08-سبتمبر-2022

تفاؤل أقل بشأن مفاوضات إحياء الاتفاق النووي (Getty)

تراجع منسوب التفاؤل بشأن الاتفاق النووي في ظل تقاذف المسؤولية بين الولايات المتحدة وإيران عن تعطيل الاتفاق، حيث لم يتجاوز الطرفان مرحلة التلويح بسياسة العصا والجزرة، وكلما تقدما خطوة تراجعا خطوات أخرى إلى الوراء، وذلك ما تعكسه بوضوح التصريحات والمواقف الجديدة الصادرة في كل من واشنطن وطهران.

تراجع منسوب التفاؤل بشأن الاتفاق النووي في ظل تقاذف المسؤولية بين الولايات المتحدة وإيران عن تعطيل الاتفاق

حيث خرج المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي بتصريحين ينمّان عن ابتعاد الطرفين عن التوقيع على الاتفاق النووي. في تصريحه الأول تعليقًا على الرد الإيراني على الرد الأمريكي على مسودة الاتفاق التي طرحها الاتحاد الأوروبي، قال كيربي "إنه لم ينقلنا إلى مرحلة تسمح لنا بالتوصل إلى اتفاق والفجوات لا تزال قائمة"، مضيفًا في تصريحه الثاني الأكثر وضوحًا حول المصير الغامض للاتفاق النووي "ما زلنا في مرحلة التفاوض مع إيران بشأن العودة المشتركة إلى الاتفاق النووي في ظل وجود فجوات كبيرة بيننا".

وتأكيدًا لاستمرارية نهج سياسة العصا والجزرة والتخويف والترغيب المبنية على شكوك عميقة وعدم الرغبة في التقدم نحو الحل، حذرت واشنطن طهران من أنها "مستعدة لجميع السيناريوهات سواء تحققت العودة للاتفاق النووي أم لم تتحقق"، حسب تصريح صادر عن البيت الأبيض.  لكن البيت الأبيض عاد ولطّف من حدة التهديد، حيث صرّحت المتحدثة باسمه كارين جان بيير، قائلة إن "واشنطن على استعداد  للعودة للاتفاق النووي مع إيران"، مشيرة إلى أنه "تم سد بعض الفجوات خلال الأسابيع الأخيرة بهذا الشأن".

إيرانيًا، لا يزال الموقف أيضًا يراوح مكانه حول ثنائية التمسك بالضمانات والمفاوضات، إذا استثنيا التخلي عن مطلب شطب الحرس الثوري من قوائم الإرهاب الأمريكية. ففي أحدث تصريح لمسؤول إيراني أكّد المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي بهادري جهرمي أن بلاده "لم تترك طاولة مفاوضات إعادة تفعيل الاتفاق النووي سابقًا ولا نية لديها لفعل ذلك"، مؤكدًا في ذات الوقت تمسك إيران بموقفها بشأن ضرورة إغلاق الملفات العالقة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية قبل التوصل لأي اتفاق، مضيفا أيضًا القول:  "يجب أن تكون الضمانات في المفاوضات مطمئنة".

إسرائيل التي يبدو أنها تتحكم ببعض خيوط اللعبة وتعيق التوصل للاتفاق زادت هي الأخرى من نبرة تهديداتها

إسرائيل التي يبدو أنها تتحكم ببعض خيوط اللعبة وتعيق التوصل للاتفاق زادت هي الأخرى من نبرة تهديداتها، حيث أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد أنه اتفق مع الرئيس الأمريكي جو بايدن على أن لإسرائيل "حرية العمل الكاملة للقيام بكل ما تراه مناسبًا من أجل منع تحول إيران إلى تهديد نووي"، مضيفًا أن إسرائيل مستعدة لأي تهديد ولكل سيناريو وفق تعبيره. يأتي ذلك في وقت أكد فيه مكتب لبيد أن رئيس الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (الموساد) ديفيد بارنيا يزور حاليًا الولايات المتحدة في إطار "الحملة الدبلوماسية ضد إيران".