29-مايو-2021

يبدو أن الأحداث الأخيرة التي شهدتها فلسطين المحتلة ستكون لها تبعات كبيرة على عدة مستويات وفي مجالات مختلفة، خاصة في ما يتعلق بالحرب الإعلامية التي قادها الناشطون الفلسطينيون والعرب عبر منصات التواصل الاجتماعي، لنقل صورة الإجرام الذي مارسته آلة القتل الإسرائيلية في وجه الفلسطينيين، وآخر التطورات في هذا المجال كان الزحف الجماعي لأعداد كبيرة من الناشطين إلى تطبيق باز العربي، واستخدامه للتعبير عن آرائهم ولفضح ممارسات الإسرائيليين، بعيدًا عن مشرط رقابة المنصات العالمية مثل فيسبوك، تويتر وانستغرام التي لعبت جميعها دورًا سلبيًا خلال الأحداث الأخيرة، وانحازت بشكل واضح إلى السردية الإسرائيلية، وضيّقت الخناق على الناشطين والمغرّدين، وأقفلت الحسابات يمنةً ويسارًا، وخنقت الوسوم وحظرت الصفحات الإخبارية، بحجج واهية مختلفة، مستخدمة سياسة الكيل بمكيالين بطريقة سافرة ومفضوحة.

أعلن العديد من المشاهير العرب مؤخرًا عن دخولهم إلى عالم "باز" وإعلان دعمهم للموقع الذي وجدوا فيه مساحة للنقاش البنّاء والتفاعل في جو من الشفافية وحرية الوصول إلى المعلومات وتداولها

وقد تأسست منصة باز قبل عدة سنوات بمبادرة من جهات عربية عديدة، مقرّه الأساسي في سان فرنسيسكو، لكن له مكاتب في الشرق الأوسط وأوروبا، وهو يهدف بحسب مؤسسيه إلى خدمة جمهور متعدد الجنسيات، وتوفير التكنولوجيا الحديثة والعمل الجماعي، كما يقدّم الأخبار الراهنة والمعلومات إلى مستخدميه، بالإضافة إلى كونه منصة تواصل إجتماعي، وقد زاد الاهتمام به مؤخرًا، كملاذ للناشطين العرب الذي سأموا سياسات المنصات التقليدية العملاقة، التي تفتقد بنظرهم إلى المصداقية والشفافية. 

وقد كان لافتًا في الأسابيع الأخيرة إعلان العديد من المشاهير العرب عن دخولهم إلى عالم "باز" وإعلان دعمهم للموقع الذي وجدوا فيه مساحة للنقاش البنّاء والتفاعل في جو من الشفافية وحرية الوصول إلى المعلومات وتداولها. وقد استخدم الناشطون وسم #baaz على تويتر للتعبير عن رضاهم عن التطبيق، ولدعوة أصدقائهم لاستخدامه، والإفادة من الميزات التي يقدّمها.

بدوره طالب الكاتب الصحفي الأردني ياسر أبو هلالة بدعم "باز" المنصة العربية الأولى في مجال وسائل التواصل، وأكّد على نزاهة وشفافية القيمين على الموقع. وأشاد الدكتور الكويتي علي سند، المتخصص في العلوم الإسلامية، بالدور الكبير الذي لعبه "باز" خلال الأحداث الأخيرة في فلسطين، ووصفه بالمنصة غير المنحازة للقيود الأمريكية التي تتبع بالنتيجة للسياسات الصهيونية، كما الحال في منصات تويتر، انستغرام وفيسبوك. 

من جهته، نشر الناشط محمد بوخيرا صورة تظهر تقدّم تطبيق باز إلى قائمة التطبيقات العشر الأكثر تنزيلًا على بلاي ستور، ضمن فئة منصات التواصل الاجتماعي، ما يعكس الإقبال الكبير على تحميل التطبيق واستخدامه. واشتكى الكاتب الصحفي وائل قنديل من قيام فيسبوك بحذف منشور له يظهر طفلين من غزة يتحديان الصواريخ، كما تم تهديده بإغلاق صفحته، ورأى قنديل أن هذا التضييق على الحريات، يجعل دعم منصة باز وتطويرها، ضرورة قومية وإنسانية. 

بينما عرض الإعلامي في التلفزيون العربي عزالدين أحمد حسابه على تطبيق باز، وقال إننا بحاجة ماسة لتطبيق مستقل، بعيدّا عن بلطجة الشركات الكبرى المنحازة للاحتلال. وضمن السياق نفسه، رأى علاء بن عبدالله أن الاعتماد بشكل كلي على الغرب للوصول إلى المعلومات وللتواصل، سيسهل عليهم فرض شروطهم وتكميم أفواه الناشطين، وبالتالي فمن الضرورة دعم منصة باز، وتوجيه الناس إليها تدريجيًا، فهذا سيكون أفضل أمر في المرحلة المقبلة. 

في حين رأت سبأ الرواشدة أن منصة باز ستكون مقدمة للتحرر من القيود التي يضعها الصهاينة على مواقع التواصل، بينما قالت ياسمين أن التطبيق هو من العرب وللعرب، وهو الطريقة الأمثل لمواجهة عنصرية فيسبوك وإنستغرام.

 

اقرأ/ي أيضًا: