حطّت مساء أمس الإثنين في الدوحة الطائرة القطرية التي أقلّت الأمريكيين الخمسة الذين كانوا محتجزين لدى إيران، وذلك بموجب صفقة تبادل سجناء تمت بوساطة قطرية.
واستقبل الأمريكيون المفرج عنهم في مطار حمد الدولي من طرف السفير الأمريكي في الدوحة ومسؤولين قطريين.
وعُرفت هوية 3 منهم، هم رجل الأعمال سياماك نمازي، ورجل الأعمال الآخر عماد شرقي، والثالث مراد طهباز، بينما فضّل الآخران عدم كشف هويتهما.
استقبل الأمريكيون المفرج عنهم في مطار حمد الدولي من طرف السفير الأمريكي في الدوحة ومسؤولين قطريين
وبالمقابل، تضمنت الصفقة الإفراج عن 5 سجناء إيرانيين في أمريكا هم مهرداد معين أنصاري وقمبيز عطار كاشاني ورضا سرهنك بور كفراني وأمين حسن زاده وكاوه أفراسيابى، بالإضافة إلى وصول الأموال الإيرانية المفرج عنها من كوريا الجنوبية إلى الحسابات الإيرانية المسجلة في مصرفين قطريين.
وذكرت قناة "برس تي في" الإيرانية أن مواطنين إيرانيين أطلق سراحهما في إطار الصفقة وصلا إلى طهران قادمين من الولايات المتحدة عبر قطر.
وغادر السجناء الأمريكيون الدوحة متوجهين إلى الولايات المتحدة على متن طائرة أمريكية.
ومع تنفيذ بنود الصفقة توجه الرئيس الأمريكي جو بايدن بالشكر إلى قطر وعُمان وسويسرا وكوريا الجنوبية على مساعدتهم في تأمين الإفراج عن الأميركيين.
مردفًا في بيان: "أقدم شكرًا خاصًا لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وسلطان عُمان هيثم بن طارق على مساعدتهما في تسهيل إبرام هذا الاتفاق على مدى أشهر عديدة من الدبلوماسية الصعبة".
بدوره، أعرب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن عن "تقديره العميق" للدور الذي لعبته قطر خلال العامين الماضيين في التوسط في الاتفاق مع طهران، مؤكدًا أن مفاوضات صفقة تبادل السجناء مع إيران منفصلة تمامًا عن علاقات واشنطن مع طهران.
وفي الأثناء، أكّد رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أنّ قطر مستمرة في المساهمة في كل ما من شأنه تعزيز أمن المنطقة والعالم.
كما عبّر عن أمله في أن يمهد الاتفاق الأمريكي الإيراني بشأن تبادل السجناء إلى مزيد من التفاهمات.
ويضع هذا الاتفاق، حسب وكالة رويترز، حدًّا لمصدر إزعاج كبير بين إيران والولايات المتحدة.
وشهدت الأعوام القليلة الماضية 3 عمليات تبادل للأسرى بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية آخرها عام 2020، فيما كانت أولاها في العام 2016 والثانية 2019.
وتعدّ عملية 2016 هي أول عملية تبادل للأسرى، حيث تمّت في كانون الأول/يناير من تلك السنة، أي قبل عام من مغادرة باراك أوباما للبيت الأبيض. وأفضت مباحثات سرية حينها إلى إطلاق "سراح خمسة أمريكيين وسبعة إيرانيين في صفقة وصفها أوباما بأنها لفتة لمرة واحدة".
والأمريكيون الذين شملتهم الصفقة هم مراسل صحيفة واشنطن بوست جيسون رضائيان، والقس سعيد عابديني، والجندي السابق بمشاة البحرية الأمريكية أمير حكمتي، ورجل الأعمال نصرت الله خسراوي، والطالب ماثيو تريفيثيك، وأمريكي من أصل إيراني لم تعلن هويته.
وعلى الجانب الآخر أطلقت الولايات المتحدة سراح 7 إيرانيين هم "نادر مدانلو، بهرام ميكانيك، وخسرو أفقهي، وأراش قهريمان، وتورج فريدي، ونيما غولستانه وعلي صابونجي" والسبعة متهمون حينها بخرق الحظر التجاري المفروض على إيران، كما شملت الصفقة حينها "إسقاط اتهامات موجهة لأربعة عشر إيرانيًا يعيشون في الخارج، وتسليم 1700 مليون دولار من أموال إيران المجمدة".
وتعليقًا منها على عملية التبادل تلك قالت صحيفة نيويورك تايمز، إنها أزاحت مصدرًا رئيسيًا لتوتر العلاقات الأمريكية الإيرانية، "منذ انهيار علاقتهما في أزمة رهائن إيران في 1979-1981".
يضع هذا الاتفاق، حسب وكالة رويترز، حدًّا لمصدر إزعاج كبير بين إيران والولايات المتحدة
أما عملية التبادل الثانية فكانت في نيسان/إبريل وكانون الأول/ديسمبر 2019 خلال رئاسة الجمهوري دونالد ترامب، وتمت الصفقة بمساعدة دبلوماسية من سويسرا أطلق بموجبها إطلاق سراح العالم الإيراني مسعود سليماني مقابل الإفراج عن الطالب الأمريكي من أصل صيني شيوي وانغ الذي اتهمته إيران بالتجسس.
وفي العام 2020 أطلقت إيران سراح الجندي الأمريكي السابق مايكل وايت، مقابل إفراج واشنطن عن العالمين الإيرانيين مجيد طاهري وسيروس عسكري.
وفي العام 1981 أفرجت إيران عن 52 من الرهائن الأمريكيين بعد دقائق من انتهاء ولاية كارتر وتنصيب رونالد ريجان رئيسًا للولايات المتحدة. وكانت إيران قد احتجزت هؤلاء عام 1979 كرهائن في السفارة الأمريكية بطهران.