14-يوليو-2021

ردود فعل مستمرة على حريق المستشفى في العراق (Getty)

الترا صوت – فريق التحرير

أثارت المأساة التي وقعت بالناصرية ردود فعل غاضبة، فخرج المئات الليلة الماضية أمام مستشفى الحسين التعليمي، وهم يهتفون: "السياسيين حرقونا". وتعالت صيحات المحتجين متهمة المسؤولين بالفساد والإهمال وضعف الأمن، وعند مشرحة المدينة، انتشرت مشاعر الغضب بين المواطنين الذين تجمعوا في انتظار تسلم جثث ذويهم، وقال شاب من بين المحتجين لوكالة "فرانس برس"، "على الدولة اتخاذ التدابير المطلوبة في مثل هكذا أماكن التي تتعلق بحياة الناس، والتصدي للفاسدين لوضع حد لهذه المآسي".

أثارت المأساة التي وقعت بالناصرية ردود فعل غاضبة، فخرج المئات الليلة الماضية أمام مستشفى الحسين التعليمي، وهم يهتفون: "السياسيين حرقونا"

وقال شاب آخر كان ينتظر أمام المشرحة لتسلم جثة شقيقه: "لم تكن هناك استجابة سريعة للحريق، ولم يكن هناك عدد كاف من رجال الإطفاء. المرضى ماتوا حرقًا، إنها كارثة".

اقرأ/ي أيضًا: حريق مستشفى الحسين يوحد الناشطين العرب ويعيد التذكير بكوارث دولهم خلال الجائحة

وأضاف  مسعف يعمل بالمستشفى رفض ذكر اسمه، لوكالة "رويترز"، "إن غياب إجراءات الأمن والسلامة الأساسية كانت أحد الأسباب الرئيسية لوقوع الحادث. المستشفى لا يوجد به نظام للإطفاء ولا حتى جهاز للإنذار من الحرائق"، وتابع أنه قبل أن يدخل المبنى المحترق كان الحريق قد حاصر الكثير من المرضى في العنبر المخصص لمصابي كورونا،  وأن رجال الإنقاذ واجهوا صعوبة في الوصول إلى هناك.

هذا وأصدرت محكمة استئناف محافظة ذي قار جنوبي العراق، أمس الثلاثاء، أوامر بالاعتقال في حق  13 مسؤولٔا في مديرية الصحة بالمحافظة، من بينهم مدير الدائرة العام، صدام الطويل. وقال رئيس مجلس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، إن بلاده بحاجة ملحة إلى إطلاق عملية إصلاح إداري شامل، وهناك مسؤولية تطوّق أعناقنا دفعت في كل مرّة إلى اتخاذ خطوات كبيرة لمعالجة الخلل ومحاسبة المُسيء، وهذا ما سنفعله في قضية مستشفى الحسين التعليمي بمدينة الناصرية.

وفي السياق ذاته، قالت مصادر برلمانية عراقية، إن كتل برلمانية بدأت بجمع ما يكفي من التواقيع من أعضاء البرلمان، لاستجواب رئيس الوزراء على خلفية حادثة الحريق، وأضافت المصادر أن كتلة "صادقون" التي يتزعمها رئيس حركة "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي، هي من تبنّت هذا المسعى، وأن أعضاءها باشروا بالفعل بجمع التواقيع.

من جانبه، قال تحالف "سائرون"، أكبر الكتل في البرلمان، إنه "لا بد للحكومة  أن تأخذ دورها الحقيقي في حماية أرواح المواطنين، وأقل ما يمكن أن تقوم به هو الكشف عن الأيادي الخبيثة التي تسببت بهذه الكارثة الإنسانية ومحاسبتها".

وطالب نائب رئيس مجلس النواب العراقي، حسن الكعبي، الحكومة بفتح تحقيق فوري للكشف عن ملابسات الحادث، ووضع حد لتكرار مسلسل الحرائق، والإسراع بمحاسبة جميع المقصرين، ليضيف أن البرلمان سيخصص جلسته المقررة في وقت لاحق  لمناقشة أسباب وتداعيات فاجعة حريق المستشفى.

 رئيس مفوضية حقوق الإنسان، وهي مؤسسة شبه رسمية تحدث عن أن حريق يوم الاثنين يظهر مدى تهاوي إجراءات السلامة في النظام الصحي بالبلاد، والتي تعاني من الشلل بفعل الحرب والعقوبات، وأضاف علي البياتي أن تكرار تلك الحوادث المأساوية يعني عدم اتخاذ إجراءات كافية للأمن والسلامة لمنع تكرارها.

وفي ردود الفعل الدولية، عبر السفير الأمريكي لدى العراق، ماثيو تولر، التزام الولايات المتحدة بدعم العراق في خضم هذه المأساة وتداعيات جائحة فيروس كورونا، وجاء في بيان نشرته  السفارة على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، "أشعر بعميق الحُزن لسماع أنباء الحريق المُروع في مستشفى الحسين في الناصرية وأُعرِبُ عن عظيم الأسى للضحايا".

هذا واهتمت الصحف العراقية والدولية بأسباب وتداعيات الحريق. صحيفة "الزمان" العراقية طرحت السؤال ما السبب في هذه الحرائق ولم لا يمكن استبعاد تكررها خاصة في المؤسسات المهمة؟ ورجحت الصحيفة سبب تكرر الحرائق إلى أسباب سياسية وإدارية، وأن المسؤولين على تلك المؤسسات بدءٔا من الوزراء هم أفراد غير مؤهلين، ونتاج أحزاب لا تهمها إلا مصالحها الذاتية وغير معنية بمصالح البلاد والمواطنين.

عبر السفير الأمريكي لدى العراق، ماثيو تولر، التزام الولايات المتحدة بدعم العراق في خضم هذه المأساة وتداعيات جائحة فيروس كورونا

في حين ذهبت  صحيفة "العربي الجديد" الصادرة في لندن إلى اعتبار أن الحريق الذي أودى بحياة العشرات ليس الحادث الأول من نوعه في العراق، حيث إنه يعيد فتح ملفات التهالك في البنى التحتية للمؤسسات الصحية وضعف منظومات الدفاع المدني وعدم معالجة موضوع  الحرائق المتكرر بالمستشفيات العراقية بالشكل الجاد والمطلوب.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

أعداد ضحايا حريق الناصرية في ارتفاع وسط دعوات لمحاسبة المسؤولين عن الحادث