولاسيما على تويتر، وهو ما دفع مسؤولين فيها إلى مقاضاة شركة تويتر نفسها. 

ونقلت رويترز عن صحيفة دي فولكس كرانت الهولندية عن محامي بلدة بوديغرافن "سيس فان دي زاندن" قوله يوم الجمعة "إذا لم يلتزم مروجو هذه القصص المفبركة بالتوقف عن نشاطهم المضلل، فإن على المنصات نفسها التحرك ومعالجة الأمر". وبحسب المحامي، فإن البلدة طالبت تويتر رسميًا في تموز/يوليو الماضي بتعقب وضبط جميع الرسائل المتعلقة بقصة بوديغرافن وإزالتها، لكنها لم تتلق أي رد من الشركة الأمريكية، التي بدت أنها تجاهلت القضية ولم تتعامل معها على النحو اللازم.

تواصلت البلدة رسميًا مع شركة تويتر لمساعدتها في التخلص من التغريدات المفبركة حول العصابة، إلا أن الشركة لم تستجب لذلك 

يذكر أن الرجال المسؤولين عن هذه الإشاعات الخطيرة حول بلدة بوديغرافن يقبعون حاليًا في السجن، حيث تمت إدانتهم في قضايا أخرى أمام المحاكم بتهمة التحريض وتوجيه تهديدات بالقتل إلى مجموعة من الأشخاص بما في ذلك رئيس الوزراء مارك روتي ووزير الصحة السابق هوغو دي جونج.