29-يونيو-2016

يثير تدريس مادة التربية الإسلامية لغطًا واسعًا في المغرب(عبد الحق سنا/أ.ف.ب)

فاجأ رشيد بلمختار، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني في المغرب، أساتذة مادة "التربية الإسلامية"، بقرار تغيير اسم المادة وتعويضه باسم "التربية الدينية"، وجاء ذلك في مراسلة وجهها إلى لجان التأليف المدرسي وناشري الكتب المدرسية. وخلف هذا القرار استياء كبيرًا وسط أساتذة المادة، مما دفع الجمعية المغربية التي تضم أساتذة ومفتشي "التربية الإسلامية" إلى "اعتبار تغيير اسم التربية الإسلامية إلى التربية الدينية مخالفًا للدستور، ومتعارضًا مع كافة الوثائق المرجعية لنظام التربية والتكوين"، وذلك في مراسلة رفعتها لوزير التعليم.

يثير تدريس مادة "التربية الإسلامية" لغطًا واسعًا في المغرب وتنتشر دائمًا أخبار حول تغيير منهجها أو اسمها أو حتى إلغائها

وقالت الجمعية في المراسلة ذاتها إنه "يجب على الوزير أن يقدم توضيحات في الموضوع"، مؤكدة رفضها لتغيير اسم مادة التربية الإسلامية، لأن هذه التسمية، حسب الجمعية، "تعبير صريح وبليغ عن تشبث المغاربة بالإسلام على مدى أربعة عشر قرنًا وممارسة كاملة لسيادتهم، وترسيخًا متواصلًا للهوية الإسلامية للشعب المغربي"، متسائلة: "كيف يمكن لمذكرة صادرة عن مديرية، غير صادرة في الجريدة الرسمية، أن تلغي أو تنسخ أو تعدل ما يخالف الدستور أو المراسيم والقرارات الوزارية؟".

اقرأ/ي أيضًا: الجامعات الخاصة في المغرب.. قنبلة الغلاء

وأطلق مجموعة من النشطاء الرافضين لإدخال تغييرات على منهج "التربية الإسلامية" وتسميتها بـ"التربية الدينية"، عريضة على الموقع العالمي AVAAZ، يطالبون من خلالها وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، رشيد بلمختار، بتوضيحات حول هذا الموضوع. وتطور عدد التوقيعات على العريضة بشكل ملحوظ.

من جهة أخرى، نفى رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران أن يكون هناك أي تغيير على اسم مادة "التربية الإسلامية"، وذلك في تصريح له في وسيلة إعلام محلية. وأوضح بنكيران أنه "اتصل بوزير التربية الوطنية رشيد بلمختار، وأن هذا الأخير أكد له عدم وجود أي قرار في هذا السياق". لكن الإعلام المغربي تداول وثيقة صادرة عن مديرية المناهج بوزارة التربية الوطنية، وهي بمثابة إطار لإصلاح تدريس مادة التربية الإسلامية وتجديد الكتب المدرسية الخاصة بها ابتداء من السنة الدراسية القادمة، وقد جاءت تحمل عبارة "التربية الدينية"، ولم يرد فيها أي ذكر لعبارة "التربية الإسلامية".

اقرأ/ي أيضًا: الجامعات المغربية.. فجوة بين التعليم وسوق العمل

على مواقع التواصل الاجتماعي، تفاعل الناشطون المغاربة مع هذا الموضوع. أكدت مليكة مزان، ناشطة أمازيغية، أنها مع القرار تغيير مادة "التربية الإسلامية" إلى "التربية الدينية"، واعتبرت قرار الوزير "حكيمًا". أما الناشط الحقوقي يوسف سيمو، فكتب على صفحته الخاصة في "فيسبوك": "مدرسة مغرب اليوم تقوم بدور ليس من أدوار المدرسة العصرية.. المدرسة لم تخلق لتدريس الدين إلى ما لا نهاية، وبسبب ذلك تجد أن هذه المادة، أي التربية الإسلامية، تعاني احتقارًا كبيرًا في الوسط التعليمي رغم أننا في بلد يقال إنه مسلم".

وذهب البعض إلى تأويل تغيير اسم المادة بتغيير مضامينها ورأوا في تسمية "الدينية" انفتاحًا ربما على كل الأديان، إلا أن البعض الآخر يؤكد أن التغيير، لو حصل فعليًا، فسيقتصر على الاسم لا غير.

مليكة مزان، ناشطة أمازيغية

اقرأ/ي أيضًا:

تدريس الأمازيغية في المغرب مهدد بالفشل

جامعي/ة في المغرب.. إذًا أنت عاطل/ة عن العمل!