11-نوفمبر-2021

(Getty Images)

 ألتراصوت – فريق التحرير

أعلن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل تضامن دول الاتحاد الأوربي مع بولندا ورئيس وزرائها في وجه "الهجمة" التي تقودها بيلاروسيا أمام الحدود البولندية. وقال في أبرز تصريحاته إن "الجواب الأوروبي الوحيد هو الحزم والوحدة وتعزيز قيمنا الأساسية"، وتابع قائلًا إن "صور النظام الاستبدادي وهو يدفع العائلات نحو حدود بيلاروسيا أمر غير مقبول".

وصف رئيس الوزراء البولندي ماتيوز موراوسكي ما تقوم به بيلاروسيا بـ"إرهاب الدولة "

 بدوره وصف رئيس الوزراء البولندي ماتيوز موراوسكي ما تقوم به بيلاروسيا بـ"إرهاب الدولة "، وأضاف  خلال مؤتمر صحفي عقده الجانبان مساء اليوم  في وارسو يجب أن" نتطلع إلى منع الرحلات الجوية من الشرق الأوسط".

بدوره تحدث وزير الدفاع البولندي ماريوس بلاشتشاك إلى "راديو بولندا" اليوم عن أن "الوضع على حدود مع بيلاروسيا  ليس هادئًا"، مضيفًا أن "مجموعات أصغر من المهاجرين تحاول الآن اختراق حدود الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي". كما ذكر أنه "فيما كان لدينا قبل يومين مجموعة كبيرة قرب كوزنيكا وبيالوستوكا كانت هناك محاولات لدخول الحدود، نحن الآن نتعامل مع مجموعات أصغر تهاجم في وقت واحد الحدود البولندية في العديد من الأماكن".

وأفادت وزارة الدفاع البولونية أن مسؤولين بيلاروسيين يستخدمون التخويف لإجبار المهاجرين على اختراق الحدود، ونشرت وزارة الدفاع على تويتر مقطع فيديو قصيرًا يصور إطلاق  رصاصة قالت إنها "أطلقت من الجانب البيلاروسي للحدود من قبل رجل مسلح يرتدي بزة عسكرية".

وقالت الشرطة البولندية يوم أمس الأربعاء إنها احتجزت أكثر من 50 مهاجرًا عبروا الحدود إلى بولندا من بيلاروسيا خلال الساعات الـ 24 الأخيرة، وأنها لا زالت تبحث عن آخرين.

وخلال جلسة برلمانية عاجلة عقدت الثلاثاء اتّهم رئيس الوزراء البولندي ماتيوز موراوسكي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالوقوف خلف أزمة المهاجرين على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا، وقال "هذا الهجوم الذي يقوده ألكسندر لوكاشينكو له عقل مدبر في موسكو، العقل المدبر هو الرئيس بوتين". وأضاف "نحن على يقين من أن العمليات الجارية على حدود بولندا الشرقية تعتبر جزءًا من عملية أكبر وهي هجمة منسقة إلى أعلى درجة وتحمل طابع حرب من نوع جديد"، وتابع أن "السلاح الذي يستخدم في هذه الحرب وبفعالية بالغة هو التضليل، لقد تفنن السوفييت في ذلك في الماضي، أما اليوم فحل الروس محلهم".

وفي معرض رده عن سؤال حول دور تركيا في الأزمة، انتقد رئيس الوزراء تركيا لإبقائها على ممر مفتوح بين إسطنبول ومينسك، وغض النظر على جلب بيلاروسيا آلاف اللاجئين إلى حدودها مع بولندا، وقال: "نحن نرى أن الإجراءات التركية متزامنة تمامًا مع ما تقوم به بيلاروسيا وروسيا، إن هذا الأمر يزعجنا، ونحن لا نحب ذلك". وأضاف ماتيوز موراوسكي "قبل شهر أو شهرين بدا أن تركيا تريد العمل معنا عن كثب، مساعدتها في إطفاء الحريق والعمل معها في تنمية السياحة التركية"، لكن تبين لنا للأسف أنها "خدمة في اتجاه واحد ونحن لا نحب ذلك، ونشير به لأصدقائنا الأتراك".

يأتي كلام  رئيس الوزراء البولندي بعد أن زار رفقة وزير الدفاع  نقطة تفتيش "كوزنيتسا" على الحدود مع بيلاروسيا، حيث يوجد في المنطقة مخيم للاجئين، ووصف موراويكي عمل نقطة التفتيش على الحدود مع بيلاروسيا بأنه "خط المواجهة الأول"، وأضاف "حدود بولندا في الشرق هي أيضًا حدود الاتحاد الأوروبي".

ويلقي مسؤولون في الاتحاد الأوروبي وخاصة الألمان باللوم على شركة الخطوط الجوية التركية التي تسير رحلات من إسطنبول إلى مينسك وكذلك على  شركة الطيران الوطنية الروسية إيروفلوت في غض الطرف عن عبور المهاجرين واللاجئين.

ونفت الخطوط الجوية التركية في بيان لها أمس الثلاثاء "المزاعم بأنها "تنقل مهاجرين غير نظاميين في رحلاتها إلى بيلاروسيا"، وأضافت الشركة بأنها "تحرص على الامتثال لجميع الاحتياطات والحساسيات الأمنية بالتعاون مع السلطات الدولية في جميع رحلاتها عبر أنحاء العالم".

وكانت الخطوط الجوية التركية قد قلصت رحلاتها الأسبوعية من اسطنبول إلى مينسك من 14 إلى 10 اعتبارًا من 31 تشرين الاول/ أكتوبر الماضي وفقًا لبيانات الرحلات، وتعد بيلاروسيا وجهة شهيرة للسياح الأتراك، حيث لا توجد تأشيرة سفر بين البلدين.

وأعربت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والمنظمة الدولية للهجرة أمس الثلاثاء عن القلق إزاء أوضاع المهاجرين على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا، كما نددتا بـ "استغلال المهاجرين واللاجئين لتحقيق غايات سياسية".

في أول ردة فعل على التطورات المتسارعة على الحدود البولندية وافقت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والبالغ عددها 27 دولة على تعليق جزئي لاتفاقية تيسير منح التأشيرات بين الاتحاد الأوروبي وبيلاروسيا، وانتقدت الرئاسة السلوفينية للاتحاد الحكومةَ البيلاروسية لكونها "تتلاعب بحياة الناس في خدمة أغراض سياسية".

كما قال متحدث باسم المفوضية الأوروبية إنه لمن غير المقبول أن "تستخدم حكومة لوكاشينكو الناس كبيادق لها في لعبة سياسية"، موضحًا "هذا نهج غير إنساني وأسلوب شبيه حقاً بأساليب العصابات من نظام لوكاشينكو، أن يكذب على الناس على هذا النحو، إنه يسيء استغلال الناس ويُضللهم ويستجلبهم إلى بيلاروسيا، بناء على وعد كاذب بدخولٍ سهل إلى الاتحاد الأوروبي".

بدورها طلبت المستشارة الألمانية المنتهية ولايتها أنغيلا ميركل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ممارسة نفوذ على حكومة بيلاروسيا لوقف تدفق اللاجئين نحو أوروبا، وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت اليوم الأربعاء أن المستشارة الألمانية  شددت خلال محادثة هاتفية مع الرئيس الروسي على أن " استغلال المهاجرين كأداة  ضد الاتحاد الأوروبي من قبل رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو أمر غير إنساني وغير مقبول"، مضيفًا أن 'ميركل طلبت من بوتين التأثير على النظام في مينسك".

 في المقابل أعلن الكرملين في بيان له أن بوتين "اقترح أن يعمل الاتحاد الأوروبي بشكل مباشر مع القيادة في بيلاروسيا لإيجاد حل"، وأضاف البيان أن "ميركل نفسها أخذت زمام المبادرة لإجراء المحادثة"، ونفى المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الاتهامات بأن لروسيا علاقة بهذا النزاع، واصفًا الاتهامات بأنها "غير لائقة على الإطلاق"، مؤكدًا في الوقت نفسه أن" روسيا تدعم الدولة الشقيقة في مواجهتها مع الغرب".

حمل الرئيس البيلاروسي الدول الغربية المسؤولية عن الأزمة، باعتبار أن سياستها في الشرق الأوسط هي التي أسفرت عن فرار أعداد هائلة من الناس بحثًا عن حياة أفضل

وكانت  وكالة الأنباء البيلاروسية  قد أوردت بأن الرئيسان ألكسندر لوكاشينكو وفلاديمير بوتين تحدَّثا هاتفيًا يوم الإثنين الماضي، وأعربا عن قلقهما بشأن "حشد القوات البولندية على الحدود".

 وقال لوكاشينكو "إنهم يشعلون حربًا مع هؤلاء الأشخاص المساكين على حدود بولندا مع بيلاروسيا، ويحشدون طوابير الدبابات، من الواضح أن هذا إما تدريب أو ابتزاز، سوف نتصدى لهذه المحاولات بهدوء". وأضاف "نحن لا نتحرش بهم… لأننا نعلم أنه إذا ارتكبنا خطأ ما أو تعثرنا، فإن هذا سوف يجر روسيا على الفور إلى هذه الدوامة، وهي أكبر قوة نووية". وحمل الرئيس البيلاروسي الدول الغربية المسؤولية عن الأزمة، باعتبار أن سياستها في الشرق الأوسط هي التي أسفرت عن هروب أعداد هائلة من مواطني هذه البلدان من الحروب المستعرة هناك.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

اللجوء الكبير .. جسر بين ضفتي المتوسط

دير شبيغل: "جيش ظل" مسؤول عن التنكيل باللاجئين على الحدود الأوروبية