01-أغسطس-2023
لوحة لـ دانيلو موفتشان/ أوكرانيا

لوحة لـ دانيلو موفتشان/ أوكرانيا

سر

 

عَطِشٌ لمعنى الماءِ فيكِ؛ ليس للماء

 

بحثُ اللاممكن

 

لو تسنىّ لي ما يكفي من الجهدِ والصبرِ

لن أبحثَ عن حصانٍ هزيلٍ يَجرُ العربةَ

وسأسعى إلى فرسٍ أصيلةٍ

إذا ما سقطتُ يومًا عن صهوتها

تحومُ حولي، تتشممُ جروحي

وسَتدلُّ المنقذَ عليّ

ولنْ آخذَ معي كلبًا في رحلةِ الصيد

سأقتني ذئبًا يَتَرفعُ عنَ الفطائس

ويدفعُ عني الكلابَ والغربان.

وإذا ما تعبتُ سأستفتي قلبي

وأهدرُ عَسلهُ الطيب للذي يستحقهُ

وسُمّهُ الزعافَ لذبابِ الوشاة ولحُسّادي

وسأمضي لأزدادَ في القناعة

وينقصونَ هم في الطمع.

 

الذي لي والذي لكم

 

لي أخطائي ولكمُ النصائحُ

لي البردُ ولكمُ السلامُ والنارُ

لي حصاني ولكمُ الرهانُ

لي الصبحُ ولكمُ الغروبُ

ولي أنا ولكمُ أنا أيضًا!

 

لي المرآةُ ولكمُ صورتي

لي صورتي ولكمُ الخدوشُ

لو تعلمونَ كمْ كسبتُم وخسرتُ!

لي رهانُكم على خسراني

ولي رهاني كيفَ نجوتُ..

ولي مالا أستطيعُ آخرًا

ولكم قتلي آنَ قَدرتمُ.

فافعلوا "يا أولي...".

 

لي رايةٌ بيضاء، ادّخرتُها لـ"للشديد القوي"

ولكمُ راياتُكمُ السوداء، استثمروها ما شئتم

ولي الصلابةُ منذُ فقدِ "العزيزين" على قلبي

إلى لحظةِ توهمي بدائرةِ الخديعةِ تحيطُ بي

ولكم أن تصدّقوا: كم صَدّقتُكم، وكذّبتُ قلبي

 

وها أنا أقولُ: لكم مالكمُ، ولي مالي

فإما أخرِجُ وحشَ قلبي، وأذرفكم جَمعًا

وإما أكتفي

بالذي لي ولا شريكَ لهُ!

 

شساعةُ الأمنية

 

اتركوا لي حبيبتي

وخذوا هواء الحدائق

اتركوا لي منفضة سجائرها

وخذوا طاولة المقهى الذهبية

اتركوا لي قصيدتها على حواف فنجانها

واستملكوا مزارع البن في جميع العالم..

 

خذوا الكوميديا، ألعابَ السيرك والخفةَ والسحر

الأفلامَ الطويلة، والقصيرة، النوفيلا والموسيقى

واتركوا لي ضحكتها، فقط ضحكتها

 

اتركوا لي حروبها الصغيرة معي

حيث نرجع إلى البدايات ويختفي الزعل

وخذوا حروب العالم إلى هاوية الانتحار

لتموت وحيدةً وبلا أحد يبكي عليها.

 

خذوا كلَّ شيء، كلَّ شيء

واتركوا لي منها ولو شيئًا صغيرًا

عطرَها ربما أو قميصَها المعدّ للغسيل

تلويحتها في محطةِ القطارات السريعة

وربّما حقيبتها المنسية بأسرارها الصغيرات

 

خذوني إلى حيثُ تريدون من المصادفات

واتركوا لها يومًا سعيدًا لئلّا تراني مكسورًا

وعاجزًا عن التقاطِ نجمتها البعيدة

 

حصة المنتصر

 

‏في رحلةِ الغرقِ

وحيثُ تنقصُ الأحلامُ والأوكسجين

أهديكِ حصتي من الهواء.

 

امرأة داخلي

 

ولأني كثيرٌ بك أيتها الكثيرةُ

تحيطني ظلالي كقطيعٍ من الأيائل

 

خيلُ قلبي

 

أعيرُ عيني للذين لم يُصدقوا

أنك كائن لامرئيّ أبدعه خيالي

من ريح صافية ونار نقية

 

أعير أذني

للذي لم يسمع صهيل خيل في قلبي

ولم ير الغبار المتطاير من تحت حوافرها

كلما ارتسم اسمك كطيف على ستارة البال

 

أعير وجهي

عيني المليئتين بالبريق

للذين تعبرين بالقرب منهم نيزكًا نادرًا

ويبقون على حيادهم، لا تقتلهم الدهشة

ولا خلاصَ من صدمة اللمعان.

 

حيلة

 

‏في مرآتي

لا أرى عينيَّ

أرى عينيكِ..

 

ما يفعله الشوقُ

يُشبهُ الخدعةَ!