27-أكتوبر-2022
35 people including 4 children irregular migrants rescued

تم رصد أكثر من 5000 حالة وفاة منذ 2021 (Getty)

قالت منظّمة الهجرة الدولية أن ما يزيد عن 29 ألف مهاجرٍ إلى أوروبا ماتوا على طريق الهجرة نحوها منذ عام 2014، منهم أكثر من خمسة آلاف مهاجر ماتوا منذ كانون الثاني/يناير 2021.

ورصد التقرير الذي صدر في 25 تشرين الأول/أكتوبر "تزايداً في أعداد الوفيات على طرق الهجرة سواءً عبر البحر الأبيض المتوسط أو المسارات البرية إلى أوروبا أو داخلها."

شدّد التقرير على أن الحصيلة الحقيقة من الوفيات تفوق العدد المعلن عنه، والذي لا يشمل حساب القوارب التي تختفي بالبحر دون وجود أي شهود، إضافةً إلى عدم اكتمال عمليات البحث وإحصاء ضحايا الحوادث التي لم يشملها التقرير

وبحسب التقرير فإن آخر الوفيات المسجّلة كانت لتوأم تونسيين حديثي الولادة لقوا حتفهم على قاربٍ يحمل 60 مهاجراً، وقامت شرطة خفر السواحل الإيطالية بإنقاذ الناجيين وأخذهم إلى جزيرة لنبذوشة الإيطالية، وذلك يوم الإثنين 24 تشرين الأول/أكتوبر 2022، وكان ذلك بعد بضعة أيام من احتجاز السلطات في تونس لعائلةٍ بسبب إرسالهم لابنتهم التي يبلغ عمرها أربع سنوات وحدها عبر البحر الأبيض المتوسط. 

كان أخطر طرق الهجرة إلى أوروبا، بحسب التقرير، هو وسط البحر الأبيض المتوسّط الذي ابتلع 2,836 مهاجراً منذ كانون الثاني/يناير 2021، حيث يصل هذا الطريق إلى إيطاليا أو مالطا، وبشكلٍ رئيسي من ليبيا وتونس، ويليه طريق المحيط الأطلسي، الذي يصل غرب أفريقيا بجزر الكناري التابعة لإسبانيا، حيث لقي أكثر من 1,500 مهاجرٍ حتفهم منذ عام 2021.

ويشدّد التقرير أن الحصيلة الحقيقة من الوفيات تفوق ما اشتمل عليه التقرير الذي لم يحسب القوارب التي تختفي بالبحر دون وجود أي شهود، إضافةً إلى عدم اكتمال عمليات البحث وإحصاء ضحايا بعض الحوادث التي لم يشملها التقرير.

اقرأ/ي أيضًا: جرجيس تبكي "حراقتها".. وتبحث عن أشلائهم لدفنها

وكان حالات وفاة المهاجرين السوريين هي الأعلى بحسب التقرير، بعددٍ بلغ 791 سوريّاً ماتوا على طرق الهجرة بين كانون الثاني/يناير 2014 وأيلول/سبتمبر 2022، بينما مات 695 مهاجراً مغربياً في الفترة نفسها، و625 جزائرياً، و384 تونسياً. ويبقى من الصعب تحديد النسبة الدقيقة بحسب بلد أصل المهاجر إذ أن التقرير يقول إن ما يزيد عن 17 ألف مهاجر لم يُعرف أصلهم أو البلد الذي جاؤوا منه. وبحسب التقرير فإن حالات الوفاة يعود أصلها إلى 52 بلداً مختلفاً.

ويسجّل التقرير أيضاً ما أسماه بـ"وفيات الاعتراض" (Pushback Deaths) التي تنجم عن ردّة فعل الشرطة الحدودية وتعاملهم مع اللاجئين. ووثّق التقرير 252 حالة وفاةٍ من هذا النوع منذ بداية 2021، من بينها 97 حالة وفاةٍ في وسط البحر الأبيض المتوسّط، و70 حالة وفاة شرقي البحر الأبيض المتوسّط، و58 حالة وفاة على الحدود التركية-اليونانية، و23 حالة وفاة غربي البحر الأبيض المتوسّط، وأخيراً أربع حالات وفاة على الحدود البيلاروسية-البولندية.

تعود قضية الهجرة غير النظامية إلى الواجهة في أوروبا في الفترة الحالية، مع بروز قضية الهجرة البرية للاجئين من تركيا إلى اليونان، والظروف المزرية التي يقاسيها المهاجرون، هذا غير التعامل القاسي للسلطات اليونانية مع المهاجرين مع تواطؤ السلطات الأوروبية وفقاً لتقريرٍ مسرّب.

ومن ناحيةٍ أخرى، فإن وصول العديد من حكومات اليمين المتطرّف إلى السلطة في أوروبا قد أجّج الخطاب المعادي للمهاجرين، وكان من ذلك مثلاً تعهّد رئيسة الوزراء الإيطالية الجديدة "جورجيا ميلوني" أمام البرلمان الإيطالي بتعاملٍ أكثر حزماً مع الهجرة غير النظامية وإعادة تفعيل فكرة الحاجز البحري للقوارب التي تغادر أفريقيا. ومن الجدير بالذكر هنا أن إيطاليا قد استقبلت ما يزيد عن 77 ألف مهاجرٍ غير نظامي هذا العام.

وصول العديد من حكومات اليمين المتطرّف إلى السلطة في أوروبا قد أجّج الخطاب المعادي للمهاجرين في أوروبا

كما أن قضية المهاجرين قد اشتعلت من جديد في فرنسا في أعقاب قضية الفتاة "لولا"، 12 عاماً، التي تعرّضت للاغتصاب والقتل على يد امرأةٍ جزائريةٍ عمرها 24 عاماً أُدينت بالجريمة بعد انتهاء تأشيرتها وطلب السلطات الفرنسية منها مغادرة البلاد الصيف الماضي. وقد شغلت هذه القضية انتباه الرأي العام، وتحوّلت إلى رمزٍ شعبيٍّ استغلته جهاتٌ مثل اليمين المتطرّف في فرنسا الذي يتصدّره التجمع الوطني، وكان هذا بعد حصول الحزب، الذي ترأسه "مارين لوبان" على أكبر عددٍ من المقاعد البرلمانية في تاريخه بـ89 مقعداً، من أصل 577 مقعد، في الانتخابات التشريعية الفرنسية التي جرت هذا العام.