24-مارس-2023
getty

الزيارة قد تفتح الباب أمام عودة النقاش على المقترح الصيني للسلام في أوكرانيا (Getty)

أعلن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، عن نيته زيارة الصين الأسبوع المقبل، من أجل اللقاء في الرئيس الصيني شي جين بينغ، وذلك بعد أيام من عودة الرئيس الصيني من موسكو، وبالتزامن مع سعي الرئيس الصيني شي لزيادة الحشد الدولي حول المقترح الصيني للسلام في أوكرانيا.

وقال رئيس الوزراء الإسباني سانشيز، خلال حديث مع الصحفيين على هامش اجتماع زعماء الاتحاد الأوروبي في بروكسل، إنه يعتزم معرفة موقف الرئيس الصيني شي من السلام في أوكرانيا، ومشيرًا إلى أن الأوكران هم من سيضعون الشروط لبداية هذا السلام.

أشار رئيس الوزراء الإسباني إلى أنه مُنفتح على احتمال أن تتمكن الصين، من التوسط في محادثات السلام، وهو الموقف الذي يميزه عن غيره من القادة الأوروبيين

ووصف سانشيز الصين بأنها "لاعب عالمي من الدرجة الأولى" وشكر الرئيس شي على دعوته للصين، للاحتفال بالذكرى الخمسين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين إسبانيا والصين، مع تقديرات بالتوصل إلى اتفاقات تجارية خلال الزيارة.

وأكد سانشيز خلال حديثه، يوم الخميس، أن الشيء الأكثر أهمية وجوهرية هو الحفاظ على النظام الدولي القائم على القواعد، والذي يعتمد على احترام ميثاق الأمم المتحدة، مضيفًا أن واحدةً من هذه المبادئ هو احترام وحدة الأراضي، وفي هذه الحالة أوكرانيا، وهو ما ينتهكه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأوضح سانشيز أن الاجتماع سيشمل مناقشات حول الأزمة العالمية الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا.

من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية: "تتمتع الصين وإسبانيا بتنمية مستدامة وسليمة ومستقرة للعلاقات"، مشيرًا إلى أن شي وسانشيز يحافظان على اتصالات جيدة، دون تقديم المزيد من التفاصيل.

getty

يشار إلى أن إسبانيا تتولى حاليًا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، فيما يحرص رئيس الوزراء الإسباني على إظهار بلاده كلاعب مهم في الساحة الدولية.

ومن المقرر أن تنطلق زيارة رئيس الوزراء الإسباني إلى الصين، يوم الخميس، المقبل باجتماعات اقتصادية في جزيرة هاينان الصينية، وذلك ضمن منتدى بواو الآسيوي الاقتصادي، وفي اليوم التالي من المقرر أن ينتقل إلى بكين لعقد اجتماعات مع الرئيس الصيني شي ورئيس الوزراء لي تشيانغ ورئيس المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني تشاو ليجي.

الحرب والسلام

يشار إلى إسبانيا باستمرار كونها واحدة من أبرز حلفاء أوكرانيا طوال الغزو الروسي لكييف، حيث أرسلت الإمدادات العسكرية ووعدت بالمساهمة بالدبابات القتالية الحديثة للجيش الأوكراني. 

ويترافق ذلك مع تأكيد وزارة الدفاع الإسبانية، يوم الخميس، عن نيتها شحن 6 دبابات من طراز ليوبارد الألماني إلى كييف الأسبوع المقبل، بعد الانتهاء من إجراء الاختبارات النهائية المتعلقة في إطلاق النار.

getty

وفي الوقت نفسه، أشار رئيس الوزراء الإسباني إلى أنه مُنفتح على احتمال أن تتمكن الصين، من التوسط في محادثات السلام، وهو الموقف الذي يميزه عن غيره من القادة الأوروبيين.

وكانت الخارجية الصينية، قد أعلنت في سنوية الغزو الروسي لأوكرانيا، عن تقديم ورقة سلام مكونة من 12 نقطة، تهدف إلى المباشرة في اتفاقية سلام، ويبدو أن زيارة شي إلى موسكو، كانت بهدف الدفع في الخطة من جديد، حيث وردت في البيان الختامي للقمة بين شي وبوتين، وجاء فيه: "يرحب الجانب الروسي باستعداد الصين للعب دور إيجابي للتسوية السياسية والدبلوماسية للأزمة الأوكرانية ويرحب بالمقترحات البناءة الواردة في موقف الصين من التسوية السياسية للأزمة الأوكرانية".

يشار إلى إسبانيا باستمرار كونها واحدة من أبرز حلفاء أوكرانيا طوال الغزو الروسي لكييف

يترافق مع ذلك، تشكيك غربي واسع بالخطة الصينية، حيث قال الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ، إن "الصين ليس لديها الكثير من المصداقية لأنها لم تكن قادرة على إدانة الغزو غير القانوني لأوكرانيا"، بينما قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إن الصين قد "انحازت" فعلًا في الصراع. ورغم أن الخطة الصينية لم تطرح خطوات محددة وفعلية للمفاوضات، لكنه تضمنت معارضة التهديد أو استخدام الأسلحة النووية، والمطالبة بتهيئة الأجواء الدولية من أجل التوصل إلى المفاوضات من أجل إنهاء الحرب.