02-ديسمبر-2023
ترك الأطفال الخدج في مستشفى النصر يواجهون مصيرهم (GETTY)

ترك الأطفال الخُدّج في مستشفى النصر يواجهون مصيرهم (GETTY)

تكشف خلال أيام الهدنة في قطاع غزة، الكثير من الجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة، التي ارتكبت تحت ستار تواجد قوات الاحتلال على الأرض ومنع التغطية الإعلامية وقطع الإنترنت، وكان أبرزها احتلال مستشفى الشفاء، وترك مجموعة من الأطفال الخُدّج للموت في مستشفى النصر بغزة، الذي فرغه من الطواقم الطبية بقوة السلاح.

وبينما كان الاحتلال، يسعى إلى اقتحام مستشفى الشفاء، الذي يتواجد فيه قسم للأطفال الخُدج، فإنه أجبر الطواقم الطبية على الخروج من مستشفى النصر للأطفال، الذي تواجد فيه 5 أطفال في الخُدج، أحدهم توفي قبيل اقتحام الاحتلال للمستشفى.

قال مدير مستشفى النصر الدكتور مصطفى الكحلوت، إنه أخبر الضابط الإسرائيلي، الذي أنذرهم بالإخلاء، بوجود 5 أطفال خُدّج داخل المستشفى لا يمكن نقلهم لأنهم يتواجدون على أجهزة تنفس، وفصلها يعني وفاتهم

ولم تكشف جريمة الاحتلال، التي ظهرت في مشاهد مروعة، إلّا خلال أيام الهدنة، بعدما ظهرت جثث الأطفال شبه المتحللة.

وفي شهادته على ما حدث، قال مدير مستشفى النصر الدكتور مصطفى الكحلوت، إنه أخبر الضابط الإسرائيلي، الذي أنذرهم بالإخلاء، بوجود 5 أطفال خُدّج داخل المستشفى لا يمكن نقلهم لأنهم يتواجدون على أجهزة تنفس، وفصلها يعني وفاتهم. فرد عليه الضابط بأنهم على علم بحالتهم وسيتصرفون حيال ذلك، وهو الأمر الذي لم يحدث.

وبحسب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، فإن مدير المستشفى وجه نداءً إلى المنظمات الدولية العاملة في قطاع غزة، على رأسها الصليب الأحمر الدولي لإنقاذ حياة الأطفال الخُدّج، لكنه لم يتلق أي رد.

 وطالب المرصد بإنشاء لجنة تحقيق دولية مستقلة للنظر في وفاة الأطفال الفلسطينيين الخُدج، بعد أن تركوا بمفردهم نتيجة إخلاء الطاقم الطبي قسرًا من قبل الجيش الإسرائيلي من مستشفى النصر للأطفال في غزة.

وفي شهادة سابقة، أخبرت الدكتورة منى يوسف، المرصد الأورومتوسطي عن الإجلاء القسري للمرضى والموظفين المتبقين في المستشفى، وبعضهم كان في حالات حرجة، نحو منطقة النزوح في جنوب وادي غزة في 10 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، وذكرت أن المستشفى استهدف مرارًا وتكرارًا بإطلاق النار وهجمات المدفعية، وكان محاطًا بمركبات عسكرية إسرائيلية.

ووفقًا لشهادات مسؤولين في المستشفى، فقد أجبروا على ترك طفلين في وحدة رعاية، وطفلين في الحضانة، وطفل خامس مصاب بمتلازمة إدواردز (التثلث الصبغي 18) مع فتاة يتيمة قتلت عائلتها بأكملها.

وزعم الضابط الإسرائيلي في محادثة هاتفية مع مدير المستشفى، أنه تم "إنقاذ جميع الرضع المتبقين".

وأكد المرصد الأورومتوسطي أنه "لا يوجد شيء يمكن القيام به لإنقاذ حياتهم أثناء الإجلاء، حيث أجبر المرضى والموظفين على المغادرة ضد إرادتهم، وكان نقل الأطفال حديثي الولادة الضعفاء إلى منشأة طبية أخرى معتمدة، يجب أن يقوم به الجيش الإسرائيلي، وهو أمر لم يحدث أبدًا. وبدلًا من ذلك، تم التخلي عن الرضع على الآلات، وتركهم للموت في صمت".

وطالب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بمحاسبة الجيش الإسرائيلي على ما حدث، وأن يكون الصليب الأحمر مسؤولًا أيضًا عن شكوك الإهمال في الاستجابة للدعوات لإنقاذ أرواح الأطفال والمرضى في غزة.

وشدد المرصد، على أهمية إنهاء التهرب الإسرائيلي من الالتزام بحماية المدنيين، وإنهاء الحصار أو استهداف المرافق الطبية، والتسبب مباشرة في عمليات قتل جماعية بما في ذلك الأطفال حديثي الولادة.

وكان جيش الاحتلال على لسان ناطقه الرسمي قد زعم أنه تم فتح "ممرّ آمن" يمكن السكان المدنيين من الخروج مشيًا أو بواسطة سيارات الإسعاف من مستشفيات الشفاء والرنتيسي والنصر. إلا أن أحد الكوادر الطبية في مستشفى النصر، نشر مقطعًا مصورًا من داخله على منصة "إكس" قبل إخلاء المستشفى، أكدت فيه أن قسم العناية لا يوجد به أي طبيب، وأن الاحتلال يستخدمهم دروعًا بشرية.

وبعد اتهامات واسعة للصليب الأحمر، بعدم التحرك من أجل إنقاذ حياة الأطفال، نشر بيانًا مقتضبًا، جاء فيه: "اللجنة الدولية تلقت طلبات متعددة لإخلاء المستشفيات، الموجودة شمالي القطاع. لكن صعوبة الوضع الأمني حالت دون إمكانية مشاركتنا في أي من عمليات الإخلاء تلك، كما لم تبد فرقنا أي التزام بالمشاركة فيها".