29-مايو-2021

كأس دوري أبطال أوروبا في ملعب دراجاو بالبرتغال (Getty)

تتوجه أنظار عشاق الكرة الأوروبية والعالمية، مساء اليوم السبت إلى استاد الدراغاو في مدينة بورتو  بالبرتغال، الذي سيحتضن نهائي دوري أبطال أوروبا بين فريقي مانشستر سيتي وتشيلسي الإنجليزيين، بعدما كان مقرّرًا أن تُقام المباراة في مدينة إسطنبول التركية، لكن الاتحاد الأوربي قرر نقلها إلى البرتغال، كون تركيا غير موجودة على لائحة الدول التي تسمح بريطانيا بالسفر إليها بسبب جائحة كورونا، وستكون هذه هي المرة الثالثة التي سيتواجه فيها فريقان من إنجلترا في المباراة النهائية لدوري الأبطال بنسخته الجديدة، بعد نهائي نسخة 2008 التي فاز فيها مانشستر يونايتد على حساب تشيلسي، ونهائي نسخة 2019 التي توّج بها ليفربول بعد الفوز على توتنهام.

الفريقان الأفضل في النهائي

الفريقان وصلا إلى المباراة النهائية عن جدارة واستحقاق، فتشيلسي تصدّر مجموعته في الدور الأول، وأخرج قطبي العاصمة الإسبانية مدريد أتلتيكو وريال في الدورين ثمن ونصف النهائي على التوالي، بعدما تفوّق عليهم أداءً ونتيجةً، كما أخرج بورتو، فريق المدينة التي تستضيف النهائي في دور الثمانية، مع الإشارة إلى أن الخسارة الوحيدة التي تعرّض لها البلوز في البطولة، كانت أمام بورتو ضمن إياب ربع النهائي في لندن بهدف نظيف. 

من جهته نجح مانشستر سيتي هو الأخر في تصدّر مجموعته، وأخرج فريقين ألمانيين هما بروسيا دورتموند وبروسيا مونشنغلادبخ في طريقه، قبل أن يواجه باريس سان جرمان وصيف النسخة الماضية في نصف النهائي، وينجح في الفوز عليه ذهابًا وإيابًا في مباراتين قدّم فيهما الفريق الأزرق السماوي مستوى نال إعجاب الجميع، وجعله الفريق المفضّل للتتويج بالقب، مع الإشارة إلى أن السيتي لم يتذوق طعم الخسارة في البطولة، وحقّق الفوز في جميع مبارياته بالأدوار الإقصائية.

لقب أول للسماوي أم ثانٍ للبلوز؟  

سيبحث تشيلسي عن تتويجه الثاني في البطولة على الإطلاق، بعد فوزه في نهائي 2012 ضد بايرن ميونيخ بالركلات الترجيحية في الأليانز أرينا،  مدرب الفريق الألماني توماس توخيل، الذي استلم دفة إدارة الفريق منتصف الموسم بعد إقالة فرنك لامبارد، سبق وخسر نهائي النسخة الماضية عندما كان مدربًا لباريس سان جيرمان، حيث هُزم فريقه أمام بايرن ميونيخ بهدف نظيف، في المباراة التي أٌقيمت أيضًا في البرتغال.

أما مانشسترسيتي فلم يسبق له الفوز بالبطولة في السابق، وفي حال تتويجه بها سيكون أول فريق جديد يحرز البطولة للمرة الأولى، منذ أن نجح تشيلسي بالتحديد في تحقيق ذلك في العام 2012، بينما يسعى مدرب الفريق الإسباني بيب غوارديولا إلى الفوز بالبطولة للمرة الأولى منذ مغادرته برشلونة في العام 2012، حيث فاز في البطولة مرتين مع الفريق الكتالوني عام 2009 و2011 ضد مانشستر يونايتد.

اقرأ/ي أيضًا: ثنائيّة جزائرية تطيح بالفرنسيين.. محرز يقود السيتي إلى نهائي دوري أبطال أوروبا

 وسيتمكن بيب في حالة الفوز من معادلة أرقام المدربين الذين حققوا البطولة ثلاث مرات في السابق وهم زين الدين زيدان وكارلو أنشيلوتي، كما سيسعى للانضمام إلى قائمة المدربين الذين حققوا اللقب مع فريقين مختلفين والتي تضم أنشيلوتي أيضًا، بالإضافة إلى مورينيو وأوتمار هيتسفيلد ويوب هاينكس.

نقاط القوة والضعف في كل فريق

لا يمتلك لاعبو الفريقين خبرة خوض نهائي المسابقة، ناهيك عن التتويج بها، فالكرواتي كوفاسيتش لاعب تشيلسي، هو الوحيد الذي تُوّج في السابق بالبطولة مع ريال مدريد، مع العلم أنه كان احتياطيًا مع الملكي في النهائيات، بينما خسر كلّ من تياغو سيلفا لاعب تشيلسي، وإلكاي غندوغان لاعب السيتي النهائي  مرة واحدة في السابق، الأخير سجل هدف فريقه دورتموند الوحيد في نهائي ويمبلي الذي خسروه أمام بايرن ميونيخ بهدفين لهدف، اللاعبون الباقون سيلعبون النهائي للمرة الأولى في مسيرتهم.

اقرأ/ي أيضًا: نهائي إنجليزي خالص.. تشيلسي يطيح بريال مدريد ويضرب موعدًا مع مانشستر سيتي

مانشستر سيتي صاحب أقوى خطي هجوم ودفاع في الدوري الإنجليزي، يعتمد على التوازن الكبير بين خطوطه، حيث يقود دفاعه البرتغالي المميز روبن دياز المتوج بجائزة أفضل لاعب في إنجلترا، فيما يتألف خط وسطه من غندوغان، رودري ودي بروين أحد أفضل لاعبي خط الوسط في العالم، مع إمكانية الاعتماد أيضًا على البرازيلي المخضرم فرناندينيو، والذي قدّم مستويات كبيرة مؤخرًا.

ومن المتوقع أن يبدأ بيب المباراة دون مهاجم صريح، كما كان الحال في نصف نهائي المسابقة، مع الاعتماد على الثلاثي الهجومي، الجزائري رياض محرز الذي يقدم أفضل مواسمه مع الفريق، إذ سجّل أهداف الفريق الثلاثة ضد باريس سان جرمان في نصف النهائي، البرتغالي برناردو سيلفا، والإنجليزي الشاب فيل فودين، الأخير لفت كل الأنظار هذا الموسم إليه كواحد من أبرز المواهب الصاعدة في أوروبا، وسيتواجد سيرجيو أغويرو هداف الفريق التاريخي على مقاعد البدلاء على الأرجح، في آخر مبارياته مع السيتيزنز.

أبرز مشاكل ونقاط ضعف كتيبة غوارديولا فهي رعونة لاعبيه في المباريات الحاسمة، وإهدارهم للفرص التي تسببت في إقصاء الفريق بالسنوات الماضية، الأمر الذي يأمل غوارديولا أن لا يواجهه في النهائي، كما يعاني الفريق من الفراغات التي يتركها اللاعبون للخصم بسبب اللعب بدفاع متقدم، ما يعرّضهم لمرتدات قاتلة، فيما لم يحل الفريق مشكلة الكرات الثابتة التي كلّفته الكثير من الأهداف، كهدف ماركينوس في ذهاب نصف النهائي.

يتميز تشيلسي بدوره بالصلابة الدفاعية منذ وصول توخيل إلى ستامفورد بريدج، فالفريق تلقّى هدفين فقط في البطولة بالأدوار الإقصائية للمسابقة، كما يعتمد الفريق على جوهرة الوسط نغولو كانتي الذي سيلعب إلى جانب لاعب الخبرة جورجينيو، في ظل صعوبة التحاق كوفازيتش بالمباراة منذ البداية، فيما سيكون التركيز هجوميًا على اللاعبين المهاريين، وفي طليعتهم ماسون ماونت الإنجليزي اليافع، والذي يريد أن يثبت للجميع أنه الموهبة الإنجليزية الأفضل اليوم، لا فيل فودين.

نقاط تشيلسي السلبية في المباراة قد تتمثّل في رعونة مهاجميه وكثرة الفرص السهلة الضائعة، الأمر الذي بدا واضحًا في إياب نصف النهائي أمام ريال مدريد، كذلك يتخوّف جمهور البلوز من تراجع مستوى الفريق في المباريات الأخيرة، الأمر الذي كاد أن يكلّفه المركز الرابع لصالح ليستر، لولا الهدية التي أتته من جاره اللندني اللدود توتنهام، كما خسر الفريق مؤخرًا نهائي كأس الاتحاد أمام ليستر سيتي.

فاز تشيلسي على مانشستر سيتي مؤخرًا في مباراتين بالدوري ونصف نهائي الكأس، لكن الحسابات ستكون مختلفة في قمة السبت، فهل سنشهد بطلًا جديدًا لدوري الأبطال، وستصبح مانشستر ثاني  مدينة بعد ميلان الإيطالية يحرز فريقان منها اللقب، أم أن توخيل سيضيف اسمه إلى لائحة المدربين المتوّجين، وسيكرّر ما فعله الإيطالي دي ماتيو في العام 2012، عندما أهدى الفريق اللقب بعدما استلمه في منتصف الموسم أيضًا؟

 

اقرأ/ي أيضًا: 

ذهاب نصف نهائي دوري الأبطال.. التعادل يحسم موقعة الريال وتشيلسي

بهدف رائع للنجم الجزائري.. رياض محرز يقرّب السيتي من نهائي دوري الأبطال