29-سبتمبر-2021

كتاب "من هم الإرهابيون؟" (ألترا صوت)

ألترا صوت - فريق التحرير

تستعيد هذه المساحة اﻷسبوعية، كل أربعاء، ترجماتٍ منسية مختلفة الاتجاهات والمواضيع، كُتب لها أن تؤدي دورًا معينًا في لحظةٍ ما، قبل أن يطوي الزمن صفحتها فيما بعد، لتصير ترجماتٍ "طي النسيان"، بعيدة عن اهتمامات النارين العرب. إنها، بجملةٍ أخرى، مساحة يخصصها "ألترا صوت" لرد الاعتبار لهذه الترجمات، عبر لفت انتباه القراء والناشرين العرب إليها، في محاولةٍ لجعلها قيد التداول مجددًا.


أصدرت "مؤسسة الدراسات الفلسطينية" في العاصمة اللبنانية بيروت، عام 1973، كتاب "من هم اﻹرهابيون؟ حقائق عن اﻹرهاب الصهيوني واﻹسرائيلي"، وهو النسخة العربية من كتاب "Who Are the Terrorists? Aspect of Zionist and Israeli Terrorism"، الصادر باللغة اﻹنجليزية عن فرع المؤسسة في العاصمة اﻷمريكية واشنطن عام 1972. 

يسلط الكتاب الضوء على العمليات اﻹرهابية المختلفة التي نفذتها المنظمات الصهيونية ضد الفلسطينيين خلال العام الذي سبق النكبة

يضم الكتاب الذي أصدرته "مؤسسة الدراسات الفلسطينية" بالتعاون مع "لجنة سيدات اﻹعلام العربيات" في بيروت، و"مركز الدراسات الفلسطينة" في جامعة بغداد؛ سجلًا يوثِّق، بالاستناد إلى المصادر اﻹسرائيلية والصهيونية والغربية، باﻹضافة إلى وثائق اﻷمم المتحدة، اﻷوجه المتعددة للإرهاب الصهيوني خلال الفترة الممتدة بين عامي 1936 - 1972.

اقرأ/ي أيضًا: تُرجم قديمًا: الجلد

ويكشف الكتاب الذي يغطي 36 عامًا من تطور القضية الفلسطينية وتحولاتها، الجهات العربية واﻷجنبية التي تعرضت لاعتداءاتٍ إرهابية مختلفة، داخل فلسطين وخارجها، وقبل قيام الكيان الصهيوني وبعده، من قبل العصابات اﻹرهابية الصهيونية، مثل "الهاغاناه" وغيرها. ويستعرض، في الوقت نفسه، تفاصيل هذه الاعتداءات التي نُفِّذت بأوامر من أصبحوا زعماء سياسيين بارزين في دولة الاحتلال بعد قيامها. 

يتألف الكتاب من 95 صفحة موزعة على سبعة فصول. يوثِّق الفصل اﻷول "لغاية 1947"، اعتداءات المنظمات الصهيونية اﻹسرائيلية على المواطنين العرب، من خلال إلقاء القنابل في الأسواق والمقاهي والمنازل، أو حتى عبر الهجوم على الحافلات، بين عامي 1936 - 1947. ويرصد، في المقابل، العمليات اﻹرهابية التي نفّذتها المنظمات الصهيونية ضد البريطانيين، والتي شملت اغتيال ومحاولات اغتيال مسؤولين رسميين، ورجال بوليس وعسكريين، وهجمات على منشآت الشرطة والجيش، وأخذ رهائن، وإرسال طرود بريدية ورسائل ملغومة.

ويفرد مؤلفو الكتاب، في الفصل ذاته، حيزًا يتناول هجمات الصهاينة ضد المدنيين العرب واليهود والبريطانيين، وكذلك الهجمات التي استهدفت الدوائر الحكومية، والبنوك، ووسائل النقل. باﻹضافة إلى عمليات الاغتيال السياسية التي نفذتها ضد زعماء يهود، وتلك التي نسفت عبرها سفن اللاجئين، اليهود أيضًا، بمن فيها. ناهيك عن عمليات التخريب الاقتصادي التي ركّزت على نسف خطوط أنابيب النفط. 

يسلط الفصل الثاني من الكتاب "حرب فلسطين 1947 - 1948"، الضوء على اتساع رقعة العمليات اﻹرهابية الصهيونية ضد الفلسطينيين خلال العام الذي سبق النكبة، والتي تطورت لتشمل نسف قطارات الركاب باﻷلغام، وإلقاء القنابل على الفنادق والعمارات السكنية والشقق العربية، والهجوم على القرى وقتل سكانها أو تهجيرهم، إلى جانب احتلال المدن الفلسطينية الكبيرة ونهبها بعد تهجير أهلها، مثل حيفا ويافا واللد، واستهداف موظفي اﻷمم المتحدة. 

وتحت عنوان "1948 - 1956: ما بين حرب فلسطين والغزو الثلاثي لمصر"، يستعرض الفصل الثالث هجمات المنظمات الصهيونية على العرب، والمصالح اﻷمريكية والبريطانية، ومخيمات اللاجئين أيضًا، بين عامي 1948 - 1956. بينما يتناول الفصل الرابع "حرب 1956 والاحتلال"، تفاصيل مجزرة كفر قاسم التي وقعت في التاسع والعشرين من تشرين اﻷول/ أكتوبر 1956. ويوثِّق الفصل الخامس "1956 - 1967"، عمليات قتل المدنيين، ونسف البيوت في البلدان العربية المجاورة، والتهجير القسري، ما قبل حرب حزيران/ يونيو 1967

يضم الكتاب سجلًا يوثِّق، بالاستناد إلى المصادر اﻹسرائيلية والصهيونية والغربية، باﻹضافة إلى وثائق اﻷمم المتحدة، اﻷوجه المتعددة للإرهاب الصهيوني واﻹسرائيلي

أما الفصل السادس "حرب حزيران/ يونيو 1967"، فيضم شهادات مختلفة حول مواضيع متعددة تتعلق بجرائم الصهاينة وعمليات القتل الجماعي التي نفذتها بعد تلك الحرب، إضافةً إلى معاملتهم الوحشية للأسرى، واعتداءاتهم على المدن والقرى العربية التي وقعت تحت احتلالهم، وتهجيرهم لسكانها إما قسرًا أو عبر الحرب النفسية والمضايقات اليومية، وغيرها من الممارسات الترهيبية اﻷخرى. 

اقرأ/ي أيضًا: تُرجم قديمًا: تاريخ الرواية الحديثة

ويركز الفصل السابع واﻷخير "1967 - 1972"، على اﻹرهاب ضد العرب في المناطق المحتلة بعد حرب حزيران/ يونيو، والذي يشمل اﻹعدامات الجماعية، وذبح اللاجئين العزل العائدين إلى بيوتهم، وتعذيب المحتجزين، جنبًا إلى جنب هدم القرى والمناطق المدينية وترحيل السكان وطردهم جماعيًا، وتدمير المحاصيل الزراعية عبر المواد الكيماوية، واﻹرهاب ضد الدول العربية المجاورة، أي لبنان ومصر وسوريا واﻷردن. 

 

اقرأ/ي أيضًا:

تُرجم قديمًا: يوميات المقاومة في اليونان

تُرجم قديمًا: الحفرة