21-يونيو-2022

تقارير تشير لنية حماس التطبيع مع النظام السوري (أ.ب)

في اليوم الذي وصل فيه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية ووفد من الحركة، إلى العاصمة اللبنانية بيروت، للقاء مسؤولين وقيادات لبنانية، نشرت وكالة رويترز مساء اليوم، نقلًا عن مصادر في حركة حماس، اتخاذهم قرار إعادة العلاقات مع النظام السوري، بعد عشر سنوات من القطيعة. وأشير إلى عقد عدة اجتماعات رفيعة بين الحركة والنظام السوري، من أجل تحقيق هذا الهدف.

نشرت وكالة رويترز مساء اليوم، نقلًا عن مصادر في حركة حماس، اتخاذهم قرار إعادة العلاقات مع النظام السوري

وعقب هذه الأنباء، أكد المتحدث باسم حركة حماس جهاد طه، أن هنية هي زيارة خاصة في لبنان، وليس لأي شأن آخر، كما ورد. ولم ينف طه الحديث عن عودة العلاقات في بيانه، وترك هذه القضية دون أي إيضاحات.

ونقلت وكالة الأناضول عن مصدر مطلع، قال إن "جهودًا مضنية" بذلتها قيادة حزب الله خلال الشهور الماضية، للوساطة بين الطرفين. وبحسب الوكالة فإن التطور الأخير يتمثل في موافقة النظام السوري وحركة حماس على فتح قنوات تواصل مباشر، وإجراء حوارات جدية من أجل استعادة العلاقات بشكلٍ تدريجي، فيما يشار إلى إمكانية عقد لقاءات بين قيادات من حركة حماس والنظام السوري في الفترة القادمة.

وكانت حركة حماس قد وصلت إلى قطيعة كاملة مع النظام السوري، عقب اندلاع الثورة في سوريا، واتخاذها موقفًا داعمًا لها. فقد خرجت حركة حماس من سوريا بشكلٍ رسمي عام 2012، بعد إعلان الدعم الكامل للثورة السورية، وجاءت الخطوة بعد حوالي 10 أعوام من انتقال قيادة الحركة إلى دمشق والإقامة فيها أثر خروجها من الأردن. وتنقلت بعدها الحركة بين تركيا وقطر، وفي حينه انقطعت العلاقات مع حلفاء النظام السوري، حزب الله وإيران، ووصلت إلى توتر كبير. واستمرت القطيعة مع حلفاء دمشق، حتى حرب عام 2014 التي عادت على إثرها العلاقة مع حزب الله وطهران، فيما بقيت العلاقة منقطعة بشكلٍ تام مع النظام السوري.

مؤخرًا أدانت حماس القصف الإسرائيلي لمطار دمشق الدولي، لكن الإدانة لم تكن الأولى للحركة، فقد أدانت القصف الإسرائيلي على مدار عدة سنوات، باعتباره عدوانًا من قبل الاحتلال الإسرائيلي على المحيط العربي، لكن هذه الإدانات بقيت طوال الوقت محدودةً بالغارات ولم تتجاوز الأمر نحو دعم النظام السوري.

وعلى صعيد العلاقات، يظهر أن النظام السوري تعنت في إمكانية فتح حوار مع الحركة، وظهر ذلك جليًا، إثر هبة أيار 2021 ومعركة "سيف القدس". فقد التقى رئيس النظام السوري بشار الأسد مع وفد من الفصائل الفلسطينية، كان على رأسه الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، فيما استثنيت حركة حماس من هذا اللقاء، وأشير فيه حينه إلى أن النظام السوري يرفض فكرة العودة للجلوس مع حماس، وظهر ذلك في مقابلة لمستشارة رئيس النظام السوري لونا الشبل. فعندما سئلت الشبل من محاورها هل يزال النظام السوري مجروحًا من حركة حماس ويغلق التواصل معها، ردت: "بعد كل ما حصل، وبعد كل ما قيل في سوريا، وكل ما جرى لسوريا، برأيك تجرح من مجموعة صغيرة؟". وفي سياق ردها أشارت إلى ما قالت إنه خيانة حركة حماس للنظام السوري.

وفي الوقت الذي تركت فيه تلويحة رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس بعلم الثورة السوري أثناء زيارته إلة غزة، أثرًا كبيرًا في حينه، ومثلت اتساقًا واضحًا للحركة مع موقف قواعدها الشعبية، وتعبيرًا عن دعمها لكل الثورات العربية التي حصلت في ذلك الوقت، يشير متابهون أنها ربما ستحتاج إلى وقت طويل من أجل إعادة إقناع قواعدها بهذا التحول، والذي سيقتصر غالبًا على شكل أقرب للعلاقات الرسمية، وإمكانية إعادة افتتاح مكتب تمثيلي للحركة في سوريا، دون أن تضع ثقلًا سياسيًا كبيرًا لها.

وفي المرحلة الأخيرة، يبدو أن التيار الداعم لتطبيع النظام السوري، وتعزيز العلاقات بشكلٍ أكبر مع محور طهران ,حزب الله، يتقدم في حركة حماس، ويكتسب طرحه وجاهةً داخليةً. وفي الوقت نفسه يبدو أن حزب الله مدفوعًا من قبل طهران يتحرك من أجل تعزيز المحور، ودمج حماس بشكلٍ كبير فيه. ويبدو أن الضغط الإيراني شمل النظام السوري، الذي زار رئيسه إيران مؤخرًا.

ففي يوم القدس العالمي، الذي جاء تحت عنوان "القدس هي المحور"، وشهد احتفاءً به من قبل حركة حماس لأول مرة تقريبًا من فترة، قدم قائد حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار خطابًا، حمل الثيمة الموحدة التي طرحت في إيران وخلال خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.

ويأتي هذا الحديث مع عودة علاقات النظام السوري مع السلطة الفلسطينية إلى طبيعتها التي توترت في فترات معينة دون قطيعة كاملة. ففي بداية العام الحالي، زار وفد من حركة فتح برئاسة عضو اللجنة المركزية جبريل الرجوب دمشق، والتقى خلالها وزير خارجية النظام فيصل المقداد، وسلمه رسالةً من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، واعتبر الرجوب أن وجود النظام السوري خارج الجامعة العربية "عار".

تطورت تحركات إقليمية لتطبيع النظام السوري، عقب لقاء إماراتي مع بشار الأسد، وسعي أبوظبي إلى إعادة تعويم الأسد عربيًا

في الوقت ذاته، تطورت تحركات إقليمية لتطبيع النظام السوري، عقب لقاء إماراتي مع بشار الأسد، وسعي أبوظبي إلى إعادة تعويم الأسد عربيًا مرةً أخرى، وفي ظل حديث عن إمكانية حضور النظام السوري للقمة العربية على مستوى الرؤساء في الجزائر مطلع تشرين ثاني/ نوفمبر القادم.