31-يوليو-2023
gettyimages

سيلتقي الملك فيليبي السادس بعد ذلك بقادة الأحزاب لتحديد المرشح الذي يمكن أن يفوز بتأييد النواب ليصبح رئيس الوزراء المقبل (Getty)

يواجه الاشتراكيون الإسبان صعوبات متزايدة في مساعيهم لتشكيل حكومة ائتلافية يسارية جديدة، حيث منح فرز الأصوات في الخارج مقعدًا حاسمًا للمحافظين المعارضين، بعد مرور أسبوع على الانتخابات التي أفرزت نتائج غير حاسمة. إذ لم يتمكن اليمين واليسار من الفوز بالعدد الكافي من المقاعد التي تخول تشكيل الحكومة.

وعلى الرغم من أن حزب الشعب اليميني (PP) فاز في الانتخابات المبكرة، إلا أنه لم يصل إلى مستوى التوقعات وتغلّب بفارق ضئيل على حزب العمال الاشتراكي الإسباني (PSOE)، بقيادة رئيس الوزراء بالإنابة، بيدرو سانشيز.

على الرغم من أن حزب الشعب اليميني (PP) فاز في الانتخابات المبكرة، إلا أنه لم يصل إلى مستوى التوقعات وتغلّب بفارق ضئيل على حزب العمال الاشتراكي الإسباني (PSOE)

هذا ويجب على الحزب الذي سيشكل الحكومة أن يحصل على الأغلبية المطلقة من تصويت أعضاء البرلمان البالغ عددهم 350 نائبًا، وفي حال لم يحصل أي حزب على تلك الأغلبية يجرى اقتراع ثانٍ تكون الأغلبية البسيطة فيه كافية لحسم الفوز.

ولا تشير التحالفات المعلن عنها لحد اللحظة عن إمكانية حصول أي ائتلاف على الأغلبية البسيطة 176 صوتًا، فبالنسبة لتحالف المحافظين المكون من الحزب الشعبي وحزب فوكس اليميني المتطرف وحزب اتحاد شعب نافارا، لا يتجاوز إجمالي أصواتهم 171 صوتًا.

زكي وزكية الصناعي

وفي الطرف الآخر، تشير المعطيات إلى أنه بإمكان بيدرو سانشيز أن يحصل على 171 صوتًا أيضًا، موزعة بين الاشتراكيين الذين حصلوا على 121 مقعدًا في البرلمان، بالإضافة إلى 31 مقعدًا من حزب سومار اليساري المتطرف وسبعة مقاعد من إسكيرا وستة من انفصاليي الباسك "إي.إتش بيلدو" وخمسة من حزب الباسك القومي وواحد من الكتلة الجاليكية القومية.

وعليه لا تميل الكفة حتى اللحظة لأي من المعسكرين، لكن حسابات  الأغلبية البسيطة قد ترجح الكفة لصالح الاشتراكيين، شريطة الحصول على صوت واحد على الأقل من حزب معًا لأجل كتالونيا، وفي هذا الصدد نقلت رويترز عن المحلل السياسي بابلو سيمون، قوله إن "هذا سيجعل الأمر أكثر صعوبة على سانشيز لأنه إذا احتاج إلى ذلك فسيمنح حزب معًا لأجل كتالونيا مزيدًا من القوة للمطالبة بأشياء في المقابل".

getty

ولعلّ أكبر طرف مستفيد من عدم الحسم حسب الغارديان هو الأحزاب الانفصالية في كاتالونيا التي تسيطر على 14 مقعدًا في البرلمان الجديد. ولم يحدد حزب "إسكيرا ريبوبليكا" وحزب"معا لأجل كاتالونيا" الانفصاليان أي طرف سيدعمان.

وتستكشف الكتلتان الكبيرتان في إسبانيا حاليا خياراتهما بينما يستعد الكونغرس للانعقاد في 17 آب/أغسطس المقبل. 

حيث سيلتقي الملك فيليبي السادس بعد ذلك بقادة الأحزاب لتحديد المرشح الذي يمكن أن يفوز بتأييد النواب ليصبح رئيس الوزراء المقبل.

وسيشارك المرشح الذي يقع تحديده في مناقشة تنصيب يتبعها تصويت يتطلب أغلبية مطلقة هي  176 صوتًا من أصل 350 مقعدًا في مجلس النواب الإسباني. وإذا حصل المرشح على أقل من 176 مقعدًا -كما هو متوقع- فسيتم إجراء تصويت ثانٍ بعد 48 ساعة تكفي فيه أغلبية بسيطة.

getty

وإذا لم يحدث ذلك، فسيكون أمام النواب شهران لتعيين رئيس للوزراء. وبعد انقضاء هذين الشهرين، دون تعيين رئيس للوزراء، سيتم حل البرلمان والدعوة لإجراء انتخابات جديدة في نهاية العام.

شروط الدعم

وأعلن حزب معًا لأجل كتالونيا عن شروطه لدعم بيدرو سانشيز، وهي شروط قوية يصعب الالتزام بها، وعلى رأس تلك الشروط السماح بإجراء استفتاء في كتالونيا بشأن الاستقلال والعفو عن جميع الانفصاليين الذين يواجهون تهما تتعلق بمحاولة استقلال لم يكتب لها النجاح في عام 2017.

ويحتاج إجراء مثل هذا الاستفتاء إلى تعديل في الدستور الإسباني وتصويت أغلبية أعضاء البرلمان، وهو أمر من المؤكد أنه لن يحدث، حسب رويترز.

بودكاست مسموعة

وأوضح حزب العمال الاشتراكي سابقًا، أن أي مفاوضات مع الانفصاليين ستجرى وفقًا للدستور.  وحتى حزب الشعب، الذي هاجم سانشيز بشكل متكرر لما يعتبره اعتماده الساخر على أحزاب الباسك والكاتالان، قال الآن إنه مستعد للتحدث مع الانفصاليين "ضمن شروط الدستور". لكن من غير المرجح أن يؤيد شركاء التحالف المحتملين لحزب الشعب في "فوكس" أي مفاوضات من هذا القبيل.