28-يونيو-2020

مستوطنة متسبيه كرميم في الضفة الغربية (أ.ف.ب)

ألترا صوت – فريق التحرير

بالتزامن مع عقد الحكومة الإسرائيلية اجتماعًا الأحد لمناقشة التفاصيل الأخيرة بشأن مخطط ضم أراض من الضفة الغربية المحتلة، تتزايد الأصوات الدولية المعارضة، والمطالبة بفرض عقوبات اقتصادية في حال أقدمت تل أبيب على مثل هذه الخطوة.

بالتزامن مع عقد الحكومة الإسرائيلية اجتماعًا الأحد لمناقشة التفاصيل الأخيرة بشأن مخطط ضم أراض من الضفة الغربية المحتلة، تتزايد الأصوات الدولية المعارضة

وكان نتنياهو قد أكد بعد يوم واحد من بدء محاكمته في قضايا فساد متهم بها، أن عملية ضم أجزاء في الضفة الغربية ستكون من أولى مهام الحكومة الجديدة مطلع الشهر القادم، وذلك في أعقاب إعلانه تشكيل حكومة ائتلافية مع زعيم ائتلاف أزرق أبيض بني غانتس، وأشار نتنياهو في وقت لاحق إلى أن تل أبيب ستفرض "سيادتها" على ما يصل إلى 30 بالمائة من أراضي الضفة الغربية، تتضمن أجزاء من منطقة غور الأردن الغنية بالأراضي الزراعية.

اقرأ/ي أيضًا: مطالبات أوروبية بمنع ضم أراضي الضفة الغربية.. أي فرص؟

وعلى الرغم من الجهود التي يبذلها رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي يوسي كوهين خلال الأسابيع الماضية في المنطقة العربية، وتكثيف نقاشاته مع قادة الدول العربية بشأن مخطط عملية الضم، فإن العاهل الأردني عبد الله الثاني حذر مجددًا في لقاء جمعه مع كوهين الأسبوع الماضي، من أن مضي تل أبيب في تنفيذ عملية الضم سيؤدي إلى "صراع واسع النطاق" في المنطقة.

فيما تعهد نتنياهو بإصدار أمر الضم يوم الأربعاء القادم الذي يوافق الأول من تموز/يوليو، فإنه قد يضطر إلى تأجيل اقتراح الضم بسبب عدم موافقة البيت الأبيض على هذه الخطوة وفقًا لصحيفة الغارديان البريطانية، غير أن مستشارة البيت الأبيض كيليان كونواي أشارت قبل أيام إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على وشك إصدار "بيان كبير" مرتبط بمخططات الضم الإسرائيلية، فيما أشار مسؤولون آخرون في البيت الأبيض إلى استمرار الاجتماعات بشأن عملية الضم.

تشير الصحيفة البريطانية إلى أنه رغم المعارضة الدولية المتزايدة لعملية الضم، فإن ترامب يرمي من وراء موافقته عليها لتعزيز موقفه أمام قاعدته الجماهيرية بين الإنجيليين المسيحيين ليكسب تأييدها في انتخابات الرئاسة الأمريكية في تشرين الثاني/نوفمبر القادم، كما أن القوميين الراديكاليين في تل أبيب ينظرون لولاية ترامب "على أنها فرصة واحدة في العمر" يجب استغلالها للمضي بإجراءات الضم، وهو ما يتوافق مع رؤية الحكومة الإسرائيلية لترامب على أنه الرئيس الأكثر تأييدًا لتل أبيب بين جميع الرؤساء الأمريكيين السابقين.

وأصدرت بريطانيا وألمانيا وفرنسا الأسبوع الماضي بيانًا مشتركًا شددوا في مضمونه على وصف خطة الضم بأنها "انتهاك واضح للقانون الدولي" من شأنه أن يعرض إمكانية قيام دولة فلسطينية في المستقبل للخطر، وأضاف البيان محذرًا من أن عملية الضم ستكون لها عواقب على علاقتهم مع إسرائيل، وجاء البيان بعد رسالة وقعها 1080 مشرع أوروبي يدعون فيها قادة الدول الأوروبية "للتصرف بشكل حاسم" بشأن عملية الضم.

كما دعا حزب العمال البريطاني إلى جانب دبلوماسيين بريطانيين حكومة بلادهم الأسبوع الماضي إلى إصدار قرار بحظر البضائع المستوردة من المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية ردًا على عملية الضم، فيما أكد أساقفة كانتربري ويستمنستر معارضتهم للخطة الإسرائيلية، فضلًا عن تحذيرات أطلقتها مجموعة التنسيق مع الأرض المقدسة تشدد على أن مقترح الضم "لن يؤدي إلا إلى المزيد من الصراع والمعاناة والانقسام".

ووافق مجلس نواب اليهود البريطانيين الأسبوع الماضي على مناقشة مقترح يدعم مسار حل الدولتين المتوافق عليه دوليًا في أوسلو في عام 1993، محذرين من أن "الخطوات الأحادية" لعملية الضم ستضر بجهود استئناف محادثات السلام، وجاء قرار النواب اليهود بعد تلقيهم رسالةً وقعها 40 شخصية بارزة من اليهود البريطانيين، تحذر من أن عملية الضم ستمثل "تهديدًا وجوديًا لإسرائيل"، فضلًا عن أنه سيكون لها "عواقب وخيمة على الشعب الفلسطيني"، لافتين إلى أن غالبية الجالية اليهودية في بريطانيا تتشارك معهم المخاوف ذاتها.

دعا حزب العمال البريطاني إلى جانب دبلوماسيين بريطانيين حكومة بلادهم الأسبوع الماضي إلى إصدار قرار بحظر البضائع المستوردة من المستوطنات الإسرائيلية 

في سياق الأصوات المعارضة لعملية الضم، تشير الصحيفة البريطانية إلى التصريحات التي أطلقها الصحفي الإسرائيلي بنيامين بوغروند (87 عامًا) الذي عاش فصولًا من حياته في جنوب أفريقيا، شبه فيها عملية الضم من الجانب الإسرائيلي بسياسة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، بعدما كان من المدافعين عن اتهام المجتمع الدولي بتنفيذ تل أبيب سياسات الفصل العنصري في مناطق السلطة الفلسطينية، قبل أن يقول في مقابلة أجريت الأسبوع الماضي أن إسرائيل "تستحق تهمة" الفصل العنصري.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

ما بين استثمار ولاية ترامب والضغط على السلطة: خلاف أمريكي على ضم الضفة الغربية