14-سبتمبر-2023
gettyimages

يتواصل القتال في مخيم عين الحلوة، وسط فشل التوافق على تطبيق بنود وقف إطلاق النار (Getty)

في خرق جديد لاتفاق وقف إطلاق النار تجددت الاشتباكات بمخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوب لبنان أمس الأربعاء بين حركة فتح وجماعة مسلحة تطلق على نفسها "الشباب المسلم"، وأسفرت الاشتباكات الجديدة عن مقتل 7 أشخاص على الأقل وإصابة آخرين.

وتفشل اتفاقيات وقف إطلاق النار، في الثبات أمام رصاص المعارك، رغم كافة المحاولات وتدخل الفصائل الفلسطينية من خارج دائرة القتال، لفرض الهدنة.

وبحسب وكالة الأنباء اللبنانية تسبب تجدد الإشتباكات "في إصابة معين عباس المسؤول في حركة الجهاد الإسلامي وشخص آخر لم تكشف عن هويته".

قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق، عقب تجدد الاشتباكات: "ما يجري في مخيم عين الحلوة الآن هو تدمير للمخيم تحت عنوان محاربة الإرهاب، ولكن بدون نتائج حقيقية تُذكر، وحاولنا جاهدين مساعدة من هو في مأزق ولكن التعهدات التي قُطعت لنا بلا معنى"

كما أفادت ذات الوكالة بوقوع "انفجار قذيفة في الهواء فوق بلدة الغازية جنوب صيدا واختراق رصاص القنص مؤسسة تجارية عند كورنيش صيدا البحري".

وكان اتفاق "هش" لإطلاق النار بين حركة فتح وجماعة "الشباب المسلم" قد اتفق عليه الإثنين الماضي بهدف وقف الاشتباكات في عدد من المحاور داخل مخيم عين الحلوة.

إلا أنّ تجدد الاشتباكات أمس الأربعاء ألغى ذلك الاتفاق الذي أبرم بحضور مسؤولين فلسطينيين وآخرين تابعين للأمن اللبناني.

تثبيت وقف إطلاق النار من جديد

وسارعت الفصائل إلى محاولة احتواء التصعيد المستجد، وفي هذا الصّدد اجتمع وفدان من قيادة فتح وحماس بالسفارة الفلسطينية في لبنان أمس الأربعاء، وبحسب بيان مشترك صادر عن الطرفين فقد تم الاتفاق على "الالتزام الكامل بتثبيت وقف إطلاق النار".

وأضاف البيان المشترك أنّه "تم التأكيد على قرار هيئة العمل الفلسطيني المشترك بتسليم المطلوبين المتهمين باغتيال أبو أشرف العرموشي من حركة فتح، وعبدالرحمن فرهود من "الشاب المسلم"، للقضاء اللبناني لاتخاذ ما يجب بشأنهم والتأكيد على قرار هيئة العمل الفلسطيني المشترك بتكليف القوة الأمنية المشتركة القيام بالواجب الموكل إليها".

كما اتفق الوفدان حسب نفس البيان على "العمل لتسهيل عودة المهجرين إلى منازلهم وإخلاء المدارس بأسرع وقت من أجل إعادة إعمار ما لحق بها من أضرار بالسرعة القصوى والعمل بشكل مشترك لبلسمة جراح أبناء شعبنا والتخفيف من معاناته والاستمرار بالتنسيق مع الدولة اللبنانية ومؤسساتها كافة".

getty

مباحثات مع المسؤولين اللبنانيين

أجرى الوفدان الفلسطينيان سلسلة مباحثات مع المسؤولين اللبنانيين في العاصمة بيروت لترسيخ حالة الاستقرار  في مخيم اللاجئين الفلسطينيين، وفي هذا الصدد التقى وفد حماس بقيادة عضو المكتب السياسي للحركة موسى أبو مرزوق عددًا من المسؤولين اللبنانيين، وقال أبو مرزوق في بيان "أجرينا اتفاقا ملزما مع حركة فتح يقضي بضرورة التشاور والتنسيق بين كافة الفصائل والقوى الفلسطينية حول الخطوات والإجراءات والسياسات المتعلقة بالشأن الفلسطيني في لبنان".

وشدد على أنه "تم التوافق على أن المسؤول عن الأمن في المخيمات الفلسطينية في لبنان يجب أن يكون قوة فلسطينية مشتركة، وليس فصيلا واحدا، فكل الفصائل مسؤولة عن المخيم".

واعتبر أبو مرزوق أن "وقف إطلاق النار ضرورة وطنية بهدف الحفاظ على مخيم عين الحلوة، والوجود الفلسطيني في لبنان".

بدوره، التقى عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي في اجتماع ضمّ قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون والمدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء إلياس البيسري ومدير المخابرات في الجيش العميد طوني قهوجي.

وقال عزام الأحمد عقب الاجتماع، "الاتفاق على ضرورة حقن الدماء وتثبيت وقف إطلاق النار وتسليم المتورّطين في جريمة اغتيال قائد الأمن الوطني الفلسطيني اللواء أبو أشرف العرموشي ورفاقه".

كان اتفاق "هش" لإطلاق النار بين حركة فتح وجماعة "الشباب المسلم" قد اتفق عليه الإثنين الماضي بهدف وقف الاشتباكات في عدد من المحاور داخل مخيم عين الحلوة

بدوره، قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق، عقب تجدد الاشتباكات: "ما يجري في مخيم عين الحلوة الآن هو تدمير للمخيم تحت عنوان محاربة الإرهاب، ولكن بدون نتائج حقيقية تُذكر، وحاولنا جاهدين مساعدة من هو في مأزق ولكن التعهدات التي قُطعت لنا بلا معنى".

وكانت الاشتباكات قد تجددت الخميس الماضي مخلفة 7 قتلى وأكثر من 100 مصاب ونزوح العائلات من المخيم. وذلك بعد هدوء نسبي استمر لمدة شهر.

وفي تموز/يوليو الماضي اندلعت في المخيم مواجهات مسلحة أدت حينها إلى مقتل 14 شخصا بينهم قائد قوات الأمن الوطني بالمخيم التابع لحركة فتح العرموشي و4 من مرافقيه.