05-مايو-2016

(Getty)

بعد أن أكمل سيميوني ورجاله نصف الطريق إلى ميلانو، بعد تغلبهم ذهابًا على بايرن ميونخ أحد المرشحين لنيل اللقب بهدف دون رد، أصبحت تطلعات سيميوني أبعد من ذلك، بدأ يتذكر جيدًا الطريق إلى ميلانو.

سوف يكون أفضل من سيميوني في النهائي، في ملعب لطالما صال وجال به في ملعب، كان هو المنزل الثاني لهذا المدرب العنيد، يسمى السان سيرو

كيف لا وهو الذي كان يمثل في يوم من الأيام ألوان النيرازوري إنترميلانو، فأصبح غوارديولا يفكر بملايين السيتي وسيميوني في تخليد اسمه عبر التاريخ. ولكن بالنظر إلى أرقام الفريقين فإن ميونخ هو أقوى خط هجوم في دوري الأبطال بـ 28 هدفًا مقابل 19 للأتلتيكو ولكن الأتلتيكو هو من أقوى خطوط الدفاع في أوروبا، وهذا ما تثبته الأرقام أيضًا.

هذا كله على الورق والقلم، ولكن على أرض الميدان هناك رجال، هناك 22 لاعبًا هم من يحكمون بأحكامهم لا غير، انطلقت صافرة البداية معلنة بداية المباراة بضغط بافاري رهيب ومتوقع وتركيز دفاعي من قبل أتلتيكو على أعلى مستوى، ولكن أن تلعب في الألينز أرينا وأمام لاعبين من أعلى مستوى أمثال مولر وكوستا وريبري وليفا بالإضافة إلى الجمهور فهذا ضرب من الخيال.

اقرأ/ي أيضًا: لاعبون وأساطير لم يلعبوا يومًا في أوروبا

وفعلا ما إن أتمت دقائق المباراة الثلاثين حتى تحصل الفريق الألماني على خطأ من على خط الجزاء ترجمها ألونسو إلى هدف معلنًا تقدم الألمان بهدف.

بعد الهدف الأول، اهتزت ثقة الإسبان ليرتكب الدفاع خطأ داخل منطقة الجزاء ويعلنها حكم المباراة ضربة جزاء للبايرن عقب الهدف الأول بـ 3 دقائق فقط، الكل هنا توقع نهاية مأساوية للنادي الإسباني مما استدعى إعادة الأمل والروح للفريق وبالفعل هذا ما كان ولكن ليس عن طريق سيميوني بل عن طريق حارسه أوبلاك الذي برع في صد ركلة مولر على مرتين ليثبت أن فريقه لن يموت بسهولة.

وما بين هجوم من النادي البافاري ودفاع من الروخي بلانكوس أطلق الحكم التركي صفارته معلنًا نهاية الشوط الأول.

ومع بداية الشوط الثاني أدخل سيميوني في حركة ذكية منه اللاعب كاراسكو والذي خلق صعوبات على الجهة اليسرى لبايرن ميونخ مما أجبر الدفاع على العودة إلى الوراء، وكانت تعليمات سيميوني واضحة بالهجوم لتسجيل هدف مباغت، وكان له ما أراد بعد انفراد السفاح غريزمان بالحارس نوير إثر بينية قاتلة في ظهر الدفاع من توريس انبرع غريزمان في إدخالها الشباك مصعبًا المهمة على جوارديولا وفريقه بعد أن أصبحوا بحاجة لهدفين لضمان التأهل.

اقرأ/ي أيضًا: 2025..50 مليون لاعب كرة قدم صيني

وبما أن المستحيل ليس ألمانيًا كان الهجوم الكاسح للبايرن مخيفًا حتى أتت عرضية بالمقاس على رأس السفاح البولندي ليفاندوفسكي ويسكن الكرة في الشباك معلنًا تقدم البايرن، وبما أن البافاري كان يحتاج إلى هدف إضافي للتأهل فقد كان تقدمهم نحو الأمام بمثابة انتحار أمام سرعة كاراسكو وتوريس، وبينما كان جوارديولا تائهًا في استخدام تبديلاته، انطلق كاراسكو على الجهة اليسرى مقدمًا تمريرة على طبق من ذهب انطلق بها توريس نحو المرمى ولكن قام خافي مارتينيز بعرقلته واحتسب الحكم على إثرها ضربة جزاء أثارت الجدل فتوقع الجميع أن المباراة انتهت، ولكن كان لنوير كلام آخر فقد كان المخلص الذي أعطى الروح من جديد للنادي الألماني الذي انطلق بما تبقى من دقائق من عمر المباراة محاولًا البحث عن هدف ثالث يؤهله إلى نهائي ميلانو.

لكن حماسة وواقعية سيميوني وذكاءه باستخدام التبديلات كانت عائقًا أمام إحرازهم أي هدف في مرمى أوبلاك الذي كان بلا شك رجل المباراة رغم الهدفين، وفي غفلة من الفريق البافاري وبحثه عن هدفه المأمول أطلق الحكم التركي صفارته معلنًا نهاية المباراة بل نهاية ثأر عمره 42 سنة عندما حرم بايرن ميونخ نظيره أتلتيكو مدريد عام 1974 كأس هذه البطولة في المباراة النهائية بفوزه برباعية نظيفة بعد تعادلهما في المباراة الأولى.

بهذا الفوز توجه سيميوني وزملاؤه إلى غرف تبديل الملابس للاحتفال بالنصر منتظرين معرفة الفائز من مواجهة ريال مدريد ومانشستر سيتي على أمل تحقيق اللقب الأول لهم في كأس الأبطال والأول لسيميوني أوروبيًا.

ومن سوف يكون أفضل وأدرى من سيميوني بذلك في النهائي في ملعب لطالما صال وجال به في ملعب كان هو المنزل الثاني لهذا المدرب العنيد في ملعب يسمى السان سيرو في ميلانو.

اقرأ/ي أيضًا: 

5 أندية تشكل عقدة مستعصية لبرشلونة

وثائق بنما..ميسي في لعبة الشركات الوهمية