28-أغسطس-2018

مورينيو يتكبّد أكبر خسارة على أرضه في تاريخه كمدرّب (Getty)

عمّت أرجاء مسرح الأحلام كارثة من العيار الثقيل، بهزيمة ثقيلة مني بها الشياطين الحمر أمام توتنهام هوتسبيرز بثلاثة أهداف دون رد، الأمر الذي جعل اليونايتد يخسر مباراتين في أوّل ثلاث جولات بالبريميرليغ، وهو ما لم يحدث مع عملاق الكرة الإنجليزية منذ أوّل موسم في الدوري الإنجليزي الممتاز، وتحديداً موسم 1992-1993، وحينها كان المدّرب الأسطوري أليكس فيرغسون على رأس الفريق، لكنّ الإدارة صبرت عليه قليلاً ونال كأس البطولة في نهاية الموسم.

كذلك كسر توتنهام عبر هدّافه هاري كين عقدة عمرها 4 أعوام وثمانية أشهر، وهي آخر مرّة استطاع بها لاعبوه أن يسجّلوا بها هدفاً، وكانت مع بداية عام 2014 بأقدام كريستيان إيريكسن، وهي أكبر خسارة للبرتغالي مورينيو على أرضه في مسيرته التدريبية، بعكس المدرّب بوكيتينيو الذي قاد توتنهام وأحرز ليلة الإثنين الانتصار رقم 200 في مسيرته كمدرّب.
 

رأسية هاري كين تمنح توتنهام أوّل هدف له في الأولد ترافورد منذ 4 أعوام

لا يوجد مجال للمقارنة بين ما حدث قبل 26 عاماً مع السير فيرغسون، وما يجري الآن مع المدرّب الحالي  جوزيه مورينيو، فالمدرّب البرتغالي كان سبباً رئيسياً في خروج اليونايتد العام الماضي من دوري أبطال أوروبا أمام إشبيليا، ولا يبخل في أي مناسبة بإزاحة اللوم عن نفسه تجاه التحكيم، وأحياناً لاعبي فريقه، قبل أن يستفزّ مشجّعي النادي بإلقائه اللوم على تاريخ النادي أواخر الموسم الماضي.

لم يذق اليونايتد طعم الهزيمة مرّتين في أول 3 جولات بالبريمير ليغ منذ النسخة الأولى من البطولة

بدأ مورينيو الموسم الحالي من الدوري الإنجليزي بفوز ضئيل على ليستر سيتي 2-1، قبل أن يتعرّض لخسارة كارثيّة وتاريخية أمام برايتون 3-2، وهنا نادى الكثيرون من محلّلين ومشجّعين وخبراء برحيل مورينيو، وانتقدوا إدارة النادي التي احتفظت به، في وقت أشاعت الصحافة البريطانية الكارهة للمدرّب البرتغالي خبر اقتراب الإدارة من التوقيع مع مدرّب ريال مدريد السابق زين الدين زيدان مع الشياطين الحمر بدلاً من مورينيو، سيّما وأن الأخير طالب الإدارة بمزيد من التعاقدات في الانتقالات الصيفية خصوصاً بخط الدفاع، لكنّ موسم الانتقالات الصيفية انتهى دون أن تفعل الإدارة ذلك، الأمر الذي أغضب الكثير من عشّاق النادي.

شكّلت لعبة توتنهام تحدّياً خاصّاً لمورينيو، فهي المباراة الأولى مع أحد كبار البريمير ليغ في هذا الموسم، والفوز بها سيسكت الكثير من الأقلام، وأي نتيجة غير ذلك، تعادلاً كانت أم خسارة، ستأخذ به وبتاريخه الحافل نحو المجهول.

أهدر لوكاكو العديد من الفرص السهلة لليونايتد

مع بداية المباراة قدّم لاعبو مورينيو أفضل شوط لهم منذ سنوات، بل كاد الوافد الجديد فريدريكو سانتوس الملقّب بفريد أن يفتتح النتيجة مع مرور 24 ثانية فقط من بداية اللقاء، حيث لعب مورينيو في هذا الشوط بثلاث مدافعين وتكفّل مهاجموه بإضاعة الكثير من الفرص السهلة، ومنها ما لا يليق بلاعب محترف أن يهدره كما فعل البلجيكي روميلو لوكاكو عندما راوغ الحارس لوريس وسدّد الكرة بجانب المرمى الخالي تماماً، فانتهى الشوط الأوّل بالتعادل السلبي، حيث سدّد نجوم اليونايتد على مرمى توتنهام أكثر من 10 كرات ذهبت كلّها سدى..

اقرأ/ي أيضاً: دوري أبطال أوروبا.. هذا ما جناه مورينيو على مانشستر يونايتد

وفي الشوط الثاني تغيّرت الأمور تماماً، فتلقّى اليونايتد هدفين في أقلّ من دقيقتين 50 و52 من أخطاء دفاعيّة قاتلة عبر هاري كين ولوكاس مورا، وهنا ضاعت خطوط الفريق قبل أن يجري المدرّب البرتغالي ثلاث تبديلات علّها تنقذ الموقف، لكنّ المهاجمين استمرّوا بإهدار الفرص السهلة، مقابل استسلام الخطوط الخلفية وارتكابها أخطاءً ساذجة تسبّبت بهدف ثالث عبر مورا نفسه بالدقيقة 85، الأمر الذي أكّد مخاوف مورينيو أمام الإدارة التي لم تستجب لمطالبه في تعزيز الصفوف الخلفية خلال فترة الانتقالات الصيفية التي انتهت.

فقد مورينيو السيطرة على نفسه في المؤتمر الصحفي بعد خسارة توتنهام

في الدقائق الأخيرة من المباراة وتحديداً في الوقت بدل الضائع، توجّه مورينيو بكلّ روح رياضيّة إلى مدرّب الفريق الخصم وهنّأه بالفوز، في وقت ترك به البعض من أنصار اليونايتد مقاعدهم خاوية، ولم ينتظروا إطلاق الحكم لصافرة النهاية. ومع نهاية اللقاء أراد مورينيو مواجهة الحقيقة "أمام عدسات الكاميرا على الأقل"، فنزل إلى أرض الملعب وواسى لاعبيه وصفّق للجماهير المتبقّية وحيّاها، والتي ردّت هي بالتحيّة وصفّقت له على هذه البادرة غير المعهودة، وكأنّه يوجّه لهم رسالة بعينيه مفادها "أنا أعتذر من هذه الهزيمة، لقد لعبت شوطاً جميلاً لكنّ المهاجمين وخط الدفاع والإدارة التي لم تجلب لي اللاعبين خذلتني"، علماً أنّ اليونايتد تلقّى في ثلاث مباريات فقط 7 أهداف، ربما نسي مورينيو أن توتنهام هو النادي الوحيد الذي لم يجلب أيّ لاعب جديد إلى صفوفه في هذا الموسم..!

سجّل البرازيلي لوكاس مورا هدفين واستحقّ أن يكون نجم اللقاء

أراد مورينيو من هذه الحركة امتصاص غضب الجماهير في ذروته، والحفاظ على ردود أفعاله التي لطالما فقد السيطرة عليها بإطلاق تصريحات نارية تغضب جميع من حوله، وفي المؤتمر الصحفي بان ذلك بوضوح، فابتعد مورينيو عن شخصيته "المتعجرفة"، ولم يصف نفسه بـ "السبيشال ون"، حيث أشاد بالروح القتاليّة للاعبين، وبجماهير اليوناتيد التي صفقت للفريق رغم الهزيمة التاريخية، فالفريق متّحد، ولا يوجد اتّحاد داخل فريق دون مدرّب حسبما قال. كلّ ذلك يوحي أن مورينيو عاد إلى رشده وابتعد عن غروره بعد هذه الصدمة، ولكن بعد حديث المدرب البرتغالي عن الروح الجماعية والاتحاد بين اللاعبين وأمور أخرى، سأل أحد الصحفيين مورينيو عن الخسارة بثلاثة أهداف دون رد، وهنا فقد مورينيو السيطرة على نفسه، وعاد إلى سياساته الدفاعية والتبريرية، فأجاب الصحفي بغضب، لقد فزت بثلاثة ألقاب للدوري أكثر من جميع مدرّبي الفرق الـ19، أرجو المزيد من الاحترام"، وغادر مورينيو المؤتمر غاضباً، وربّما سيفكّر هذا المدرّب ليلة الخسارة القاسية بأسباب فقدانه السيطرة على نفسه بعد سؤال من صحفي، أكثر من أسباب خسارة فريقه التاريخية أمام توتنهام.

نتيجة تاريخية لتوتنهام في الأولد ترافورد

اقرأ/ي أيضاً:

هل سيعيد مورينيو الأمجاد لليونايتد أم سيكتفي بتصريحاته الناريّة؟

اليونايتد يقدّم لمورينيو هدية عيد ميلاده.. تعرف على حكاية "سبيشيال ون"