13-سبتمبر-2022
ارتياح إسرائيلي بسبب تعثر المفاوضات مع إيران (Getty)

ارتياح إسرائيلي بسبب تعثر المفاوضات مع إيران (Getty)

عبرت دولة الاحتلال الإسرائيلي عن ارتياحها لتراجع الفرص لإحياء الاتفاق النووي الإيراني مع الدول الكبرى قبل انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأمريكي التي ستجرى في تشرين الثاني/نوفمبر القادم. وتوقعت مصادر إعلامية إسرائيلية أن الموقف الأمريكي نابع من رفض الرئيس الأمريكي جو بايدن الذهاب إلى اتفاق مع اقتراب التصويت على التجديد النصفي لنواب الكونغرس، الأمر الذي يتيح  للجمهوريين استخدام هذا الموقف للهجوم على الحزب الديمقراطي خلال حملاتهم الانتخابية.

عبرت دولة الاحتلال الإسرائيلي عن ارتياحها لتراجع الفرص لإحياء الاتفاق النووي الإيراني مع الدول الكبرى قبل انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأمريكي

ونقلت تلك المصادر عن مسؤول إسرائيلي رفيع  قوله إن "الحوار الحازم والمستمر بين إسرائيل والإدارة الأمريكية يعطي ثماره، وأن واشنطن تقبل بمواقف إسرائيل المعارضة لإغلاق ملفات التحقيق ضد إيران، ولن تمنح طهران ضمانات في حالة انسحاب رئيس أمريكي جديد من الاتفاق مستقبلًا". بدوره شكر رئيس وزراء الاحتلال يائير لبيد الدول الأوروبية على "موقفها الصريح" الذي عبرت عنه كل من باريس وبرلين ولندن في تحميل إيران المسؤولية عن الطريق المسدود الذي وصلت إليه الجهود الهادفة إلى التوصل إلى اتفاق نووي.

وقبل توجهه إلى ألمانيا في زيارة لإقناع القوى الغربية بالتراجع عن إحياء الاتفاق النووي مع إيران، قال لبيد إن "إسرائيل تقوم بحملة دبلوماسية ناجحة لوقف الاتفاق النووي، ومنع رفع العقوبات عن إيران"، مضيفًا أن "الأمر لم ينته بعد"، وأنه "لا يزال هناك طريق طويل لنقطعه، لكن هناك إشارات مشجعة".

وخلال استقباله لرئيس وزراء الاحتلال في برلين، أوضح المستشار الألماني أولاف شولتس إلى أنه لا يوجد سبب لرفض إيران مقترحات الدول الأوروبية بشأن إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، وعبر عن أسفه لعدم التزام طهران بعد بصورة إيجابية. وشدد شولتس عن أن "ابرام اتفاق يحد من مشروع ايران النووي هو الأمر الأنسب والصحيح"، مستبعدًا مع ذلك أن "يتم في الفترة القريبة توقيع اتفاق كهذا بسبب موقف طهران".

من جهته دعا لبيد إلى "تحرك جماعي لمنع إيران من أن تصبح دولة نووية"، وأضاف أن "الوقت قد حان لتجاوز المفاوضات السابقة الفاشلة". وأكد لبيد أن "العودة إلى الاتفاق النووي في الظروف الحالية ستكون من باب الخطأ الفادح"، محذرًا من أن "رفع العقوبات عن ايران، وبالتالي تدفق مئات المليارات من الدولارات إلى خزانتها سيتسبب في موجات إرهابية ليس في الشرق الأوسط فحسب، وإنما في أنحاء القارة الأوروبية أيضًا". وفي نفس السياق، سيتوجه وزير دفاع الاحتلال بني غانتس مجددًا إلى الولايات المتحدة، في محاولة لتنسيق المواقف مع إدارة الرئيس جون بايدن بشأن مستقبل التعاطي مع الاتفاق النووي المزمع توقيعه.

 كما قال رئيس جهاز الموساد دافيد برنياع إن توقيع إيران للاتفاق النووي لن يجعلها في حصانة من أنشطة جهاز المخابرات الاسرائيلي، مضيفًا أن "الجهاز يعلم بأن طهران تواصل تسلحها، ولن توقف نشاطاتها المعادية لإسرائيل". وحذر برنياع من أن "إبرام الاتفاق سيترك لإيران حرية التصرف، وأن مفاوضات فيينا لن تردع الإيرانيين عن توسيع رقعة عملياتهم في الولايات المتحدة وأوروبا"، زاعمًا بأن "الاتفاق النووي سيقرب إيران من تحقيق حلمها الاستراتيجي بحيازة سلاح نووي، وفائدة الاتفاق في المدى القصير جدًا فقط، وهو خطير في المدى المتوسط والبعيد، لأنه يستند إلى أكاذيب إيرانية". وكان برنياع قد زار الولايات المتحدة الأمريكية الأسبوع الماضي، لعرض الموقف الإسرائيلي من الاتفاق النووي مع إيران.

بالمقابل عبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني عن استعداد بلاده لمواصلة التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، داعيًا "الوكالة إلى عدم الإذعان لضغوط إسرائيل". وقال كنعاني خلال الإفادة الصحفية الأسبوعية: "تعلن إيران تعاونها البناء مع الوكالة باعتباره التزامًا، وبينما هناك التزامات على إيران فإن لها حقوقا أيضًا". وأضاف أنه "ينبغي للوكالة أن تحافظ على صدقيتها".

عبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني عن استعداد بلاده لمواصلة التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية

 وتعليقًا على البيان الذي أعربت فيه دول أوروبية عن خيبة أملها تجاه إيران، أشار كنعاني إلى أن "البيان الثلاثي الأوروبي يمثل خطوة غير مدروسة وغير منطقية، وجاءت في توقيت غير مناسب"، مؤكدًا أن "بلاده تنتظر ردًا رسميًا من واشنطن وعليها أن تثبت أنها طرف موثوق في الاتفاق وأن تحترم القوانين". ونفى المسؤول الإيراني أن "تكون طهران قد تلقت أي طلب لتأجيل المفاوضات النووية إلى ما بعد انتخابات الكونغرس الأمريكي"، داعيًا "الشركاء الأوروبيين لاتباع مسار بنّاء وتجاوز الأخطاء السابقة والعمل للتوصل إلى اتفاق"، مؤكدًا أن بلاده كانت "تتوقع أن تكون للأطراف الأخرى مواقف بناءة تشبه مواقف إيران، لا أن تتحرك في مسارات غير إيجابية".