18-مارس-2021

متظاهر في بيروت (Getty)

توجهت أنظار اللبنانيين مساء الأربعاء 17 آذار/مارس 2021 إلى القصر الرئاسي في بعبدا، للاستماع إلى ما سيحمله خطاب رئيس الجمهورية ميشال عون، في الوقت الذي وصلت فيه الأوضاع الاقتصادية إلى أسوأ مستوياتها في ظل ارتفاع سعر صرف الدولار، والذي ترافق مع ارتفاع جنوني في أسعار المحروقات والمواد الغذائية، والذي انعكس توترات في الشارع وداخل التعاونيات والاستهلاكيات. الخطاب " المنتظر" لرأس الهرم في الدولة اللبنانية والذي يُفترض أن يحمل تطمينات إلى المواطنين حول مصير تشكيل الحكومة، كان باهتًا ومقتضبًا، ولم يتخطّ الخمس الدقائق من الوقت، وتضمّن فكرة رئيسية وحيدة، وهي دعوة سعد الحريري إلى تقديم تشكيلة حكومية، أو الاعتذار عن التشكيل وفسح المجال لشخص آخر، الأمر الذي فسّره المراقبون تعثرًا في مفاوضات التشكيل، ما يشير إلى أن الأوضاع الاجتماعية ستتجه نحو مزيد من التأزم في الأيام القادمة. مع الإشارة إلى أن أوساط محيطة بسعد الحريري أكّدت عدة مرات في السابق بأن سعد الحريري سلّم ميشال عون تشكيلة حكومية، وأن الأخير هو من يعرقل تشكيل الحكومة بسبب إصراره على الحصول على الثلث المعطّل له ولتياره. 

أكدت أوساط محيطة بسعد الحريري عدة مرات في السابق أن الحريري سلّم ميشال عون تشكيلة حكومية، وأن الأخير هو من يعرقل تشكيل الحكومة بسبب إصراره على الحصول على الثلث المعطّل

وسخر الناشطون اللبنانيون من خطاب رئيس الجمهورية، بسبب قصر مدّته، وعدم تضمّنه أي جديد، وانسلاخه عن الواقع. وقال عامر هرموش إن الخطاب قصير لدرجة أنه كان يمكن للرئيس أن يرسله عبر البريد الإلكتروني.

اقرأ/ي أيضًا: انهيار لبنان يتجسّد في التعاونيات.. احتكار وتلاعب بالأسعار

فيما توجّهت ألين فليحان إلى تلفزيون OTV التابع للتيار الوطني الحر، بالقول ساخرةً، إنه لا داعٍ لإعادة الخطاب على التلفاز، فباستطاعتهم عرضه من خلال الـSTORY. وقالت فليحان في تغريدة أخرى، إنه فيما ينهار البلد ويتآكل، يلقي ميشال عون خطابًا مدّته دقائق قليلة، ويردّ عليه سعد الحريري بتغريدة على تويتر، بينما يدفع الشعب الثمن. وقالت ريان بليبل أن عون قادر من خلال خطابه القصير والصغير، على كسر نظرية آينشتاين للنسبية.

بينما توقع خالد الخالدي أن يرتفع سعر الدولار ليصل إلى 20 ألف ليرة بعد خطاب عون. وقال إن الفقير في لبنان لم يعد لديه ما يخسره بعدما خسر كلّ شيء. من جهته، علّق حساب "عايش لحالي" على الخطاب، فاعتبر أن ميشال عون لا يهمه سوى مصالح صهره جبران باسيل، حتى لو دُمّر البلد.

كما  رفض أحمد خضر أسلوب ميشال عون في إدارة الأمور، من خلال رمي كرة النار باتجاه سعد الحريري، ودعاه إلى الاستقالة، وتسليم زمام الأمور إلى من هو أولى بها. وضمن السياق نفسه، اعتبر أنطوان ناصيف أن ميشال عون يخالف الدستور الذي ينصّ على أن الرئيس المكلف هو من يختار أسماء التشكيلة الحكومية، ومهمة رئيس الجمهورية هي الموافقة عليها أو الرفض، ولا يحق له أن يلغي التكليف، أو أن يدعو الرئيس المكّلف إلى التنحي، وقال ناصيف إن حامي الدستور (يقصد رئيس الجمهورية بحسب خطاب القسم) لا يعترف به. 

في سياق متصل عدّد الصحفي نادر فوز المآسي التي يعيشها اللبنانيون اليوم، من ارتفاع سعر صرف الدولار، إلى العتمة القادمة التي هدد بها وزير الطاقة، مرورًا بالاقتتال داخل التعاونيات للحصول على البضائع، إضافة إلى تهريب البضائع المدعومة، في الوقت التي يتقاذف فيه عون والحريري المسؤولية، ويتنافسان على اقتسام جثة بلد نهبوه وأفلسوه وفجّروه. 

وقال مهدي عاشور إن الرئيس كان من المفترض به أن يتوجه إلى اللبنانيين بخطابه، بحسب ما روّجت دوائر القصر الجمهوري، لكنه اكتفى بتوجيه الكلام إلى سعد الحريري، وكان حريّ به أن يلتقيه مباشرة ويتناقش معه. وتوقّع حسن شكر أن تندلع الحرب الإعلامية بين فريقي عون والحريري، كما يحصل في العادة في هذه المواقف، في الوقت الذي سيبقى البلد فيه بدون حكومة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

كيف أثرت جائحة كوفيد-19 سلبًا على حقوق المرأة؟

تعليقات سورية ودولية في الذكرى العاشرة للثورة