31-مايو-2021

صورة تعبيرية (Getty)

طوال فترة الحجر المنزلي التي فرضها انتشار فيروس كورونا، تلقت المواطنة البريطانية بايج نيكولسون، البالغة من العمر 29 عامًا، بشكل متكرر صورًا جنسية من شخص غريب عبر الإنترنت، حيث كانت تصل إلى حساباتها عبر الهاتف. في كل مرة كانت تقوم بحظر الحساب المسؤول الذي أرسل تلك الصور عبر وسائل التواصل الاجتماعي كان يظهر حساب جديد ويستمر في إرسال الصور الجنسية. نيكولسون تمتلك تجارة خاصة صغيرة وهي ناشطة على منصة يوتيوب ومنصات التواصل الاجتماعي الأخرى من أجل التسويق لمشروعها، لذلك فهي تقضي أوقات طويلة على الهاتف. وفي إحدى المرات، نشرت تحذيرًا لنساء أخريات على تويتر، ولكن بدلًا من تثبيط سلوك التحرش، زادت وتيرة الصور المرسلة إليها، هذا كما وردت القصة ضمن تقرير نشرته صحيفة الإندبندنت البريطانية.

ربطت عدة دراسات متخصصة الارتفاع في معدلات التحرش الجنسي عبر الإنترنت بمسألة الحجر المنزلي في زمن كورونا، التي ارتفع فيها استعمال الانترنت، ما يؤشر على أن المسألة قائمة أساسًا وتعاني منها النساء الأكثر حضورًا عبر الشبكة 

وأشارت نيكولسون إلى أن المرة الأولى التي حدث فيها ذلك كانت في عام 2004 عندما كانت تبلغ من العمر 13 عامًا فقط. منذ ذلك الحين، تكرر الأمر معها بما يزيد عن 70 مرة عبر منصات سنابشات وفيسبوك وتويتر وإنستغرام وواتساب وغيرها من المنصات والتطبيقات الإلكترونية. كما أفادت نيكولسون بأنه لطالما كان المرسلون رجالًا، ويستخدمون في الغالب حسابات مجهولة ووهمية، لكنها تشير إلى كونها تلقت أيضًا ما يسمى بصور جنسية من أشخاص تعرفهم، بما في ذلك زميل سابق أرسل لها صورًا متعددة غير مرغوب فيها لنفسه  أثناء فترة الإغلاق والحجر المنزلي العام الماضي. وقالت نيكولسون للإندبندنت "كان مثيرًا للإشمئزاز. هل يعتقد أنني سأترك زوجي وطفلي ونذهب في رحلة عند غروب الشمس؟"، وأضافت "لا أعتقد أن رجال القانون يهتمون بنا"، وتابعت بالقول "بصفتي أمًا لفتاة صغيرة، أعلم أنني سأضطر إلى التحدث معها بشأن هذا الأمر عندما يقوم شخص ما بالتحرش بها عبر الإنترنت وهذا احتمال محزن". 

اقرأ/ي أيضًا:  طبيب تجميل برازيلي يتحرش بشابة مصرية ومواقع التواصل تضج بالحادثة

فيما بينت التقارير الواردة حول التحرش الإلكتروني في المدارس الخاصة مدى شيوع إرسال الصور غير المرغوب فيها بين الشباب حيث اكتسبت هذه القضية زخمًا في السنوات الأخيرة. ومن الأمثلة التي حازت تغطية إعلامية كان حين أقيل مدير فريق نيويورك ميتس، جاريد بورتر بسبب إرسال صور فاضحة غير مرغوب فيها إلى مراسلة صحفية، بحسب ما أفادت BBC بتاريخ 19 كانون الثاني/يناير 2021.

قصة أخرى انتشرت على نطاق واسع عن امرأة ظهرت على الإنترنت بعد أن شاركت رقم هاتفها للحصول على جهاز التنفس الاصطناعي لمرضى كوفيد-19 في الهند، وسرعان ما انتشر رقمها وبدأت تصلها الصور الجنسية، بحسب ما نقل موقع vice في نيسان/أبريل 2021. وفي الشهر ذاته، أي في نيسان/ أبريل، نشرت صحيفة الغارديان البريطانية تقريرًا حول الممثل نويل كلارك أفادت من خلاله أن الممثل المذكور قام بالتحرش الإلكتروني بما يقرب من 20 فتاة، وقد علقت عضويته في جائزة البافتا بعد اتهامات بتصويره نساء عاريات دون علمهن، غير أن كلارك نفى هذه التهم كلها. وفي قصة تتعلق بتجربة الشابة بيث فراي، البالغة من العمر 22 عامًا، إذ شاركت رأيها مع صحيفة الإندبندنت بشأن التعرض للتحرش الجنسي إلكترونيًا بالقول "إنه أمر مقرف للغاية. أشعر بالانتهاك والغضب لأن الرجال لديهم الجرأة على إرسال صور كهذه" بحسب ما نقلت عنها الإندبندنت. 

فيما قالت دراسة أعدتها جامعة ليستر، أنه بسبب الطبيعة الجوهرية للحياة إبان فترات الإغلاق والحجر المنزلي في زمن كورونا، فقد تعزز التحرش الإلكتروني، حيث تبين أن ثلث النساء تعرضن لإرسال صور جنسية أو شهدن نوعًا من أنواع التحرش الإلكتروني في بريطانيا. كما توصل تقرير لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في المملكة المتحدة إلى نفس النتيجة ليقول "من المرجح أن ترتفع هذه الحوادث لأن النساء والفتيات يقضين وقتًا أطول على الإنترنت أثناء الوباء". بينما وجدت دراسة استقصائية منشورة عبر مبادرة أنهوا العنف ضد المرأة، أن 17% من النساء قد وصلتهن مواد إباحية غير مرغوب فيها خلال شهرين فقط من العام الماضي.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

في زمن تحيز المنصات العملاقة.. "باز" مساحة للسردية العربية

إعلانات الفنانين الحاصلين على الإقامة في الإمارات تثير موجة سخرية وانتقادات