22-أكتوبر-2022
الضباب في سياتل

التلوث في سياتل الأمريكية (Getty)

في إحصائية صدمت الرأي العام في الولايات المتحدة، سجّلت مدينة سياتل الأمريكية التابعة لولاية واشنطن، أسوأ جودة هواء بين جميع مدن العالم، يومي الأربعاء والخميس الماضيين، حيث بلغ مؤشر تلوّث الهواء اليومي (AQI) فيها أكثر من 240 خلال هذين اليومين.

هذا المستوى مصنّف بأنه " غير صحّي للغاية"، وهو مستوى يتجاوز المستوى المسجل في مدن مشهورة بنسب التلوّث العالية مثل نيودلهي عاصمة الهند وبكين عاصمة الصين. هذا الواقع الجديد دفع المواطنين في سياتل إلى ارتداء الكمامات لحماية أنفسهم من الهواء الملوث ولتجنّب الروائح الحادة، في وقت كانت تصعب رؤية الطوابق العالية من المباني، بسبب تشكل غمامات سوداء في السماء بسبب التلوّث.

 

عزا المراقبون ونشطاء البيئة في الولايات المتحدة هذه النتائج الخطيرة التي تسجّلها سياتل هذه الأيام، إلى حرائق الغابات التي أصابت غابات الكاسكيد القريبة، والطقس الحار والجفاف غير المسبوق الذي يصيب المدينة في الأسابيع الأخيرة، بسبب انبعاثات الوقود والانحباس الحراري، حيث وصلت درجات الحرارة إلى 33 درجة مئوية، وهو رقم مرتقع جدًا بما أن واشنطن اليوم في فصل الشتاء، وقد أشارت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، إلى أن 56 % من مساحة الولاية هي اليوم في حالة جفاف.

الشمس برتقالية اللون فوق سياتل

صحيفة الجارديان البريطانية، قالت في تقرير إن السماء كانت بنية اللون في سياتل صباح الخميس الماضي، وإن سكان المدينة البالغ تعدادهم حوالى أربعة ملايين نسمة، وجدوا صعوبة بالتنفّس فيما بدت الشمس برتقالية اللون، كما اكتنف الضباب الأسود الكثيف مبنى سبيس نيدل الشهير في المدينة، ونقلت الصحيفة عن مركز التنسيق المشترك بين الوكالات في منطقة الشمال الغربي، تأكيده وجود عشرة حرائق ناشطة حاليًا، في الجبال الواقعة بين واشنطن وأوريجون.

وضمن الإطار نفسه، أشارت الجارديان إلى دراسة حديثة تبيّن أن ملايين الأمريكيين يتعرّضون اليوم بشكل مستمر ويومي لدخان حرائق الغابات الخطير، والذي يمكن أن ينتقل في الهواء قاطعًا آلاف الأميال، وبالتالي فإن الهواء غير الصحي والنقي الناجم عن اشتداد حرائق الغابات، هو المشكلة الأكبر اليوم لجميع سكان الساحل الغربي للولايات المتحدة الأمريكية.

غضب في السوشال ميديا

نسب التلوّث العالية التي تسجّلها مدن غرب أميركا وفي مقدمها سياتل وبورتلاند، كانت حاضرة في سجالات الناشطين الأمريكيين عبر وسائل التواصل،بالإضافة إلى الجمعيات البيئية والناشطين البيئيين، الذين تخوّفوا من الأخطار البيئية القادمة على الطبيعة والموارد والإنسان، نتيجة الاحتباس الحراري واستخدام الوقود الأحفوري وعدم مراعاة شروط السلامة البيئية، مع عودة المصانع والمؤسسات إلى العمل إثر انحسار جائحة كورونا.

الناشط والمصوّر الفوتوغرافي دانيال كيم، نشر صورة تظهر الضباب الأسود الذي يلف مدينة سياتل، وكتب معلّقًا : " سياتل تصنّف أسوأ مدينة حول العالم في ما يخص تلوث الهواء عصر الأربعاء".

الناشطة البيئية جوزيفين روبرتسون من سياتل كتبت بدورها : " مستويات جودة الهواء في نطاق خطير بالقرب من سياتل في الوقت الحالي. عدد الأشخاص الذين رأيتهم بالخارج يمارسون الرياضة بدون قناع مثير للقلق حقًا. متى نسينا أن التلوث خطير؟ متى أصبحت رئاتنا " سوبرمان "؟

أما الصحفي المختص بشؤون المناخ والنشرات الجوية براين لادا، فقد نشر صورة بخاصية نسق الرسومات المتبادلة، تظهر الفارق في لون الهواء بسياتل بين فترة سابقة واليوم، وعلّق بالقول : " أفق سياتل في يوم عادي بمقابل أفق سياتل اليوم. قد يواجه الأفراد الأصحّاء صعوبة بالتنفس اليوم، بسبب شدة تلوّث الهواء والذي بلغ 219 بحسب مؤشر جودة الهواء".