01-يناير-2021

ميشال حايك على شاشة Mtv اللبنانية

لم يستجب الخليفة العباسي المعتصم بالله لتنبؤات المنجمين في قصره، عندما نصحوه بتأجيل معركته ضد الروم إلى فصل الصيف، بل تقدّم لمحاربتهم على الفور في معركة العمورية التي حقق فيها انتصارًا كاسحًا، ما دفع الشاعر أبو تمام إلى نظم قصيدته الشهيرة التي جاء في مطلعها "السيف أصدق أنباء من الكتب.. في حدّه الحدّ بين الجدّ واللعب". اللبنانيون للأسف لا يمتلكون قائدًا كالمعتصم يثقون به، والوعود التي يغرقهم بها أهل الحكم تذهب جميعها أدراج الرياح، وآخرها كان الوعد الكاذب الذي أُطلق بُعيد تفجير مرفأ بيروت في الرابع من آب/أغسطس الماضي، بكشف الحقيقة الكاملة عن ملابسات التفجير خلال خمسة أيام فقط.

يستخدم ميشال حايك لغة فضفاضة لصياغة توقعاته، ما يرفع بشكل كبير من نسبة الحديث عن تحققها

وفي ظل غياب الثقة بالطبقة السياسية، يلجأ اللبنانيون نهاية كل عام إلى المنجمين والمشعوذين الذين يملأون الشاشات في سهرة رأس السنة، مطلقين جماح مخيلتهم، فيغرقون الهواء بعشرات التوقّعات التي تطال مختلف جوانب الحياة السياسية، الاجتماعية، الاقتصادية وغيرها. وبالرغم من كثرة المنجمين في الفترة الأخيرة، فإن الأنظار بشكل رئيسي تتوجّه كل عام إلى الرقم الأصعب في هذا المجال: ميشال حايك.

اقرأ/ي أيضًا: الجنّيّ شركس يدخل حياة الجزائريين.. كيف حدث ذلك؟

يستخدم ميشال حايك لغة فضفاضة لصياغة توقعاته، ما يرفع بشكل كبير من نسبة تحققها. يطرح أكثر من 200 توقّع كل عام، القسم الأكبر منها لا يتحقق، لكنه يتقن جيدًا لعبة تظهير توقعاته الصحيحة، فيبدو بسببها كالرجل الخارق القادر على اكتشاف المجهول. وكما كل سنة، وبعيد توقعات ميشال حايك في ليلة رأس سنة 2020-2021، انقسم اللبنانيون بين معجب بحايك ومصدّق لموهبته، وبين غالبية مشكّكة بها وترى أنها مجرّد تلاعب بالكلمات الفضفاضة، فيما يرى قسم آخر أن حايك وأمثاله، ليسوا سوى موظّفين لدى أجهزة مخابرات محلية أو خارجية، تستخدمهم لتوجيه رسائل في اتّجاهات مختلفة.

وكما جرت العادة في السنوات الأخيرة، تصدّر وسم #ميشال_حايك اهتمام متابعي تويتر في لبنان، واستخدمه المغردون أكثر من ثمانية آلاف مرة في ساعات قليلة، للتعبير عن آرائهم المختلفة والمتباينة بتوقعًات الرجل.

 

ولم تقتصر التغريدات على اللبنانيين، بل شملت ناشطين من مختلف الدول العربية، خاصة وأن حايك يخصّص قسمًا من توقعاته للأحداث العربية والعالمية. 

عدد كبير من المغردين رفضوا تصديق ميشال حايك انطلاقًا من خلفية دينية، مستندين إلى الحديث النبوي "كذب المنجمون ولو صدقوا". مغرّد لبناني يستخدم اسم زياد، نشر مقطع فيديو لتوقعات لميشال حايك منذ 2014 وحتى اليوم، جميعها لم تصدق، كتوقعه مثلًا أن بشار الأسد سيتنازل عن الرئاسة في 2014، وقد وصف زياد ميشال حايك بالكاذب. فيما سخر مغرد آخر من حايك، وانتقد الأسلوب السوداوي الذي يستخدمه لنشر الأجواء السلبية في نفوس اللبنانيين، في وقت يُفترض أن يتبادل الناس التهاني والتمنيات بسنة أفضل من سابقاتها.

المغردون السعوديون توقّفوا بشكل خاص عند توقعات ميشال حايك، خاصة وأنه ركز في تناوله على ولي العهد محمد بن سلمان، حيث توقّع أنه سيكون أمام سنة صعة جدًا يواجه فيها الكثير من الصعوبات. وقد بدا لافتًا الاهتمام المتزايد للمتابعين السعوديين بتغريدات حايك لاستكشاف المستقبل، فيما اتهمه بعضهم بأنه مشارك في مؤامرة لتشويه صورة المملكة، فيما غضب مغردون كويتيون من توقعات لحايك تتعلق بأمير البلاد الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح. ردات فعل تظهر بأن الجمهور في بعض الدول  يتعامل مع التوقعات بجدّية أكثر من اللزوم!.

 

اقرأ/ي أيضًا:

متى ينتهي العالم؟.. قصص 14 نبوءة فاشلة آخرها 2020

تميمةُ العاجز.. أرسلها لتصبح عميدًا في البحرية!